لما كانت الكويت قد خرجت لتوها من الغزو العراقي، ولا شك هذا الغزو المقيت، ولا نريد ان نلقي آثامنا وتبعاتنا على مشجب الغزو بل لتقرير الحقيقة لا غير، قد خلف وراءه الكثير من المشاكل والمضاعفات... ولما كنا بأمس الحاجة خصوصا في مراحل ما بعد التحرير إلى استيعاب الدروس كافة الناجمة عن الازمة الكارثة حتى يتأتى لنا تكوين مجتمع مستقر يحفل بالتوهج والازدهار، والى اعادة بناء الكويت تبعا للروح الجديدة التي انبثت في بيئة المجتمع... وعلى اي حال فلما استقرت الشرعية الكويتية واطمأنت النفوس بدأت الدولة بإعادة مؤسساتها ولاسيما مجلس الأمة فكانت الانتخابات العامة وفاز من فاز وخسر من خسر، والذي لاحظه المراقبون لأنشطة المجالس المتعاقبة وأعمالها انها تميزت بالفتور والتراخي وعدم الدفع باتجاه اتخاذ القرارات الحاسمة التي تهم المجتمع او الدولة، ولا نريد مناقشة الاسباب التي ادت إلى ذلك، ولا نريد ان نبخس للمجلس انجازاته، إجمالا ان اداء المجالس السابقة والمجلس الحالي وبالذات في فتراته الاخيرة فقد اتصفت بالسلبية والجمود والتحفظ بل انها دفعت بنحو او بآخر إلى المشاركة في اتخاذ قرارات خاطئة واساءت المعالجة لبعض الموضوعات، وعلى اي حال فإن التخبط والاستغراق في الصراعات الحزبية والفئوية والطائفية هي ابرز ما يميز هذه المجالس بتركيباتها المعروفة، ومن المؤسف حقا ان المجتمع بمؤسساته وقواه السياسية والثقافية لم ينهض بكامل مسؤولياته ليصحح الاوضاع ويعدل المسار ولا عجب في ذلك اذ ان المجالس السابقة والمجلس الحالي وبما يشتمل عليه من نماذج وافكار واشخاص هو انعكاس لما هو قائم بالمجتمع، لذلك نجد التخبط والتدخل في كل كبيرة وصغيرة شاردة وواردة، وبنظرة بسيطة إلى آخر مجلسين نجد لا هم لهم سوى مساءلة سمو رئيس الوزراء والمحاولة بإطاحته لأسباب لا تخفى على احد! ثم ما فائدة اظهار الشيك او بقية الشيكات في ذلك واسهل الاجابات هي ان الرجل حر في ماله الخاص، ولا راح نصل إلى اجابة، فبدل مضيعة الوقت ارجو الانتباه إلى المشاريع المقبلة الضخمة بالمليارات وهي مرتع لأصحاب النفوس الضعيفة، وهذا يتطلب من السادة النواب التمحص والتفكير الجدي في تنمية المشاريع والالتفات إلى مصلحة الوطن والمواطن بكل تجرد. لذلك نرجو ألا نصب جام غضبنا او فشلنا على الآخرين من دون وجه حق، او نسيء إلى الآخرين عن طريق الاعلام، وما يتعرض له السيد محمود حيدر من هجوم على شخصه الكريم من ألفاظ ومعان لا يستحقها هذا الرجل وللعلم بأنني لا اعرفه ولم اشاهده إلا من خلال الصور, فمن المعروف منه انه شخصية اعتبارية لدى المجتمع ورجالات الدولة وله وزنه ومكانته والكل يثني عليه وعلى مواقفه ويكفي انه يساعد ابناء مجتمعه ووطنه بإيجاد فرص عمل في شركاته، ولا ادري لماذا هذا العداء على شخص السيد محمود حيدر، وهذا ايضا دليل على انعكاس على ما هو قائم بالمجتمع، وايضا نقول للدكتور عبدالله الطريجي بأنه مهما تكون خلافاتك مع من هم افضل منك او اسوأ منك او على شاكلتك فلا تسخر من الاسماء فأنت لم تصل إلى رئاسة نادي السالمية إلا من خلال طرحك، وعلى هذا التف الناس من حولك وحصلت على اكثر من ستة آلاف صوت في انتخابات مجلس الأمة 2009 وانت تعلم من وقف معك وعمل في لجانك وغلطة الشاطر بألف.
وفي نهاية الامر اقول للزميل الكبير الاستاذ جاسم بودي ان افتتاحية «الراي» ليوم الجمعة الماضي رائعة وهادفة ولا بد ان يقرأها الجميع ويتمعن فيها من رؤى وافكار هو انعكاس لما هو قائم بالمجتمع.
ومهما يكن الامر اقول ان الكويت في حاجة إلى كل انسان شريف يعمل بجد ويحافظ على هذا الوطن الغالي، فيا سمو رئيس مجلس الوزراء واجه الاستجوابات بكل ثبات وقوة وقد نصل إلى نتيجة ايجابية تساعد على العمل وحل قضايا الوطن والمواطن ولك الغالبية.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
ali_Gh93@hotmail.com