إن أكثر القضايا المتناثرة في مجتمعنا في الكويت الغالية ويا له من مجتمع! تحتاج إلى حل جذري، ولا يأتي هذا الحل الا بنوايا سليمة ومخلصة وفي الواقع نحن نعيش في عصر لا يكون المصلح مصالحاً ما لم يضع يده على العلل ومن ثم يدلل على طرق العلاج، ومشكلتنا هي الفساد والسرقة الواضحة والسكوت عن ذلك!
لقد اختلطت الأمور، وضاعت المقاييس، وكثر الادعاء والدخلاء وصار للدخلاء السيطرة وتخشى بين الناس حب الظهور نحن في زمن عجيب لا نريد لبلدنا الخير والازدهار، فقط الأعين على المناقصات والحرمنة وغير ذلك، ان افتتاحية «الراي» للزميل الأستاذ جاسم بودي التي عنوانها بين الجامعة والمترو وخيبتنا تحتاج إلى وقفة وتأمل وتفكير، أما يكفي، هل من مصلح يتحرك ويدفع بعجلة الاصلاح، جامعة في المملكة العربية السعودية تبنى خلال فترة بسيطة ومحدودة وجامعتنا إلى الآن في طور التفكير في كيف يتم الاستيلاء والنهب حتى ترى هذه الجامعة النور! من السبب؟ الكل يعرف السبب الجامعة والحكومة والمجلس والإعلام! ولا يخفى على الجميع أن القضية تحتاج إلى شخص يفتش ويقضي على تلك الزمرة التي لا تريد الخير لهذا البلد ولا تريد سوى المصلحة سواء كانت شخصية فئوية، حزبية، أيا كان الأمر.
وأيضاً قضية محطة مشرف من السبب في هذه الكارثة؟ الغالب الأعم كلنا يعلم من هو المسبب، وفي عهد أي وزير، وفي عهد أي وكيل، وفي عهد أي مدير... العملية لا تحتاج إلى هذه الاطلالة، والعجيب في الأمر هو أين كانت الحكومة والهيئات الخاصة من اختيار هذا المكان، نعم الكل يعرف من المتسببون في الكارثة، وأين ذهبت تلك العمولات، ولمن، ولكن ومع الأسف تخرج الأصوات من بعض النواب تريد محاسبة الدكتور فاضل صفر الشريف النظيف وتريد استجواب هذا الوزير لماذا؟! أنا اقول ابحثوا عن المسؤولين الذين اعتمدوا هذا المشروع وزجوا بهم إلى السجن حتى يخشى البعض ويتقي الله في بلده. ثم أين انتم يا نواب الصراخ والعويل والويل والثبور ومحافظي المال العام عن ذلك المتواري عن الانظار صاحب الشركات الوهمية وآلاف العمال أين هو؟، لماذا لا يسأل وزير الداخلية وغيره، هل هو خارج البلاد أم لا؟ وهذا غيض من فيض نحتاج إلى جريدة كاملة للكتابة عن القضايا الطافية في مجتمعنا، وأخيراً هنيئاً للكويت بأن حصلت على المرتبة أسود 5 درجات في سلم الفساد! الحمدلله أفضل من العراق والصومال؟ ونبارك لدولة قطر الحبيبة الأقل فساداً من الدول العربية.
اننا نعيش في بلد الخير ونتمتع بالديموقراطية والحرية والتسامح والألفة بين فئات المجتمع والتداخل العائلي فلا بد أن يصلح هذا المجتمع ولا نريد له الضياع، والاستهتار، والتهور، والانحطاط والانحدار والتمزق، ولا نتمنى أن يأتي ذلك اليوم الذي يعض الواحد منا على اصابعه من الندم.
ومهما يكن الأمر نحن في بلد طيب بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد المحافظ على تماسك مجتمعه وأرضه ولا خوف علينا، ولكن نحتاج من سمو رئيس الوزراء ان يباشر في دفع عجلة التنمية، ولا يلتفت إلى تلك الأصوات النشاز والمتمصلحة... لك الأغلبية واعقلها وتوكل وحارب الفساد والسراق.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
ali_gh93@hotmail.com