دراستان أميركيتان مبشّرتان عن المصابين بالفيروس ومن تلقوا التطعيم
المناعة ضد «كورونا»... قد تستمر مدى الحياة!
خلُصت نتائج دراستين بحثيتين أميركيتين جديدتين إلى أن «خلايا مناعية مهمة تبقى نشطة وفعّالة لمدة سنة على الأقل في نخاع عظام الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد وتعافوا منه أو تم تطعيمهم بلقاح مضاد له، وأن المناعة المكتسبة ضد ذلك الفيروس تتحسّن مع مرور الوقت – خصوصاً بعد التطعيم – لكنها قد تستمر إلى بضع سنوات... وربما مدى الحياة».
ومن شأن هذه النتائج المبشّرة أن تسهم في تهدئة المخاوف من أن المناعة ضد مرض «كوفيد-19» قصيرة الأجل وتتلاشى سريعاً مثلما هو الحال مع الفيروسات التاجية الأخرى التي تسبّب نزلات الزكام والبرد.
ووفقا للدراستين اللتين نُشرت إحداهما في مجلة «نيتشر» العلمية المتخصصة والثانية في موقع BioRxiv المتخصص في مجال الأبحاث البيولوجية، فإن «معظم الأشخاص الذين تعافوا من مرض كوفيد- 19 ثم تم تلقيحهم ضده لاحقاً لن يحتاجوا إلى جرعات تطعيم معزّزة... أما الأشخاص الذين لم يسبق لهم أن أصيبوا مطلقاً بالعدوى وتم تطعيمهم فسيحتاجون على الأرجح إلى جرعة تعزيزية إضافية هم ونسبة قليلة من المتعافين الذين لم تنتج أجسامهم استجابة مناعية قوية بما فيه الكفاية».
وفي حين تمحورت الدراستان حول فحص أشخاص كانوا قد أصيبوا بفيروس كورونا المستجد قبل عام تقريباً، فإن الدراسة التي نشرتها مجلة «نيتشر» اكتشفت أن الخلايا المناعية التي تحتفظ في ذاكرتها بمعلومات عن ذلك الفيروس تبقى موجودة ونشطة في نخاع العظام وتفرز أجساماً مضادة للفيروس كلما اقتضت الحاجة إلى ذلك... وتبدو تلك الخلايا الدفاعية مؤهلة للبقاء نشطة لسنوات. وفي المقابل، لاحظت الدراسة الأخرى التي أجراها باحثون في جامعة واشنطن ونشرها موقع BioRxiv أن الخلايا المناعية البائية (B cells) تستمر في النضوج والقوة لمدة 12 شهراً على الأقل بعد الإصابة الأولية بالفيروس ومن المرجح لها أن تبقى نشطة لسنوات عدة.
الدراسة الأولى أجريت في مركز بحثي تابع لجامعة واشنطن في جامعة روكفيللر الأميركية تحت قيادة اختصاصي المناعة الدكتور ميتشيل نوسينزويغ الذي قال معلقاً: «الخلايا البائية المناعية التي ينتجها الجسم ضد فيروس كورونا المستجد (سواء بسبب الإصابة أو بسبب تلقي التطعيم) بدت قوية بعد مرور سنة إلى درجة أنها تتصدى حتى لمتحورات الفيروس، وهذا يلغي الحاجة إلى تلقي جرعة تعزيزية من اللقاح».
وأضاف: «اتضح لنا من خلال دراستنا أن الأشخاص الذين أصيبوا بالعدوى وتعافوا منها والذين تم تطعيمهم أصبح لديهم بالفعل استجابة مناعية رائعة تتمثل في مجموعة هائلة من الأجسام المضادة، وذلك لأن أجسامهم تواصل تطوير تلك الأجسام مع مرور الوقت.
وأنا أتوقع لتلك الأجسام أنها ستستمر لفترة طويلة»، لكنه أشار إلى أن هذه الفيروسات تتغيّر وتتحور بشكل ملحوظ كل بضع سنوات.
لكن الباحثين نبَّهوا إلى أن تلك النتائج قد لا تنطبق بالضرورة على المناعة المكتسبة من التطعيمات فقط، وذلك «لأنه من المرجح أن الذاكرة المناعية التي يكتسبها الجسم من التطعيم تكون ذات طبيعة مختلفة عن تلك التي يكتسبها نتيجة للإصابة الطبيعية بالفيروس ثم التعافي منه».