صنّاع الدراما لـ «الراي»: المسؤولية مشتركة عن السلامة في «اللوكيشنات»

«حوادث فنية»... ضحاياها خلف الكاميرا!

تصغير
تكبير

- حمد النوري: العمل الفني من الأعمال الشاقة
- سامي العلمي: إصابات العمل... سببها الإهمال وعدم المبالاة
- محسن ملا حسين: سقوط الرافعة في «دار غريب» يعود إلى سوء القيادة من طرف السائق

بين حين وآخر، يصحو الوسط الفني على خبرٍ مفجع، إما بإصابة بالغة لأحد الفنانين، وإما بوفاة أحد الجنود المجهولين... في «لوكيشنات التصوير»!

وإن كان البعض يعزو «الحوادث الفنية» إلى القضاء والقدر، فإن البعض الآخر يُحمّل شركات الإنتاج المسؤولية كاملة، في ما يتعلّق بضمان الأمن والسلامة لكل العاملين في فريق العمل، ممن يقفون أمام الكاميرات أو خلفها.

«الراي» استعرضت في هذا الاستطلاع عدداً من «إصابات العمل» لفنانين وفنيين، خليجيين وعرباً وعالميين، كما رصدت آراء عدد من صانعي الدراما التلفزيونية المحلية، فخرجت بهذه المحصلة:

«مسؤولية مشتركة»

يقول المخرج حمد النوري: «المسؤولية مشتركة بالدرجة الأولى، ولكن يقع الجانب الأكبر على المنتج فالمخرج، وعن كل شخص مسؤول في موقعه الفني»، مردفاً: «على سبيل المثال، لو كنت مديراً للإضاءة والتصوير، فلا بد من طلب الاشتراطات اللازمة لضمان (السيفتي) في المكان، وهنا يأتي دور المنتج في توفير الاحتياجات اللازمة في ما يتعلّق بالأمن والسلامة، وكذلك المخرج ينبغي أن يكون محترفاً وعلى دراية في المشاهد التي تكون فيها خطورة على الممثل، وكيفية التحايل عليها بطرق فنية عدة».

وأضاف: «كمخرج، لا يمكن أن أطلب من فريق العمل، سواء كانوا فنانين أو فنيين أن يقوموا بأعمال معينة وخطيرة بلا توافر العناصر التي تضمن سلامتهم، بالإضافة إلى كفاءة المخرج وخبرته في الحؤول دون وقوع الإصابات، بالإضافة إلى الحرص على جهوزية المعدات كافة وعدم الإهمال».

واستدرك قائلاً: «ولكن قد لا يخلو الأمر أحياناً من القضاء والقدر، ومن الممكن أن تكون الحوادث العرضية في أي (لوكيشن)، حتى وإن لم يكن هناك إهمال أو تقصير من أحد، فالعمل الفني يعدّ من الأعمال الشاقة وليس السهلة، وكثير من الفنيين في هذا المجال يجب أن تتوافر لديهم المهارة، فإذا لم يكن الشخص مؤهلاً لتولي مهمة بعينها، فمن الطبيعي حدوث بعض الأخطاء في موقع التصوير، حتى من دون علم المنتج أو المخرج».

وشدّد النوري على ضرورة الاحترازات الأمنية والصحية، وأهمية التصوير في أجواء مناسبة تفادياً لتعرّض أحدهم لضربة شمس أثناء التصوير الخارجي، «خصوصاً وأننا في فصل الصيف، وكما هو معروف أن الكاميرات في وقت الظهيرة لا تؤدي عملها بشكل جيد، ما يدفع فريق العمل إلى بذل جهود مضاعفة لتنسيق المشاهد».

«إهمال وعدم مبالاة»

بدوره، قال المخرج سامي العلمي: «بالنسبة إليّ كمخرج، عادة لا أقوم بتصوير أي مشهد ما لم تكن إجراءات الأمن والسلامة ذات كفاءة عالية، كما يزداد الحرص في المشاهد (الأكشن)، إذ لا بد من الحفاظ على سلامة كل أفراد العمل، كي لا يحدث مكروه لأحد»، عازياً حدوث بعض الإصابات في مواقع التصوير إلى الإهمال وعدم المبالاة في التفاصيل البسيطة، التي قد يكون لها عواقب وخيمة، في حال لم يتم فحصها والتأكد من جهوزيتها مئة في المئة».

وحمّل العلمي المسؤولية كاملة لشركات الإنتاج إزاء ما يحدث من أخطاء تقنية أو فنية داخل «اللوكيشن»، كونها تندرج ضمن إصابات العمل، «فالمنتج هو المسؤول عن عمله الفني من الألف إلى الياء».

«سوء القيادة»

من جهته، أوضح رئيس شركة «ماجيك لنس» للإنتاج الفني المنتج محسن ملا حسن أنه لا يدخر جهداً وفريق عمله في تأمين الاحتياجات الضرورية كافة التي من شأنها حماية جميع المتواجدين في «اللوكيشن» وتذليل الصعوبات التي قد يواجهونها أثناء التصوير، وأهمها إجراءات الأمن والسلامة.

وأرجع ملا حسين سقوط الرافعة التي تم استئجارها لتصوير بعض المشاهد في مسلسله «دار غريب» إلى سوء القيادة من طرف السائق، محملاً إياه وشركة الآليات المسؤولية في الإهمال، الذي أدّى إلى وفاة المصور حميد جعفر الطيف، أثناء تواجده على متن الرافعة في البحرين.

وختم قائلاً: «في فريق عملنا كل شخص مسؤول بمجاله، ونحن نولي اهتماماً بالغاً في كل صغيرة وكبيرة داخل (اللوكيشن)، ولكن ما حدث أخيراً من حادثٍ أليم للزميل والصديق المصور كان خارجاً عن إرادتنا، وتتحمل مسؤوليته شركة الآليات الثقيلة بالإضافة إلى السائق، نتيجة إهماله».

أبرز حوادث 2021

• قبل أيام قليلة، سقطت رافعة كان قد استعان بها فريق المسلسل الدرامي «دار غريب» لغرض رفع الإضاءة والتقاط زوايا معينة في التصوير، وكان على متنها المصور البحريني حميد جعفر الطيف الذي فارق الحياة فور سقوطها.

• أجرى الفنان شريف دسوقي عملية جراحية أسفرت عن بتر قدمه، إثر إهمال إصابته خلال كواليس الفيلم العربي «وقفة رجالة»، حتى تدهورت حالته مع الوقت.

• في كواليس مسلسل «موسى» تعرّض الفنان المصري محمد رمضان لإصابة شديدة في جهة الظهر، وقد علّق على الإصابة بالقول: «الحمد لله، قدر الله وما شاء فعل، إصابتي كانت شديدة أثناء تصوير النهاردة.

الأهم إن الشغل يوصلكم حقيقي».

• تعرضت الفنانة المصرية روجينا هذا العام إلى جرح عميق في وجهها أثناء تصويرها مسلسل «بنت السلطان»، وعلى الفور تم نقلها إلى المستشفى، وخضعت لجراحة مصغرة بإجراء 7 غرز تجميلية لها.

• عالمياً، تعرضت نجمة «هوليوود» جنيفر لورانس لإصابة بالغة قرب عينها، بسبب زجاج متطاير أثناء تصوير فيلمها الجديد «لا تنظر لأعلى»، في مدينة بوسطن الأميركية.

وتسبب تطاير الزجاج جراء انفجار خلال تصوير الفيلم في إصابة لورانس بجرح في جفنها وبنزيف.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي