رواق

سيكولوجية «المتان»

تصغير
تكبير

أولاً لنتفق أنّ «المتين» حين يضعف لا يصبح ضعيفاً، إلّا في أعين الذين تعرّفوا عليه بعد ضعفه، أما الذين يعرفونه فسيسمونه المتين اللي ضعف.

أصعب شخصيتين في التعامل معهما: المراهقة والمتين لما يضعف فهو يتحول إلى مراهق.

حديث الضعف يشبه حديث النعمة، كلاهما مستحدث من العدم.

اتقِ شرّ الحليم إذا غضب والمتين إذا ضعف، وإن كان الضد يظهر حسنه الضد، إلا في المتن (والمقصود السمنة والمتين هو السمين والمتان هم السمان)، حين يتحوّل من ضد إلى ضده، يصبح ضدك ويكرّس مقولة الاعتناء بالمظهر يدل على خواء الجوهر.

جوهر الموضوع، هي ليست عنصرية ضد المتان، والعياذ بالله، فهم الأخف دماً والأطيب قلباً، ولا غيرة من نجاحهم في تخفيض أوزانهم، لكن بعض النجاحات تتحوّل إلى فشل حين يصاحبه غرور، والغرور يقتل صاحبه.

المغرور بضعفه يفوق المغرور مرتين، قد يغترّ المرء بشيء يملكه وهذا بشع، لكن الأبشع الذي يغترّ بشيء لا يملكه، كالضعف، فلا تفرح بالضعف ترى المتن باكر! بعض الذين يضعفون، خصوصاً عندما يكون نتيجة عملية، يشطحون لدرجة إنكار متنهم، يمزقون صورهم، ويحرقون أوراقهم وجميع ما يثبت متنهم، يغيّرون أصحابهم، دوامهم وأحياناً مناطق سكنهم ليولدوا من جديد ولادة متعسّرة! يتحولون إلى كائنات عسرة مستعسرة لتعويض جميع ما فاتهم، هم مؤسسو فئة ينتقدونك ليقلدوك، وهم مخترعو البحث عن الشهرة، ولو في محيطهم للاستعراض بضعفهم، تماماً مثل استعراض حديث النعمة، فهم حديثو ضعف، وهم حديثهم مختلف، حين يضعفون يعطون مواعظ وحِكماً على اعتبار أنهم فهموا العالم وهم حتى معدتهم ما فهموها! يريدون كل شيء لكنهم قد يخسرون كل شيء، إذا متنوا بعد ضعفهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي