وزير الإعلام نعى الأديب والمؤرخ الذي ترجّل بعد رحلة طويلة في ميدان العلم والثقافة
خالد سالم الأنصاري... عاشق تراث الكويت
- عبدالرحمن المطيري:
- فقدنا أديباً ومؤرخاً معطاء مثّل قيمة أدبية كويتية كبيرة ألقت بظلالها على المشهد الثقافي طوال عقود
فَقَدت الكويت، أمس، الكاتب والباحث والمؤرخ خالد سالم محمد الأنصاري، الذي أفنى عمره في خدمة تراث الكويت القديم، من خلال ما قدمه من إصدارات ودراسات وأبحاث ومحاضرات، ركّز فيها على إبراز الجوانب المضيئة في تاريخ الكويت وتراثها، خصوصاً في جزيرة فيلكا، وغيرها من الجزر والأماكن الأخرى.
ونعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب عبدالرحمن المطيري، ببالغ الحزن والأسى الباحث والأديب والمؤرخ الكويتي الأنصاري الذي انتقل إلى جوار ربه، بعد رحلة عطاء ممتدة أثرى خلالها الحياة الثقافية في البلاد، مستذكراً «إسهامات وإنجازات الفقيد باعتباره أحد رواد الثقافة في البلاد، حيث عزز المكتبة الكويتية والخليجية بالمؤلفات والبحوث والدراسات القيمة».
وأشار المطيري، في تصريح صحافي، إلى أن من أهم كتب الراحل الذي كان عضواً سابقاً بمجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين وعضواً بجمعية الفنانين الكويتيين «الكويت في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.. حوادث وأخبار» و«كلمات أجنبية ومعربة باللهجة الكويتية» و«ربابنة الخليج العربي ومصنفاتهم الملاحية» وغيرها من المؤلفات.
وأوضح أن الأديب رحمه الله أصدر مؤلفات مهمة تؤرخ حياة أهل الكويت بجزيرة فيلكا، إذ أصدر كتباً عدة بهذا الشأن هي «جزيرة فيلكا لمحات تاريخية واجتماعية» و«من ذكريات التعليم في جزيرة فيلكا» و«صور من الحياة القديمة في جزيرة فيلكا» و«جزيرة فيلكا صفحات من الماضي».
وأعرب المطيري عن خالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد والأسرة الأدبية والثقافية الكويتية والخليجية، التي فقدت برحيله أديباً ومؤرخاً معطاء مثّل قيمة أدبية كويتية كبيرة ألقت بظلالها على المشهد الثقافي طوال عقود، داعياً المولى تعالى أن يسكنه فسيح جناته ويلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
والأنصاري - رحمه الله - بالإضافة إلى علمه وثقافته ومعرفته بكل كبيرة وصغيرة في تراث الكويت والجزيرة العربية، كان شخصية متواضعة ومحبة للجميع، ومتواصلة مع كل طُلاب العلم، فلم يبخل على أحد يحتاج معلومة تتعلق بالتراث إلا وقد أبرزها له بكل أريحية وإخلاص، وخصوصاً شباب الجامعة، الذين كان يلتقيهم في رابطة الأدباء، التي يعدها بيته الثاني يقضي فيه معظم وقته وسط الأدباء والكتاب والمفكرين.
كما اهتم الأنصاري باللهجة الكويتية القديمة، وتعدّد ألفاظها ودلالتها، وما استعمل منها وما أهمل بمرور الوقت، وما تعرّضت له باستمرار من عوامل التبدل والتغيير والتحول، نتيجة تأثرها باللهجات المختلفة كالفارسية والتركية والهندية، وبعض الكلمات الإيطالية والفرنسية والسواحلية والأردوية، وبقايا كلمات سريانية وآرمية. إلى جانب الاهتمام بمعاني الألفاظ في الكشف عن المعاني الأصلية لألفاظ اللهجة الكويتية.
وترأّس، رحمه الله، بعثة البريد ضمن البعثة الطبية الكويتية للديار المقدسة أعوام 1974م - 1976م - 1978م. وكلّفته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي بمراجعة وتقييم كتاب «جزيرة فيلكا دراسة إقليمية» الذي صدر عام 1988 م. كما كلّفه مركز البحوث والدراسات الكويتية بإعداد خريطة تاريخية لجزيرة فيلكا، إلى جانب جهوده الكبيرة في توثيق الجوانب التاريخية والتعليمية والاجتماعية لجزيرة فيلكا، وهي الجزيرة التي سَخّر أكثر إنتاجه في الكتابة عنها، وعن حياتها القديمة، وذكريات التعليم فيها، وما أنجبته من العلماء والأدباء والربابنة والفنانين. وكان عضواً في رابطة الأدباء الكويتيين منذ عام 1983 وعضو مجلس إدارتها في أعوام 1993 - 1994 - 1995 - 1996. وحصل في عام 2008 على جائزة الدولة التشجيعية.
وكان رحمه الله لديه مكتبة تحوي كثيراً من الكتب والمراجع والمخطوطات التي كتبها الآباء والأجداد من العائلة وغيرهم، واشتهر والده المرحوم الملا سالم ملا محمد بالتواضع، وكان مؤذناً لمسجد الشافعي في شرق جزيرة فيلكا.