تتذكرون كتب «كيف تتحدث الإنكليزية في سبعة أيام»؟
اختفت هذه الكتب من المكتبات، بعد أن انكشف محتواها، فلا أتذكر شخصاً واحداً تعلم لغة بطلاقة، ومن دون معلم في سبعة أيام!
اليوم استبدلنا بها كتباً لا تباع في المكتبات، لكنها بدأت في الانتشار على طريقة: كتاب حياتي يا عين! تبدأ حياتك السياسية وزيراً، في سبعة أيام، قبلها لا يعرفك أحد، سوى أهلك وعيال صفك وبعض الجيران أو بنت الجيران ربما!
أول خطاب سياسي يقال عنك «يحليله»، تكتشف من خلاله أنك شاب مهضوم، فتقرر خوض الحياة السياسية بدعم قبلي أو اجتماعي أو اقتصادي أياً كان، فتصل سريعاً، لأن أسرع وسيلة ترضي من خلالها الجميع ألا تفعل شيئاً، لن تغضب أحداً ولن تؤذي أحداً، سيحبك الجميع، ويجمعون على صمتك وابتسامتك التي أسرت قلوبهم، وحصلت بها على أصواتهم وكلمة السر: يحليله!
تفتح هذه الكلمة الكثير من الأبواب، وعلى رأسها بوابة المجد، وتفتح الكثير من الصناديق، وعلى رأسها صندوق الانتخابات، والحقائب وعلى رأسها الحقيبة الوزارية!
منذ فقدت الحقيبة الوزارية بريقها - بكثرة الاستجوابات - أصبح الذين يقبلون بها قلة قليلة، وقلة من القلة يتحلون بالحد الأدنى من المواصفات، التي يفترض من الوزير أن يتحلى بها في التاريخ الحديث والمعاصر لدولة الكويت وضواحيها، وأبرزها أن يرضى عنه الكثير ولا يستجوبه أحد، وإن حصل الاستجواب - لا سمح الله - لا يطرح الثقة فيه إلا القليل وأكثر شخص يتحلى بأكثر هذه الصفات هو الأقل عملاً، الذي يجد نفسه فجأة وزيراً بعدما وجد نفسه فجأة نائباً في غفلة من الزمان، سياسي الغفلة الذي لا يعرف عن السياسة شيئاً قبل أن تسيّسه فـ«يسايسها»، وهو وسياسته، قد يصبح أطول الوزراء عمراً في الحكومة، مؤهله الوحيد شهادة «يحليله»
وما هو مصير أكثر شخص يعمل؟
يصبح أكثر شخص يتم انتقاده.