رؤية

المملول والمأمول والقائد الجديد !

تصغير
تكبير

النجاح الكبير، الذي حصده قائد المعارضة الجديد الدكتور عبيد الوسمي المطيري كان متوقعاً، والذي كان قد خطط له بإحكام علمي دقيق ووعي شامل بأحوال الساحة المحلية، وعرف كيف يجعل خسائر من حوله تصبّ في صالحه، جاعلاً من شطب عضوية زميله بحكم المحكمة الدستورية، أداة استقطب بها قبيلته وأنصاره لصالحه. ما حقّقه الوسمي من نجاح أمر مشروع بكل المقاييس السياسية، وهذا لا ينقص من حقيقة التفاف الرأي العام حوله مؤيداً إياه تأييداً واسعاً، والمأمول أن يسخّر الدكتور الوسمي إمكاناته ومعرفته بوقائع الساحات المحلية والاقليمية والدولية وإملاءاتها، من أجل التهدئة والوصول إلى نقاط التقاء، ولو محدودة مع الخصوم المحليين، تسمح بتحرير الدولة من الصراع القائم، والخلاص من التعطيل المفروض عليها من المعارضة، وهو قادر على ذلك لو شاء، ويعلم أنه سيلقى دعم الرأي العام، الذي بدأ ينفر ويتململ متذمراً من استمرار الخصومة ومحاولات إسقاط الحكومة.

قبل أيام أعلنت إسرائيل قبولها الدعوة الأميركية للمشاركة في المفاوضات مع ايران حول برنامجيها النووي والصاروخي، الأمر الذي عزل دول الخليج وحرمها من المشاركة فيها، رغم كونها المعنية بالأساس - وفق المنظور الإيراني - ببرامج التسلح هذه، ولا شك أن المفاوضات ستكون مجالاً لاستنزاف ثرواتها في تسلح موازٍ استعداداً لمواجهة الهيمنة والتهديد الإيرانيين، في توقيت تعاني فيه اقتصاداتها الكثير من التراجعات، جراء أزمة الاقتصاد العالمية وتبعات جائحة كوڤيد 19.

تعاني الكويت من عجز مستمر ومتراكم في الميزانية، ممتد من العام 2013، بالإضافة إلى تبعات خسائر اقتصاد كوڤيد 19 الدولية والمحلية، والتي قدّرت على مستوى دول المنطقة بأكثر من 550 مليون دولار يومياً، وبإجمالي بلغ في العام 2020 أكثر من 420 مليار دولار، بحسب تقارير منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة، التي نشرتها الـ«بي بي سي» عربية أخيراً، وستضطر الكويت أمام هذا العجز - الذي يزيد كثيراً على التزاماتها - إما بتسييل استثمارات صندوقها السيادي تدريجياً، وسيكون ذلك بخسائر كبرى له، وإما بتكرار الاقتراض، والذي سيهدد مستقبلها، خصوصاً إذا علمنا أنها أقل دول الخليج استعداداً لمواجهة مزيد من قلّة الطلب على النفط أو انخفاض في أسعاره لعدم وجود ردائف أو بدائل لمبيعاته.

يبقى الأمل معقوداً على أن تعمل قيادة المعارضة الجديدة على تبني العقلانية في الطرح، ووقف الصراع المجتمعي، والتركيز على الخروج من الأزمات بهدوء وباقل قدر ممكن من الخسائر، فهذه استحقاقات تاريخية واجبة عليها، إلا أنه - وللأسف - فإن شريحة ماضية في نهجها من دون اكتراث بالمخاطر، ما يضاعف من مسؤوليات القائد الجديد، لتفادي الصدام المجتمعي الخطير والوشيك، بل هو واجبه التاريخي الملزم به، وإن كانت البوادر لا توحي بتحققه سريعاً، لفرط تهوّر البعض وعجزه عن التفريق بين الخلاف السياسي وشخصنة الخلاف.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي