قمت بزيارة إلى تركيا مع زوجتي، ولاحظت شدة تمسك الأتراك بتطبيق الإجراءات الاحترازية ضد كورونا، وقد كنت أشعر وقتها بأن العملية سائبة، ولا يوجد هنالك معايير واضحة بتلك الاحترازات.
أما الامر الذي أثار استغرابي، فهو أننا بذلنا جهداً للحصول على نتيجة فحص «pcr»، التي تثبت خلونا من أي عدوى للمرض قبل رجوعنا بيومين من تركيا، ومع هذا فقد تم تحويلنا إلى الحجر الكلي لفترة 14 يوماً، والتي تطبق على كل العائدين من السفر للخارج، وبالطبع فقد اضطررنا لاعتزال الناس في تلك الفترة.
لا شك أننا لا نحمل المرض، ولكن الإجراءات الصحية تقتضي ذلك، بينما الآلاف من المواطنين والمقيمين ممن يوجدون على أرض الوطن لم يجر عليهم أي حجر خلال فترة وجودهم، بينما قد يكون البعض منهم معرّضاً للإصابة بذلك المرض.
أعلم أن الحكومة لا تملك عصاً سحرية للتفريق بين المصابين بذلك المرض والأصحاء، وأن الحجر الصحي يجرى على العائدين إلى أرض الوطن دون غيرهم، ولكن أليس هناك وسيلة للتفرقة بين من يحملون بوادر المرض وبين من لا يحملون؟! ولماذا علينا التواري عن الأنظار والاختفاء، وعدم الاختلاط بالناس، فقط لأن المخالطين لا يحتاجون إلى وثيقة من الخارج تثبت براءتهم من ذلك المرض، بينما الآخرون المعرّضون لذلك المرض من المقيمين في البلد ليس عليهم أي قيود!