أخبرني ابني بأنه قد اختار مع ربعه منطقة للكشتة، تبعد ستة كيلو مترات عن مخرج جسر جابر، عند منطقة المطلاع شمال الكويت، وقد اكتشفوا بعد الأمطار الأخيرة لغماً أرضياً قريباً جداً من مكانهم، وقد قاموا بمخاطبة قوات الأمن التي جاءت إلى المنطقة وحدّدت مكان اللغم، حيث قامت بتفجير ثلاثة ألغام متقاربة في المنطقة نفسها!
الحمد لله الذي وقى الناس من شر كبير، إذ ان هذه الألغام التي كشفتها تلك الأمطار، لو قدر الله تعالى أن تنفجر في الناس لكانت نتائجها كارثية!
كم من ألغام خطرة ما زالت مدفونة تحت الأرض، وتهدد بالانفجار في أي لحظة، فهل نكتفي بما أنجزناه من تمشيط لأراضي الكويت، أم نضع خطة شاملة لتمشيط مدينة الكويت من تلك الألغام؟!
بالطبع فإن هذه الألغام كلها من بقايا الغزو العراقي الآثم على دولة الكويت قبل ثلاثين عاماً، ومشكلتها في أنها متفرّقة وليس لها أماكن ثابتة، وقد وقعت حوادث ومآس كثيرة بسبب تفجيرها! لقد خضنا فترة عصيبة إبان الغزو العراقي الآثم على دولة الكويت، وتحمّلنا الكثير من المآسي وكان تحرير الكويت هو أكبر جائزة، وكان من المفترض أن يتم تمشيط الكويت من أدناها إلى أقصاها من الأسلحة والألغام، فمن غير المعقول أن نكتشف بعضها الذي لم يتم تفجيره بعد ثلاثين عاماً، في تلك البقعة الصغيرة من العالم!
نحمد الله تعالى الذي منّ علينا بالتحرير، وقد كان درساً قاسياً تعلّمنا منه الكثير، وكان من الممكن تمشيط البلاد من آثار العدوان الآثم وفتح صفحة جديدة، بدلاً من التفاجؤ باكتشاف مثل تلك الألغام الخطرة التي تعصف بأمننا!