من هو الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاءات ... ليُقصي جاسم وفيصل؟
ما صفة الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم (IFFHS) ليضع تصنيفات ويوزع أخباراً لا تستند، في معظمها، إلى واقع، مستغلّاً تسميته القريبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي سبق له، مراراً وتكراراً، أن نفض عنه غبار هذه المنظمة التي لا يرتبط بها لا من قريب ولا من بعيد؟
لا يمكن قبول أي من اختيارات هذا الاتحاد إلا تلك المستندة إلى أرقام واضحة، مثل عدد الأهداف حيث سبق للاعبين كويتيين عدة أن فازوا بجوائز مقدمة منه، بالإضافة إلى إحصاءات خاصة بحراس المرمى ومرتبطة تحديداً وحصراً بعدد المباريات المتتالية التي خرجوا منها بشباك نظيفة.
هنا لا خلاف مع هذا الاتحاد، غير أن المشكلة تقع في أماكن أخرى عدة.
تأسس الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، في 27 مارس 1984، في مدينة لايبزيغ الألمانية، على يد الدكتور ألفريدو بوغي، وتتلخص مهمته، على نحو ما تشير التسمية، إلى القيام بإحصاءات خاصة بالرياضة الأكثر شعبية في العالم، ولكن بمعزل عن «فيفا».
قبل سنوات، كشف «فيفا» نفسه بأن الكثير من الجماهير الرياضية تخلط بينه وبين الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، وأكد الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي للعبة، القطري محمد بن همام، «أن من أعطى لقب (نادي القرن في آسيا) هو جهة غير تابعة للاتحاد الدولي ولا للاتحاد القاري»، واشار الى ان الاتحاد الآسيوي هو وحده المخول منح هذا اللقب، وأضاف: «الجائزة غير شرعية، وجهة الجائزة غير شرعية. الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم اتحاد فاقد للمصداقية ويعطي هذه الجوائز مقابل الحصول على مبالغ مالية».
ولطالما تعرض هذا الاتحاد للانتقادات والتشكيك بسبب عدم اشراكه لـ«فيفا» في احصاءاته، علماً أن وكالة الأنباء الألمانية تمتنع عن بث أي خبر متعلق به، في إشارة منها إلى عدم الاعتراف به.
ووصف المؤرخ الرياضي الألماني، كارل ليننارتز، هذا الاتحاد بـ«الغامض»، مبيّناً أنه مجرد زوبعة في فنجان.
قبل فترة، أصدر الاتحاد المزعوم ترتيباً لأفضل لاعب وحارس مرمى ومدرب في القرن، ووزع الخبر الذي لاقى متابعة واسعة، غير أن الغموض اكتنفه. وعندما غصنا في الآلية، اكتشفنا أن لا منطق في الاختيار، خصوصاً أن البرتغالي جوزيه مورينيو انتزع جائزة أفضل مدرب.
لا نقلل من قيمة «ذا سبيشال ون»، بيد أن المشكلة أن الاختيار استند إلى نتائج المدربين منذ 2001 وحتى 2020، أي أن أيَّ مدرب مثل الفرنسي زين الدين زيدان، بدأ نشاطه في 2016، قد ظلم لأنه فوّت على نفسه 15 سنة كان غائباً فيها.
لا منطق ولا أسس لهذه الاختيارات. لن نغوص في الآليات والمعايير، غير أن هذه الجهة تقيم احتفالات لتوزيع جوائزها كي تمنح نفسها مصداقية «واهية»، والمشكلة الأكبر أن الفائزين بجوائزها يصدقون الكذبة ويزينون سجلاتهم بألقاب فردية كاذبة.
تصوّروا أن هذا الاتحاد اختار بوفون أفضل حارس في القرن، متفوقاً على آخرين باشروا مسيرتهم بعده بسنوات طويلة، فصُوّر على أنه متفوق على الجميع.
لم يوضح هذا الاتحاد بأن اختياره لأفضل لاعب ومدرب وحارس هو مجرد «ترتيب موقت» يتغيّر بحسب النتائج.
والجديد أن الاتحاد «الفاتح على حسابه» أعاد نشر تشكيلته المثالية للقرن العشرين لقارة آسيا والتي تغطي الفترة من 1901 إلى 2000، قائلاً بأن الاستفتاء حصل في 2000 مستنداً إلى صحافيين ولاعبين سابقين ومتخصصين.
وأضاف في موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت بأنه سينشر في الاسابيع المقبلة التشكيلات المثالية على مستوى العالم، وكل قارة وكل بلد للفترة بين 1901 و2020.
وإليكم التشكيلة الآسيوية المثالية للقرن الـ20: لحراسة المرمى: محمد الدعيع (السعودية)، للدفاع: ماسامي إيهارا وياسوهيكو أوكوديرا (اليابان)، هونغ ميونغ بو (كوريا الجنوبية)، للوسط: سعيد العويران (السعودية)، كيم جو سونغ (كوريا الجنوبية)، علي بروين (إيران)، كازويوشي ميورا (اليابان)، للهجوم: تشا بوم كون (كوريا الجنوبية)، علي دائي (إيران)، وماجد عبدالله (السعودية).
أسئلة عدة تفرض نفسها هنا: من هو هذا الاتحاد ليستبعد كل عناصر «العصر الذهبي» الكويتي، وتحديداً «المرعب» جاسم يعقوب و«الملك» فيصل الدخيل؟ من هو ليصنف الناس ويدّعي صفة رسمية؟ ومن هو ليمحي إنجازات منتخبات جرى تسطيرها بحروف من ذهب؟