رواق

معاليك

تصغير
تكبير

في حقبة من الزمن، كان خريجو الجامعات يقال للشخص منهم «خرّيج»، قبل أن يصبح حملة الدكتوراه أكثر من حملة المتوسطة!

وفي الحقبة نفسها - التي كان للخرّيج هيبة - كان للوزير هيبة، قبل أن يصبح عدد أعضاء نادي الوزراء السابقين في الكويت أكثر من عدد أعضاء نادي الجزيرة في مصر، «أم مية مليون»، نحن الذين نراوح بين المليون أقل أو أكثر!

اليوم نصف البلد وزراء سابقون ونصفهم الآخر وزراء لاحقون، أن تصبح وزيراً في الكويت أسهل من أن تصبح رئيس قسم، وبإمكان أي رئيس قسم أن يطيح بالوزير!

قبل سنوات، علّق الكاتب الكبير الراحل محمد مساعد الصالح على مناداة صحافي لأحد الوزراء بـ«معاليك»، معتبراً أن اللقب يليق بالدول التي يتطلّب الدخول إلى الوزير، واسطة رئيس الوزراء نفسه، أما في الكويت فالوزير سهل أن نجده «يمشي في ممشى الضاحية»!

بعد سنوات، أصبح الذين يمشون في ممشى الضاحية يرفضون الوزارة، لأنهم «وايد أكشخ منها»، في حين نجد الذين يطمحون للسكن في الضاحية يسعون للوزارة، طمعاً في لقب «معاليك»، وصارت مقابلة رئيس الوزراء أسهل من مقابلة الوزراء!

أضف إلى ذلك العلاقة العكسية بين مؤهل الوزير والتأهل للقائه، فالوزراء الأقل في المؤهلات أصعب في الحصول على مواعيد معهم، أما الوزراء الأعلى فهم أسهل في تحديد المواعيد وإجراء المقابلات، الدكتور الذي يستقبل مئة طالب في الساعات المكتبية، يستقبل مراجعين في الساعات الوزارية، ولكن هناك علاقة أخرى عكسية بين عدد الاستقبالات وعدد المعاملات، فالأكثر استقبالاً أكثر اعتذاراً، والأقل استقبالاً أكثر إنجازاً للمعاملات، كي لا يضطر المراجعون لمراجعته أو مناشدته، بعد أن حقق لهم المنشود.

في حقبة من الزمن كان تشكيل الوزارة أصعب من كتابة مقالة، في حين أن الزمن الحالي أصبح تشكيل الوزارات أسهل من كتابة المقالات، والدليل عدد الوزارات التي شكّلها الشعب على الورق، من دون أن ينجح أحد منها في حصص التعبير أو الإملاء!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي