سمو الرئيس صديقك من صدقك


كعادته، انسجم النائب فيصل المسلم مع ما جبل عليه من قيم ومبادئ واخلاق، وقدم في مرافعته الاستجوابية لسمو رئيس الوزراء افضل ما يمكن ان يقدمه ممثل للامة من اداء حضاري ملتزم الاصول والقواعد والاعراف الدستورية. وكعادته، كبر فيصل المسلم في عيون المتابعين عندما اشاد برئيس الحكومة وبديموقراطيته وبردوده، مؤكدا ان ما خاض فيه لم يكن لأسباب شخصية بل دفاع عن مصلحة عامة من وجهة نظره.
اما سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد فهو بالتأكيد لا يحتاج الى طابور من ممتهني المدح كما لم يكن طبعا بحاجة الى طابور من ممتهني الردح... انه يحتاج الى كلمة صادقة مباشرة مبنية على الوقائع والعقل لا على التمنيات والعاطفة.
انت يا سمو الرئيس سجلت سابقة تاريخية في المشهد السياسي العربي لا في المشهد السياسي الكويتي فحسب. انت اول رئيس وزراء عربي يكشف اوراقه للامة في مواجهة دستورية لا سابق لها حيث ارتضيت ان تقف على مسافة دستورية واحدة مع نائب منتخب من الشعب تاركا لممثلي الامة وللرأي العام الكويتي ان يكون الحكم بينك وبينه. بصراحة، هي قضية لا تحصل الا في الكويت. وبصراحة اكثر، نعم، هناك في نظامنا ما يمكن ان نتباهى به دائما ويشكل منارة للآخرين.
مع انتهاء جلسة الاستجوابات التاريخية تنتهي حقبة سياسية لتبدأ اخرى. تنتهي آلية سياسية حكمت العلاقة بين الحكومة والمجلس لسنوات طويلة حيث كان الاستجواب معركة «كسر عظم» تنتهي غالبا بحل للمجلس او استقالة للحكومة. اليوم انتهت (او هكذا يفترض) تلك الفزاعة وصار بالامكان مواجهة اي استجواب بالرقي نفسه الذي شهدناه في الوقت الذي يجب ان تسير عجلة الادارة بالشكل الطبيعي في دولة غنية بالموارد والحمد لله ولا تعاني من مشاكل وانقسامات جذرية في المواضيع الوطنية او النسيج الاجتماعي.
المطلوب الآن الاندفاع بكل سرعة الى الامام نحو تطبيق اكثر للقانون ومحاربة اكبر للفساد وتحريك اقوى لعجلة التنمية وتنفيذ افعل للمشاريع الاقتصادية والحيوية المنتجة. هذه الامور بالطبع لا تستطيع ان تطلقها بمفردك بل انت بحاجة الى فريق عمل قادر ومتفاعل والى دينامية متجددة في الرؤى والسياسات... باختصار يا سمو الرئيس انت بحاجة بعد فترة من استقرار الاوضاع الى التفكير في تشكيل حكومة جديدة تحقق الاهداف المرجوة منها وتتكون من فريق عمل منسجم يضم كفاءات من اصحاب العلم والخبرة ورجالات الدولة.
الفترة الاولى التي توليتم فيها رئاسة الحكومة كانت فترة معروفة ظروفها ومتوقعة نتائجها. فهي انتقالية بين عهد وعهد وبين ما صاحب الانتقال من عهد الى عهد، وهي صدامية تكميلية لفترات سابقة تكرس معها مفهوم «حزب الحكومة» و«حزب المجلس»، وهي فترة محاصصة بين اطياف طائفية وقوى سياسية ترهن موالاتها ومعارضتها بمدى تقريبكم اياها من الحقيبة الوزارية او ابعادها، وهي فترة محاصصة اسرية ايضا لمراعاة التوازنات بين الشيوخ، وهي فترة حافلة بالضغوط والاخطــــــــــــاء وانكفاء الكفاءات عن المشاركة في الحكـــــــــومة كي لا يصيبها ما اصاب غيرها. وهي فترة تعرض فيها وزراء الى اخطاء من السلطة نفسها وارتكب فيها وزراء اخطاء اساءت الى السلطة نفسها...
اليوم، بعد 8 ديسمبر 2009، انت يا سمو الرئيس تقف على ارض مختلفة اصلب واقوى. لم تعد مضطرا للعمل تحت مظلة التسويات وفي ظروف ضاغطة، ولم تعد مجبرا على اعتماد المحاصصة لإرضاء هذا الفريق او ذاك، ولم تعد المساءلة السياسية سيفا عليك بل ربما صارت سيفا بيدك يمكنك من استئصال العلة بنفسك بدل تركها لغيرك او للتصعيد السياسي.
سمو الرئيس، تبدأ اليوم عهدا ثانيا، واذا كان وصولكم الى رئاسة الحكومة مصدره الثقة الغالية لصاحب السمو امير البلاد فأنت اول رئيس حكومة بتاريخ الكويت يحصل ايضا على ثقة الامة من خلال مجلس الامة في حال انتصرت غالبية النواب الى التعاون مع سموكم وبالتالي ارتضى النواب الافاضل الذين وقعوا طلب عدم التعاون بحكم الاكثرية وصار القرار قرار المجلس بأكمله، وهذه الميزة تحتم عليكم التقدم خطوة الى أمام من اجل الكويت ومصلحتها، ولا شك في ان «ناصر المحمد الثاني» يعرف ماذا يعني الوقوف بين ثقتين... اميرية وشعبية.
جاسم بودي
اما سمو الرئيس الشيخ ناصر المحمد فهو بالتأكيد لا يحتاج الى طابور من ممتهني المدح كما لم يكن طبعا بحاجة الى طابور من ممتهني الردح... انه يحتاج الى كلمة صادقة مباشرة مبنية على الوقائع والعقل لا على التمنيات والعاطفة.
انت يا سمو الرئيس سجلت سابقة تاريخية في المشهد السياسي العربي لا في المشهد السياسي الكويتي فحسب. انت اول رئيس وزراء عربي يكشف اوراقه للامة في مواجهة دستورية لا سابق لها حيث ارتضيت ان تقف على مسافة دستورية واحدة مع نائب منتخب من الشعب تاركا لممثلي الامة وللرأي العام الكويتي ان يكون الحكم بينك وبينه. بصراحة، هي قضية لا تحصل الا في الكويت. وبصراحة اكثر، نعم، هناك في نظامنا ما يمكن ان نتباهى به دائما ويشكل منارة للآخرين.
مع انتهاء جلسة الاستجوابات التاريخية تنتهي حقبة سياسية لتبدأ اخرى. تنتهي آلية سياسية حكمت العلاقة بين الحكومة والمجلس لسنوات طويلة حيث كان الاستجواب معركة «كسر عظم» تنتهي غالبا بحل للمجلس او استقالة للحكومة. اليوم انتهت (او هكذا يفترض) تلك الفزاعة وصار بالامكان مواجهة اي استجواب بالرقي نفسه الذي شهدناه في الوقت الذي يجب ان تسير عجلة الادارة بالشكل الطبيعي في دولة غنية بالموارد والحمد لله ولا تعاني من مشاكل وانقسامات جذرية في المواضيع الوطنية او النسيج الاجتماعي.
المطلوب الآن الاندفاع بكل سرعة الى الامام نحو تطبيق اكثر للقانون ومحاربة اكبر للفساد وتحريك اقوى لعجلة التنمية وتنفيذ افعل للمشاريع الاقتصادية والحيوية المنتجة. هذه الامور بالطبع لا تستطيع ان تطلقها بمفردك بل انت بحاجة الى فريق عمل قادر ومتفاعل والى دينامية متجددة في الرؤى والسياسات... باختصار يا سمو الرئيس انت بحاجة بعد فترة من استقرار الاوضاع الى التفكير في تشكيل حكومة جديدة تحقق الاهداف المرجوة منها وتتكون من فريق عمل منسجم يضم كفاءات من اصحاب العلم والخبرة ورجالات الدولة.
الفترة الاولى التي توليتم فيها رئاسة الحكومة كانت فترة معروفة ظروفها ومتوقعة نتائجها. فهي انتقالية بين عهد وعهد وبين ما صاحب الانتقال من عهد الى عهد، وهي صدامية تكميلية لفترات سابقة تكرس معها مفهوم «حزب الحكومة» و«حزب المجلس»، وهي فترة محاصصة بين اطياف طائفية وقوى سياسية ترهن موالاتها ومعارضتها بمدى تقريبكم اياها من الحقيبة الوزارية او ابعادها، وهي فترة محاصصة اسرية ايضا لمراعاة التوازنات بين الشيوخ، وهي فترة حافلة بالضغوط والاخطــــــــــــاء وانكفاء الكفاءات عن المشاركة في الحكـــــــــومة كي لا يصيبها ما اصاب غيرها. وهي فترة تعرض فيها وزراء الى اخطاء من السلطة نفسها وارتكب فيها وزراء اخطاء اساءت الى السلطة نفسها...
اليوم، بعد 8 ديسمبر 2009، انت يا سمو الرئيس تقف على ارض مختلفة اصلب واقوى. لم تعد مضطرا للعمل تحت مظلة التسويات وفي ظروف ضاغطة، ولم تعد مجبرا على اعتماد المحاصصة لإرضاء هذا الفريق او ذاك، ولم تعد المساءلة السياسية سيفا عليك بل ربما صارت سيفا بيدك يمكنك من استئصال العلة بنفسك بدل تركها لغيرك او للتصعيد السياسي.
سمو الرئيس، تبدأ اليوم عهدا ثانيا، واذا كان وصولكم الى رئاسة الحكومة مصدره الثقة الغالية لصاحب السمو امير البلاد فأنت اول رئيس حكومة بتاريخ الكويت يحصل ايضا على ثقة الامة من خلال مجلس الامة في حال انتصرت غالبية النواب الى التعاون مع سموكم وبالتالي ارتضى النواب الافاضل الذين وقعوا طلب عدم التعاون بحكم الاكثرية وصار القرار قرار المجلس بأكمله، وهذه الميزة تحتم عليكم التقدم خطوة الى أمام من اجل الكويت ومصلحتها، ولا شك في ان «ناصر المحمد الثاني» يعرف ماذا يعني الوقوف بين ثقتين... اميرية وشعبية.
جاسم بودي