لا أذكر من هو رائد التعليم في الكويت، الذي بذر جملة (مع حمد قلم) في تربتنا وتربيتنا، لتحيا وتنمو الاقلام والمحابر بعد ذلك في عقول حمد وتلاميذه، مدة جيل كامل وربما أكثر.
كانت تلك الجملة وغيرها مثالاً تربوياً لا ينفك من أذهاننا؛ وما يلحق به من تربية وسلوك وتوجيه يجذب اهتمامنا إلى مهارات القراءة والكتابة، في وقت مبكر من حياتنا.
العجيب أن القلم هو أول مخلوقات الله في هذا العالم؛ وأمره سبحانه أن يكتب ما هو كائن إلى قيام الساعة.
القلم الذي غاب اليوم عن المدرسة والتعليم، فغابت معه الفكرة ومرض التعليم. القلم زمان تحوّل إلىWORD - أحد تطبيقات مايكروسوفت اليوم - لكن بتحسيناته التقنية وتصاميمه الرائعة. فالقلم نور يضيء الطريق، وسلاح نواجه به الجهل، مثلما حفظنا آنذاك قصيدة الشاعر المربي لتسعد طفولتنا بحب القلم والعلم حين كنّا نردد مبتهجين: قلمي قلمي نور الأمم أنت صديقي عند الضيق أنت هنائي فيك رضائي يوم نجاحي كنت سلاحي.
غاب القلم والورق، وغابت الدفاتر والكتب، وجاءت التقنيات الحديثة وحلت محلها... تحوّلات كبرى حدثت؛ جيل مضى وجيل ورث عنه ما تبقى من فتات القلم، وبقايا الدفاتر والكتب ! فالمراقب لنتائج المسابقات العالمية للعلوم والرياضيات، يدرك تدنّي المستويات المهارية والمعرفية لطلبتنا. نحتاج إلى تحسين وتطوير رأس المال البشري، والمتمثل بمهارات وقدرات طلابنا وطالباتنا... لا بد من تطبيق معايير جودة التعليم،وإلا فإن النمو الاقتصادي ومواجهة التحديات المقبلة أمر صعب للغاية.
الدول المحترمة اليوم تبحث عن مهارات وقدرات، وتوجّه كل إمكاناتها لذلك، مثلما عملت دولة الإمارات الشقيقة، في تجنيس كل موهوب وعالم ومتخصص تحتاجه البلاد.
لكنه جيل أجاد استخدام الآي فون والآيباد وتطبيقاته وبرمجياته... فهل يتمكن هذا الجيل الرقمي من وصل الماضي بالحاضر؟ كيف يمكن أن يدمج معرفته بالتكنولوجيا بمواد التعليم، ومقررات المدرسة ومحتويات المناهج وطرق التدريس وأساليبه... وهذا هو بيت القصيد.
هل من الممكن أن يكون نموذج ( TPACK)، إطاراً معرفياً، وجسراً لوصل المعارف بعضها ببعض.
هذا ما سأتناوله في المقال المقبل بإذن الله.
@DrMaltherwa