رواق

حي اللقاح وحي ما جابه

تصغير
تكبير

نحن شعب لا نخاف من «كورونا» لكننا نخاف من لقاحه!، نحن شعب تحدينا كوفيد التاسع عشر، وضربنا بكل إجراءاته الاحترازية عرض الحائط، فضربنا بكوفيد العشرين!

طيب وبعدين؟

طالبنا باللقاح، الشعب يريد اللقاح وسيلة، لا غاية، الشعب يريد أن يسافر!، وحين استجابت له الحكومة جلبت اللقاح، وأغلقت المطارات، الطالع مفقود، والداخل ممنوع، وبقية الشعب رهن الإقامة الجبرية مع لقاحه!

جاء اللقاح، الشعب يطالب الحكومة أخذ اللقاح، وحين أعلنت عن استجابتها وبدء عملية التطعيم، الشعب يريد أن يحرج الحكومة... الحكومة تريد كسر عين الشعب... الشعب يطالب ممثلي الشعب تلقي اللقاح، ممثلو الشعب جاؤوا قبل الشعب لتلقي اللقاح، وصار اللقاح كرة ثلج يتقاذفها ممثلو الحكومة وممثلو الشعب، ثم تتدرج بين أقدامهم «فيباصونها»، بينهم في دورة تشبه دورات مباريات كرة القدم الودية، التي تنتهي بتعادل الفريقين!

ومثلما تستمر الأرض في الدوران، يستمر الشعب في اللف والدوران، حتى إذا ارتبط اللقاح بفتح المطارات والعودة إلى السفر، سيرتمي الشعب الطموح إلى لف العالم، في أحضان اللقاح ويستعد للالتفاف عليه حقنة حقنة!

الحكومة فاجأت الشعب بكون رئيسها أول الذين تلقوا اللقاح، وفي الوقت نفسه جاءت للشعب بكبيرهم الذي علّمهم كيف تدار الجلسات - من خلال رئاسة السن - في المجلس ليتلقى اللقاح معهم، وبذلك نكون: طعّمنا الحكومة وتطعّمنا مع الحكومة، وبقينا حبايب، قرايب، نسايب، كما تقول الأغنية لا كما أقول أنا، وبيننا وبين الحكومة عيش ولقاح.

ويبدو أن الحكومة راق لها الوضع، فحدّدت للتطعيم فترة زمنية لا تقل عن سنة قابلة للتمديد، من أجل تطعيم الشعب كله.

وقد يطول التلقيح التمديد، فيطول شهر العسل بين الحكومة والشعب، في سبيل تطعيم الشعب، الذي لا يريد إلا أن يسافر ويترك البلد للحكومة، لأنها أبخص في كل شيء... حتى اللقاح.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي