اليوم مرّ علينا تقريباً سنة من وصول جائحة كورونا الكويت للمرة الأولى، وإن كانت أيام الكورونا الأولى «تنذكر ما بتنعاد»، فإنّها تتكرّر بصورة أو بأخرى، إنما بطرق أتعبتنا وأتعبت نفسياتنا معها وسواء أصبنا أم لم نُصب، فإننا على يقين أنّ الحكومة جانبها الصواب في التعامل معنا!
منحَ «الكوفيد» الحكومة فرصة ذهبية لاستعادة ثقة الناس، سرعان ما تحوّلت إلى نقيض أول أيام الانتخابات، وما زالت تتراجع حتى صار مستوى الثقة بعد «الكوفيد» أقل من مستوى الثقة بعده!
شخصياً لا أثق في حكومة لم تصرف مكافآت الصفوف الأولى، لأنه لا يجوز ألا يتقاضى شخص أجره مهما بلغ شغفه، نحن دوماً نبحث عن الأعمال مدفوعة الأجر، رغم توافر المجاني منها، بدليل نسبة التعليم في المدارس الخاصة والعلاج في المستشفيات الخاصة، وبعد توافر المسحات في المختبرات الخاصة، هجر الناس مختبرات الصحة التي تشكو من ازدحام المواعيد أصلاً!
وسط كل هذه المعمعة، وصل اللقاح بين مشكك ومسارع، توافد البعض وقاطع البعض، وبين البعض والبعض كالعادة، المحتاج وغير المحتاج، والواقع أنه لا أحد غير محتاج، هناك من هو غير مهتم أو غير مُبالٍ فقط، وهناك مَن هو مهتم ومبال ومحتاج لكنه باختصار لا يحصل عليه، لأنه لا يستحقه من وجهة نظر الحكومة، لأنه غير كويتي سواء كان وافداً أم «بدون» لن ينجو من العنصرية، ولن تنجو من العدوى إن أُصيب لأن الكورونا باختصار غير عنصرية!
في مواجهة العنصرية والقرارات المستثناة، حتى غدا الاستثناء قاعدة اقترح توفير اللقاح، في مقابل مادي للآخرين حتى لو كان مرتفعاً، وحتى لو كان البعض منهم لا يملك قيمته سيتصرّف!
الذين من دون تطعيم يمكنهم أن يكونوا مصدر دخل إضافياً للحكومة، يمكنها تأمين البديل المجاني، للذين سيدفعون هم أيضاً، لأنهم لا يثقون بالبديل المجاني!
@ReemAlmee