شكراً... للقادسية
بعيداً عن منطقية الطلب من عدمه في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي تمرّ بها البلاد نتيجة تفشي فيروس «كورونا» المستجد، فإنّ موقف نادي القادسية من الإعلام في كتابه الموجّه إلى اللجنة الأولمبية، في 16 فبراير الجاري، ينمّ عن احترام كبير لهذا القطاع الحيويّ ودوره.
لقد ضمّن النادي في كتابه الموجَّه تحديداً إلى أمين السر العام في «الأولمبية»، حسين المسلم، وذيّله بتوقيع أمين السر العام، حسن أبو الحسن، ملاحظات على تفاصيل قرار عودة النشاط والإجراءات المطلوب التقيّد بها من قبل الأندية والاتحادات.
ما لفتنا تحديداً هو البند الخامس من الكتاب، وفيه أثبت القادسية وعياً منقطع النظير، واعترافاً بدور قطاع الإعلام، وجاء فيه: «قرار منع وسائل الإعلام كافة من حضور المباريات غير صائب، ولا يصبّ في صالح كرة القدم ويثير الشكوك، حيث إن الصحافة هي الضمانة الحقيقية لكشف الحقائق عند تغطية المباريات»، وتابع: «ليس أدل على ذلك من أن أحد المصورين كان السبب في حجب الاتهام الموجه الى لاعب القادسية رضا هاني من خلال صورة التقطها في إحدى المباريات وكانت هي الدليل على تبرئته»، وأضاف: «النادي يؤكد أنه من مصلحة الأطراف المعنية باللعبة كافة أن تكون هناك تغطية شاملة من وسائل الإعلام تضمن، على الأقل، الحد الأدنى من الحيادية والنزاهة بهدف تحقيق العدالة والمساواة بين الأندية الرياضية المتنافسة، خصوصاً أن دوريات المنطقة كلها تحظى بتغطية إعلامية مميزة».
وختم الكتاب: «يؤكد القادسية حرصه الشديد على استكمال النشاط لكن على أسس وقواعد سليمة تضمن حماية المنظومة الرياضية من خطر الإصابة بالعدوى وضمان تطبيق البروتوكول الطبي مع الأخذ في عين الاعتبار ملاحظات النادي».
لن نقيم مقارنة بين ما ساقه الكتاب وبين حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد بسبب الوباء وارتفاع أعداد المصابين به، فهذا ليس في صلب دورنا، لكن كلام القادسية عن دور الإعلام وأهميته على الرغم من هجمة الـ«سوشيال ميديا» الهشّة في معظم أوجهها، يثلج القلوب، ويؤكد بأن لهذا الصرح الرياضي الكبير رؤية يبقى قادراً على طرحها، سواء أصابت أم خابت، بيد أنّ الأهم أنّ لديه إيماناً بدور الإعلام، وهو ما يستحق عليه منّا رفع القبعة... وكلمة شكر.