المستثمرون يفضلون زيادة حجم محافظهم بدل الصفقات الجديدة
تباطؤ تمويل الشركات الناشئة خليجياً
تشهد بيئة تمويل الشركات الناشئة التي ضربها «كوفيد 19» في الخليج، حالة تباطؤ، مع ما يبديه المستثمرون من عناية أكبر في اختيار الجهات التي يضعون رهاناتهم فيها، خصوصاً في أعقاب تعرض السوق لتصحيح في التقييمات.
وبحسب خبراء ولاعبين مهمين في رأس المال المجازف «venture capital» في المنطقة، فإن مجتمع المستثمرين شهد تحولاً في الآونة الأخيرة، إذ تبحث بعض شركات الأسهم الخاصة في مساحة رأس المال الاستثماري للانضمام إلى قطاع التكنولوجيا الناشئة سريعاً.
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «آرابيان بزنس»، أفادت المدير الإداري لشركة «AV Capital Partners»، أنفيتا فارشني، أن الاستثمارات الجديدة في قطاع الشركات الناشئة شهدت انخفاضاً إلى حد ما في مرحلة مبكرة جداً، إذ كان من الصعب عقد اجتماعات شخصية مع المؤسسين، وهو معيار مهم لتقييم قدرة المؤسسين على إدارة الشركة على المدى الطويل.
وحتى مع تزايد اختيار المستثمرين الحاليين في القيام باستثمارات جديدة، قال المطلعون على الصناعة إن عدداً من الملاك الجدد ظهروا أخيراً على الرادار، مع حرصهم على الاستثمار في الشركات الناشئة وتنويع استثماراتهم من العقارات أو الأسواق العامة.
وأشارت إلى أنه خلال كورونا، ظلّ عدد من القطاعات مثل تكنولوجيا الرعاية الصحية وتكنولوجيا الأغذية والتجارة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني جاذبة للمستثمرين.
ولفتت فارشني إلى استعداد كبير بين المستثمرين في المنطقة للاستثمار في شركات عالمية كبيرة قبل الاكتتاب العام مثل «SpaceX» و«Instacart»، والتي تعتبر أكثر أماناً نسبياً من حيث العائد على الاستثمارات والرغبة في المخاطرة.
ونوهت فارشني بأن بعض الشركات في مرحلة النمو المتوسطة في الخليج ذات المقاييس القوية ومؤشرات الأداء الرئيسية، شهدت أيضاً استثمارات جيدة خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضحت أن بعض شركات الاستثمار في الأسهم الخاصة مثل «Investcorp»، بدأت في الآونة الأخيرة في البحث عن مساحة رأس المال الاستثماري في المنطقة بهدف مطاردة المشاريع التكنولوجية.
من ناحية أخرى، رأى لاعبون مهمون في السوق، أن المستثمرين في رأس المال المجازف يفضلون زيادة حجم محافظ شركاتهم بدلاً من البحث عن استثمارات جديدة.
ووفقاً لتقرير حديث، فإن من إجمالي 959 مليون دولار من الاستثمارات التي استقطبتها 50 شركة ناشئة في الشرق الأوسط خلال النصف الأول من 2020، تم جمع أكثر من نصفها من قبل أكبر 10 شركات ناشئة.
وفي الهند، حققت الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا التعليمية وحدها 2.3 مليار دولار في 2020، مقابل 553 مليوناً خلال 2019.