بلا حدود

ليس الآن... يا «حماس»!

تصغير
تكبير

ليس الآن يا «حماس»، فأنتم لا تحاربون زمرة من الإسرائيليين، ولا تحاربون رهطاً من اليهود، ولا تحاربون دولة عضوية ذات نفس إنساني، إنما أنتم تواجهون دولاً عظمى تضمر لكم الشر، منها ما هو مكشوف على الملأ، ومنها من يعطيكم من طرف اللسان حلاوة، وتواجهون دولة صناعية لا روح فيها غير القتل، وآلة عسكرية غبية زرعتها الدول العظمى لتجاربها، وجعلوا منكم حقلاً للتجارب، افهموا ذلك جيداً، فما زال الوقت مبكراً على كشف أوراقكم، أولاً ينبغي عليكم أن تكونوا على قلب رجل واحد، ففي الاتحاد قوة.

آن الأوان، للمصالحة، والعمل تحت ظل قيادة واحدة، ونبذ الخلافات والالتفاف حول الشرعية، تخلّصوا من غروركم وكبريائكم تنازلوا قليلاً من أجل الوطن، اعملوا بصمت وهدوء واعملوا للأجيال القادمة، استفيدوا من تجارب الدول المجاورة التي عملت بصمت وعزّزت ترسانتها العسكرية، دونما فرد عضلات وبطولات ليست في محلها، لربما الزمن ليس زمانكم، ولكن حتماً سوف يأتي زمان أجيالكم، فماذا تركتم لهم غير الخراب والدمار باستعجالكم.

العدو يستفزكم كلما علم من الخونة مدى قوتكم العسكرية وعدتكم وعتادكم، فلا بد من الصبر وتفويت الفرصة عليه، في كل قرار من قراراتكم غير المدروسة تستنزف ترسانتكم، وتزهق أرواح شعبكم كل ذلك يعيق إقامة دولة، تحلّوا بالصبر قليلاً، هل تجدون من يسند ظهركم؟ هل تجدون من جيّش جيشه لنصرتكم؟ اليوم بعض الدول العربية لها إمكانات تعوّض خسارتكم المادية ولكن هل تضمنون الغد؟ أطلقتم مئات الصواريخ، ماذا فعلت قتلت امرأة واحدة، وربما لم تقتلها، ولكن العدو أراد أن يكسب تعاطف الجميع ويؤلّب العالم عليكم وقد نجح، وبهذه الصواريخ التي لم تؤتِ جدواها أعطيتم مسوّغاً للعدو ليهدم المباني على الأبرياء، ويقتل أكثر من مئة شهيد فلسطيني وما يربو على ألف جريح، لماذا كل هذا وأنتم إلى الآن أضعف بكثير من العدو - العدو الحقيقي وليس إسرائيل أو اليهود - وقديماً قالوا الحرب التي لست متأكداً من انتصارك فيها لا تدخلها.

هل هناك من الدول العربية أو الإسلامية من حرّك جندياً واحداً لأجلكم، تريدون بكاء وعويلاً ودموعاً، تريدون تجمّعات في الساحات العامة ورفع الأعلام ومناصرة محقونة بشحنة عواطف وقتيّة، تريدون شجباً وتنديداً واستنكاراً وحضوراً إعلامياً كاذباً، وعبارة فلسطين خط أحمر، القدس خط أحمر، كل ذلك موجود ولكن بماذا يفيدكم أو يخدمكم؟! هل سوف يعيد شهداءكم؟! هل سوف يبني أنقاضكم؟! فكروا بعقولكم، لم يحن الوقت بعد، ابنوا أنفسكم أولاً، لا سيما وشعاركم قوله تعالى: ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم...).

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي