استبشر العالم بالوصول إلى علاج لأزمة كورونا، بعد مرور أقل من سنة من انتشار ذلك الوباء الخطر في معظم بلدان العالم، وسمعنا عن تطعيم «فايزر» الذي أثبت مخترعه أنه يحقق أكثر من 95 في المئة من التحصين لمن يتطعم به، ثم اكتشفنا أن الكويت لم تتعاقد على شراء كمية كافية من ذلك اللقاح، ثم سمعنا عن لقاح «مودرنا»، ولقاح صيني اعتمدته الإمارات العربية، ثم سمعنا عن لقاح JOHNSON & JOHNSON، وهكذا تعدّدت اللقاحات وأصبح لدينا خيار كبير في معرفة الأفضل، بل طالت النقاشات حول اللقاحات، وتعدّدت الآراء!
كل ذلك من فضل الله وتيسيره سبحانه، فمشكلة كورونا قريباً ستكون من الماضي، وسيبحث العالم عن مصيبة أخرى ليناقشها! لكن في الحقيقة استفدنا كثيراً من محنة كورونا، فقد تعلمنا منها الصبر على المصائب، وعرفنا حجم النعمة التي نتقلّب فيها كل يوم، ولم ينقصنا شيء ولله الحمد والمنة ! وأدركنا حجم اللطف الإلهي بنا، إذ يرزقنا ليلاً ونهاراً، وينعم علينا من دون أن يطلب منا أي تعويض ! أدركنا كذلك أن النعمة لا تدوم إلا بالمحافظة عليها، وأن دوام الحال من المحال وأن النعمة زوّالة ولا تبقى، وإنه بالشكر تدوم النعم.
كما كان لتلك الأزمة فوائد في تقارب الأسر وتلاحمها، حيث إن فترات تعطيل المدارس والتعليم ONLINE أدّت إلى الضرر الكبير بالحياة الكريمة، كما فتحت أزمة كورونا أبواباً كثيرة للتأقلم مع الواقع، مهما كان مراً، وتعلّمنا الكثير من الأمور التي لا تأتي إلا مع التجربة ! الآن بدأ العالم يتعوّد على المتغيرات، ويؤقلم نفسه مع كل جديد، فلله الحمد والمنّة على نعمته وفضله.