بلا حدود

لنفترض أنهم ليسوا كويتيين!

تصغير
تكبير

لنفترض أن (البدون) ليسوا كويتيين فلابد من تقسيمهم إلى شرائح عدة كل شريحة تتبع دولة من دول الجوار، وهذا ما يقوله المنطق ويرتضيه العقل، بل وما يتداوله الشارع الكويتي، ونحن على علم بأن الجهات الحكومية الكويتية المعنية بهذه القضية الشائكة قد قسمتهم قبل أن ندّعي نحن ذلك.

ولكن نحن في هذا المقال لا نتكلم عن التقسيم الذي توصلت الجهات الحكومية الكويتية المعنية بوضعهم على أنهم ممن يستحق الجنسية، وأدرجت أسماءهم في سلم التجنيس، إنما نحن نتكلم عن القسم الثاني الذي توصلت الجهات الحكومية الكويتية المعنية بوضعهم أنهم (ليسوا كويتيين)، وتم التعرف على بلدانهم، وبالتالي تم تقسيمهم إلى شرائح عدة حسب جذورهم، وهذه الفئة التي سنفترض لها افتراضات عدة.

الشريحة الأولى والأكبر من حيث العدد ذات الأصول العراقية، وقد تكون ذات انتماء قبلي يعود إلى قلب الجزيرة العربية، أو بداوة عشائرية بين البلدين، لنفترض أن اللجنة الحكومية الكويتية المعنية بهذه القضية توصلت إلى جذورهم وأصولهم، بل وإلى أبعد من ذلك توصلت إلى بيوتهم، وأعني بيوت أجدادهم فنحن اليوم وصلنا إلى الجيل الثالث منهم على أرض الكويت وهم الأبناء الذين لا ذنب لهم فهم من مواليد الكويت، وبعد هذا التوصل ماذا عسى الحكومة الكويتية أن تفعل بهم، لنفترض أن الحكومة أمرت بترحيلهم؛ فهل ستقبلهم السلطات العراقية؟ وهل ستجد سجلات لهم؟ وهذا ما ينطبق على الشريحة الثانية ذات الأصول الإيرانية والشريحة الثالثة ذات الأصول السعودية، ومن حق كل دولة أن تحافظ على أمنها واستقرارها، ولا أظن هذه البلدان أو غيرها بحاجة إلى مزيد من المشكلات والقلق الأمني أو التركيبة الاجتماعية أو العبء الاقتصادي.

إذاً هم باقون في الكويت شئنا أم أبينا، ولا بد أن نصارح أنفسنا بهذا الواقع ونعترف بأننا لا نستطيع أن نبعد أياً منهم، لأن لجنة حقوق الإنسان من ورائنا ودعوة المظلوم أمامنا، فلنتقِ الله في هذه الفئة التي ولدت وترعرعت ونشأت وتعلمت وتكيفت وتأقلمت في الكويت، ولاؤهم للكويت عشقهم للكويت حبهم للكويت أرواحهم فداء للكويت أميراً وحكومة وشعباً.

ما دمنا قد احتوينا أبناء هذه الشريحة، وعاشوا في دفء الكويت وظل آل الصباح الكرام، فنحن أولى بهم، إنهم متفوقون في كل شيء ما علينا سوى أن نمنحهم فرصة، فقد أثبتوا جدارتهم في فن التجارة والاقتصاد وفن الصحافة وفن التمثيل وفي العلم والثقافة وفي شتى المجلات، لنصهرهم معنا فهم من لحمة هذا الشعب، وولاؤهم وانتماؤهم للكويت، إنهم ينتظرون مكرمة أميرية سامية من لدن الأسرة الحاكمة حفظها الله ورعاها وسدّد خطاها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي