قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ردوا عليّ ردائي، فوالذي نفس محمد بيده لو كان عدد هذه العِضاة نعماً لقسمته بينكم، ثم لا تجدوني كذوباً ولا جباناً ولا بخيلاً».
إنهم أبناؤكم من رحم الكويت الأبيّة الغالية الذين أخلصوا لها وبايع أجدادهم وآباؤهم آل الصباح، وها هم يستبسلون للحفاظ على هذه البيعة بل والموت دونها، ولديهم الاستعداد التام في الدفاع على كرامة الوطن، ولقد أثبتوا ذلك أثناء الغزو البربري على بلدهم بصمودهم ومقاومتهم والتفافهم حول الشرعية.
اليوم يعيش معظم أبناء الكويت في البيوت الحكومية والقسائم والقروض الإسكانية، وبعضهم تشتاق أنفسهم أن يبنوا هذه البيوت وهذه القسائم ويجمّلوها ويعمّروها أسوة بما يرونه عند غيرهم، فاقترضوا وحاولوا جاهدين في ذلك، ومنهم من ليس لديهم الخبرة في البناء وقد يقعون فريسة مقاول لا يخاف الله أو شركة جشعة تنصب الشراك، فتراكمت عليهم الديون وهم من لحمة هذا المجتمع.
الكل يريد أن يتصالح مع نفسه ويفتح صفحة جديدة في حياته خالية من القروض، ليلاقي ربه قرير العين، فيأيتها الحكومة الرحيمة الكريمة لماذا لا تسقطين القروض الاستهلاكية عن المواطنين أو تقومين بشرائها، فلا أظنها معضلة بالنسبة لكِ، ولا أظنها مظلمة لمن لم يقترض ونبرئكم أنتم ولاة الأمر أمام الله عز وجل، ما يخفف عنهم القسط الشهري باستقطاع ثابت من رواتبهم من التأمينات مباشرة، والحكومة حافظة لحقها وستسترجع ما دفعته لهم، ونحن نعلم جيداً أن الحكومة أرحم.
إنهم أيتها الحكومة الرشيدة أبناؤكم، أبناء هذا الوطن أبناء الآباء والأجداد الذين فرحوا لفرح الكويت وحزنوا لحزنها، أبناء يقدمون كل النفيس والغالي من أجل رفعة الوطن، ونهضته، وتقدّمه، الذي يريدونه متواصلاً من أجل أن يكون المستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً.
نحن نعلم جد العلم أنكم تريدون لأفراد هذا الشعب أن يعتمد على نفسه، والله ونحن أيضاً نريد ذلك، ولكن كيف ومعظمهم مثقل بالديون؛ أو ليس من المفترض أن يبدأ من الصفر، وبعد ذلك تسن قوانين صارمة لمن يقترض أو يخطئ.
كما نرجو الالتفات إلى القابعة في إدارة تنفيذ الأحكام ليس لديها بطانية تجلس عليها، أو المرمية في السجن المركزي وتركت بناتها وأولادها للضياع، ليس لذنب ارتكبته سوى أنها تاقت نفسها أن تشتري لابنها (جهاز لاب توب) أو (جهاز موبايل) مثلها مثل غيرها من المقتدرين، وإذا بها تزجّ في السجن على مبالغ زهيدة ويهدم بيتها... والله المستعان.
نعم... ليس من أولوياتنا العفو الشامل؛ بل من أولوياتنا إسقاط القروض أو شراء المديونيات، وقانون التأمينات للمتقاعدين، والإسكان، والعدالة الاجتماعية في التوظيف، والقرض الإسكاني للكويتية، وتوظيف أبناء الكويتيات، وحل قضية «البدون».