بلا حدود

أبطال أم مجرمون... فهمونا؟!

تصغير
تكبير

نفهم أن الناخب حينما ينتخب مرشحاً يكون ذلك وفق قناعته الشخصية من خلال مصداقية المرشح، والبرنامج الانتخابي، وقوة الطرح بالحجة والدليل والبرهان، ونشاط المرشح، ومتابعته الحثيثة لقضايا الناخبين، وشمولية فهمه للقضايا العربية والدولية التي تخدم بلده، إذن المرشح حينما يفوز بعضوية مجلس الأمة ويصبح نائباً، فهو صوت الناخبين مهما كان عددهم في شخص واحد هو العضو في قاعة عبدالله السالم. وإذا أراد الناخب أن يحضر جلسات مجلس الأمة يأخذ تصريحاً أو إذناً ويجلس مستمعاً فقط، لا يحق له أي تصرف آخر احتراماً لهذا الصرح الديموقراطي، فهناك من يتحدث باسمه ويحمل قضاياه ومظالمه ومقترحاته وأفكاره وهو العضو المنتخب الذي أصبح نائباً.

ما لا نفهمه ذهاب الناخبين إلى مقر مجلس الأمة واقتحامه والعبث بممتلكاته، بحجة تقديم رسالة احتجاج لبعض الأخطاء والتجاوزات في إدارة مؤسسات الدولة، فهل هذا يعد قصوراً في عضو مجلس الأمة المنتخب، وهل هناك عدم ثقة وفقدان للمصداقية بين الناخب والمرشح، وحينما يذهب عضو مجلس الأمة ليقتحم مقر عمله ليلاً دون إذن مسبق ودون دعوة، فهل هذا يعني عجز النائب وعدم قدرته على إقناع الآخرين في قاعة عبدالله السالم أثناء الجلسات الرسمية؟ فقط نريد أن نفهم.

بعد قراء مستفيضة ومتأنية على ملابسات اقتحام مجلس الأمة، والاطلاع على كل صغيرة وكبيرة، صدرت الأحكام القضائية بتجريم فعلتهم، تعالت بعض الأصوات النشاز والمخالفة للقانون باعتبار من اقتحم مجلس الأمة هم أبطال. عجبا، فهمونا أبطال أم مجرمون؟! نريد أن نفهم.

هل القضاء ظلمهم وأخطأ بحقهم؟! فهمونا! نريد أن نفهم، إذا كان من اقتحم مؤسسة من مؤسسات الدولة وأراد أن يسقط هيبة الدولة، يسمى بطلاً، إذن ماذا نسمى نحن - الصامدين - الذين تشبثنا في أرضنا وحملنا السلاح ونقلنا صناديق القنابل اليدوية كل صندوق يحتوي على أكثر من عشرين قنبلة يدوية من خزان ماء فارغ إلى آخر في منطقة العدان ليلاً، لو انفجرت لقتلتنا وقتلت أسرنا، ونقلنا الأسلحة من حفرة إلى أخرى لساعة الصفر والسيطرات العسكرية العراقية تحيط بنا من كل جانب، ونمنا فوق السطوح محتضنين بندقية ذاتية التعمير، في البرد القارس ومضادات الطيران تدوي فوق رؤوسنا، وذهبنا على الدراجات الهوائية من منطقة إلى أخرى لتوصيل الأخبار وتقديم المساعدات، حتى وصلنا إلى منطقة الرقة وقصف التحالف فوق رؤوسنا، في الوقت الذي اقتحم مجلس الأمة إن كان صغيراً أو كبيراً يرفل في الدول المجاورة ويستمتع بأكل الجبن المثلث والمرتدلا، ونحن نسينا رائحة الخبز.

أيهما البطل فهمونا؟! نريد أن نفهم! نحن نرفض ملف العفو الشامل ما لم يتقدم عليه ملف إسقاط القروض الاستهلاكية أو شرائها، وملف المتقاعدين، وملف السكن للكويتية، وملف أبناء الكويتيات، وملف البدون، ثم بعد ذلك نطرح ملف العفو بعدالة اجتماعية ووفق مسطرة واحدة، فإذا كان هناك عفو فليشمل الجميع دونما استثناء. نزولاً لرغبة الشارع الكويتي، أما أنا شخصياً فلن ولم أسامح أو أرحم من حاول أو يحاول أن يمس الكويت بسوء حتى ولو بشعرة.

اليوم نهيب بالقضاء الكويتي وهو الدولة عمودها وقوامها وهيبتها، أن يتصدى ويضع حداً لكل من يعارض أحكامه، ويطلق كلمة بطل على شخص جرمه القضاء، أن يقدم للمحاكمة مهما طالت مكانته وعلت رتبته.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي