تفاؤل حذر

لقاحات «كوفيد- 19» في الميزان... بين الارتياب والثقة

تصغير
تكبير

وفقاً لنتائج استطلاع استقصائي للرأي أُجري على نطاق واسع وشمل عدداً من الدول حول العالم، اتضح أن هناك بوادر مشجعة تُشير إلى أن كفة الميزان قد بدأت تميل قليلاً إلى جهة مشاعر الثقة في ما يتعلق بنظرة الناس إزاء لقاحات «كوفيد-19»، لكنّ الباحثين الذين أجروا الاستطلاع يحذرون من أن موجة المخاوف والتوجسات ما زالت تهدد بإبطاء التعافي من الجائحة، وأنه ينبغي بذل مزيد من الجهود في سبيل تبديد مخاوف الناس وتوجساتهم غير المبررة إزاء اللقاحات.

الاستطلاع هو جزء من دراسة تتعقب السلوكيات وتوجهات الأفكار إزاء كل ما يتعلق بجائحة كوفيد-19، وهي الدراسة التي تديرها جامعة «إمبيريال كوليدج» البريطانية بالتعاون مع شركة الأبحاث السوقية YouGov.

وفي حين استغرق إجراء الاستطلاع الفترة من نوفمبر 2020 إلى يناير 2021، فإنه رصد وحلل آراء نحو 13500 شخص في 15 دولة حول العالم، وتحديداً في قارات أوروبا وآسيا وأستراليا.

وخلص الاستطلاع إلى أنه «يبدو أن أفكار ومواقف وتصوّرات الناس إزاء لقاحات كوفيد-19 في أرجاء العالم قد بدأت تتخلص من المخاوف وتميل إلى الثقة، وإن كانوا ما زالوا يتوجسون من بعض الأمور وعلى رأسها مدى سلامة تلك اللقاحات على صحتهم في المديين المتوسط والبعيد».

وتعليقاً على النتائج، قالت عالمة السلوكيات سارا جونز من جامعة إمبيريال كوليدج لندن، والتي شاركت في قيادة هذا الاستطلاع العالمي: «للمرة الأولى منذ بدء جائحة كوفيد-19، أستطيع أن أقول إن التفاؤل بدأ ينتشر بوتيرة أسرع من وتيرة انتشار الفيروس ذاته».

ففي نوفمبر الفائت – أي قبل أن تبدأ الدول في الموافقة على لقاحات كوفيد-19 - قال نحو 37 في المئة فقط ممَنْ تم استطلاع آرائهم إنهم سيوافقون على تلقي لقاح مضاد لكوفيد-19 إذا عُرض عليهم، وفي المقابل عبَّر نحو 60 في المئة عن أن تخوفاتهم من الآثار الجانبية المحتملة للقاحات ستجعلهم متخوّفين من تلقي اللقاح إذا أُتيح لهم.

وعن ذلك قالت الباحثة ميلاني لييز التي شاركت في قيادة المشروع الاستطلاعي: «أجرينا هذه الدراسة لأنه كان من المهم جداً بالنسبة لنا أن نرى كيف ستتغير مواقف وأفكار الناس بمجرد بدء عمليات نشر اللقاحات في تلك الدول».

لكن بحلول شهر يناير الفائت، قال أكثر من 50 في المئة ممَنْ شملهم الاستطلاع في تلك الدول إنهم سيوافقون على أخذ اللقاح إذا أُتيح لهم، وفي المقابل انخفضت نسبة الأشخاص الذين قالوا إنهم متخوّفون من الآثار الجانبية للقاحات إلى أقل من 45 في المئة.

من جانبها، قالت الدكتورة لافانيا فاسوديفان، الباحثة في مجال الصحة العالمية بجامعة «ديوك» الأميركية:«هذه الاتجاهات تبدو مشجعة وتدعو إلى التفاؤل. من المرجح أن الدافع الذي يقف وراء هذا التحسُّن يكمن في التقارير المتواترة التي تشير إلى الفعالية العالية التي أثبتتها اللقاحات خلال الفترة المبكرة من استخدامها، حيث سجلت نتائج واعدة على صعيد السلامة حتى الآن. وأيضاً، ربما تغيرت مواقف وأفكار الناس إزاء اللقاحات بفضل اطلاعهم على التجارب الإيجابية التي خاضها بعض أصدقاؤهم وأقاربهم بعد أن تلقوا جرعات اللقاح».

لكن فاسوديفان ونظراؤها من الباحثين في هذا المجال أجمعوا على التحذير من الإفراط في التفاؤل، ونبَّهوا إلى أن نتائج هذه الدراسة الاستطلاعية لا تنطبق بالضرورة على مناطق أخرى من العالم، خصوصاً الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي