سافر إلى ذاتك

فلسفة العنف

تصغير
تكبير

(اللي يطقك طقه، وإذا ربعك طقوك قول لنا ندز ربعنا يطقونهم، واللي يسبك سبه، واللي يلف عليك لف عليه، واللي يطق هرن عاند ولا تتحرك، أما اللي ياخذ موقفك اذبحه) !

بين الفعل وردّات الفعل، الكثير من الأمور الجوهرية، التي هي بدورها تشكّل التكوين الكامل لشخصية الفرد النفسية والاجتماعية، وبين مظاهر القوة المزيفة، بطول اليد أو سلاطة اللسان، يتشكّل اللاوعي لدينا ولديهم، وعندنا وعند الجميع، ولتحليل ما سبق، حلّق معي عزيزي القارئ: شخص اعتدى عليك لفظياً، ما ردة فعلك؟ الضرب.

الاعتداء اللفظي كرد فعل للفعل. التجاهل ليست هذه القضية، فهي سلوك جمعي تم تأسيسك بشكل مباشر وغير مباشر عليه، ولكن السؤال الصحيح لماذا تصنع ردة فعل معادية، لمجرد أن الفعل عدائي؟ فهناك مهارات عديدة للتواصل، تحوّل الفعل السلبي إلى ردة فعل إيجابية، عند استخدام ردة الفعل المناسبة حسب الموقف ومع طبيعة الشخص.

لذلك جرّب أن تعتذر، أن تبرر، أن تشرح، أن تأخذ بالخاطر، أن تجد حلاً وسطاً للخلاف، و آخر حل هو اللجوء إلى المساعدة من أصحاب الاختصاص، كالشرطة إن كنت في الشارع، الاختصاص الاجتماعي والنفسي إن كنت في المدرسة، أو كنت محتاجاً إلى مساعدة. فتعلّم مهارات التواصل وأنماط الشخصيات، مهم لفهم الناس، والتعرّف على طرق التعامل الملائمة لهم، فإياك والانفعالي... تجاهله، فلن يهدأ حتى يؤذيك لفظياً أو سلوكياً، أما الهادئ فسينجرح من الداخل وستكسر قلبه، والذي يحبّ الثناء والمدح ستكسبه بالاعتذار والتبرير وهكذا.

لذلك كي نتخلص من العنف نحتاج أن نفهم أنفسنا، ونتفهم الجميع، ونُفهم الجميع سبب أفعالنا، ونتفهم منهم ردود أفعالهم، مع سَنّ القوانين لكل من يعتدي على الآخرين، بأي صورة من صور الاعتداء.

لذلك عزيزي القارئ، (لا تطق اللي يطقك)، بل لا تجعله يصل إلى هذه المرحلة معك، و(لا تسب اللي يسبك)، بل لا تعطي مساحة للسب من الأصل، في الشارع اترك مسافة كافية، في العلاقات اترك مسافة أمان كافية، وفي الحوار هناك مسافة كلام كاف، وتذكّر أن 10 في المئة هي أمور خارج سيطرتنا، أما 90 في المئة البقيةة هي ردة فعلنا تجاه هذه الأمور.

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي