رؤية

فجيعتنا بكم... انتهت بخسارتكم!

تصغير
تكبير

فُجعنا بالفوضوية وغياب القيم وانهيار لغة الحوار وتدنيها إلى الوقاحة الصبيانية في خناقات الأحياء الشعبية، وهو الأسلوب الذي اتبعته المعارضة أو ما بقي من فلولها، وفوجئنا بالحشد غير المؤسس ضد الرئيسين، وبتحويل خلافات سياسية - ليست وليدة اليوم، ولا تُساءل عنها الحكومة الحالية - إلى خلافات اجتماعية واستهداف الطبقة العليا بالشرور كلها وبالتآمر مع الدولة، الفساد - التهمة المعلبة المبهمة - توزّع بسخاء يميناً ويساراً، فيحبط الشرفاء وينجو الفاسدون.

في البداية، اجتمعوا وأعلنوا عن تشكيل محور يرفض الرئيس الحالي وسمو رئيس الحكومة، ولم يصمد تحالفهم فتفكك إلى 3 مجاميع، وفاز الرئيس الغانم !

انفجر بركان الانحراف السياسي وانهارت القيم ومستوى الطرح، وصار السباب هو لغة حوار المعارضة، لا الدليل ولا القرينة أو الحجة، رغم امتناع الفريق الآخر عن الدخول في مستوى صراعاتهم.

حاولوا تعطيل قسم الحكومة ففشلوا وأقسمت، وحصّنت نفسها من الاستجوابات، كان الأمر واضحاً... حفنة هواة معتصمين بالصرعة والفزعة مقابل ساسة محترفين، وهنا وجه الخطورة، ففي أجواء هذه الصبيانية المفرطة التي لا ضابط لها فمنشؤها: أنا وأخي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب، أخذوا بتغذية مراهقيهم بها وخرج كبارهم. وللمرّة الاولى يقودون بهذه الحماسة ويتوعّدون المتخاذلين.

خططهم باءت بالفشل لأنها بُنيت على اتهامات باطلة وغاياتها شخصية نفعية، لم تقدّم موقفاً وطنياً على مصلحة خاصة لأفرادها، يسوّقون لأطماع مشوّهة لبعض أبناء الأسرة في الحكم، في محاولات مكلّلة بالفشل الواحد تلو الآخر، أحدثوها ولا يزالون فتذهب جفاء يطارد جفاء.

لن نعزلكم ولن نقرّبكم، عالجوا خسائركم، ولن نحرمكم من أداء واجبكم، ولن نسمح بالتشدد في القوانين ضدكم وضد الحريات وستظلون خصوماً ولكن شركاء في المسؤولية، لسنا سعداء بما سمعنا لكننا فرحون بوطن سنوحّده نحن كما اعتدنا ذلك دائماً من قبل، بأخلاقنا وأعرافنا وقيمنا وتوادنا ودستورنا الواقي وديموقراطيتنا.

أبوابنا مشرعة لكم ولغيركم، وستجدوننا لا نفاضل إلا بين الأكفأ لا الأقرب، وستجدوننا صادقين متألمين إلا أننا صفحنا لأجل الكويت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي