في رثاء صباح الكرامة

تصغير
تكبير
أتبكي والحياةُ إلى زوالِ

وكلٌّ غيرُ وجهِ اللهِ بالِ

دموعُكَ لنْ تؤخِّرَ موتِ حيٍّ


وحزنُكَ لنْ يَرُدَّ فِراقَ غالِ

***

نعمْ أبكي صباحَ ولستُ أبكي

سوى موتِ المكارمِ والمعالي

نعمْ أبكي نهايةَ عهدِ عزٍّ

توارثَه الرجالُ عن الرجالِ

نعمْ أبكي على التاريخِ شاهتْ

ملامحُهُ وحادَ عن الكمالِ

***

أأعذلُ إن بكيتُ فِراقَ شيخٍ

يقولُ لشعبِهِ «ذولا عيالي» ؟

يمدُّ يدَ التواضعِ في زمانٍ

مليءٍ بالتكبّرِ والتعالي

ويصلحُ والخرابُ قرينُ عصرٍ

تَشَامَخَ فيهِ مذمومُ الفعالِ

يجودُ على الكويتِ بكلِّ حبٍّ

ويحسِنُ للبعيدِ للمُوالي

لهُ في كلِّ أرضٍ فعلُ خيرٍ

بلا مَنٍّ وفَخْرٍ واختيالِ

يُحُبُّ المحسنينَ ويحتويهم

إذا عادى الكرامَ خبيثُ بالِ

ولمْ يَخُنِ العروبةَ إذ تهاوتْ

قلوبُ النَّاكصينَ عنِ النضالِ

سنذكرُهُ مدى الأيامِ شيخاً

حميدَ الفعلِ محمودَ الخصالِ

لعلّ مآله جناتُ عدنٍ

مع الأخيار في خير المآلِ

يموتُ الناسُ والأجناسُ تَفْنَى

ويبقى وجهُ ربِّك ذي الجلالِ

ونبكي الراحلينَ ونحن منهم

ستفعلُ فعلَها فِينا الليالي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي