الأكثر قربا من الناس

تصغير
تكبير
في كل كلمة من كلمات صاحب السمو الأمير تعليقا على حريق الجهراء تعزية حارة نابعة من قلب كبير يتألم حزنا وألماً على ضحايا بريئة سقطت وخسائر بشرية ومادية وقعت.
والمتابع بدقة لمواقف الشيخ صباح الاحمد منذ توليه سدة المسؤولية وحتى اليوم يلمس كم هو قريب من الناس وهمومهم وآمالهم وكم هو في غاية الاستشعار لآلامهم وطموحاتهم بغد أفضل لهم ولأبنائهم. كانت كلماته وهو العائد من زيارة رسمية مهمة الى الولايات المتحدة مليئة بالأسى والحزن. كان يتقبل التعازي ولا يقدمها معتبرا كل ضحية جزءا من اسرته الكبيرة الممتدة على مساحة الكويت.
بعفوية مطلقة جبل عليها، وإحساس كبير بالمسؤولية تولد معه منذ حمل أول ختم في اول منصب تولاه، وبحزن وتعاطف انطلقا بشكل فوري، وبدمع انهمر تلقائيا لدى سماعه خبر الفاجعة... صار حريق الجهراء الشغل الشاغل لسمو الامير فكان جزءا من غرفة العمليات المفتوحة على مدار الساعة، يتابع ويوجه ويأمر ويطمئن. طلب معالجة الحالات الصعبة في الخارج مع تأمين كل المتطلبات اللازمة لذلك، وطلب استدعاء فرق طبية من الخارج لمعالجة غير القادرين على السفر، وأمر بتحقيقات فورية لمعرفة الاسباب والمسببين، وألغى الاستقبالات في رمضان وهي مظهر تواصلي مهم بين الحاكم والمحكوم في الشهر الفضيل. باختصار، اعلن الشيخ صباح حالات طوارئ وحداد واسعاف وإغاثة، وألبس البلاد ثوب الأسى حزنا على ضحايا بريئة فيما الجو السياسي العام مشحون بالمناكفات والسجالات والتصعيد السياسي والحروب الصغيرة والمصالح الخاصة.

هكذا هو الشيخ صباح الاحمد في كل مواقفه. يفهم السياسة بمدى قربها أو بعدها من الانسان.
وهكذا هو الشيخ صباح الاحمد في كل قراراته وتوصياته ورغباته ونصائحه. يرفع الانسان الى المقام الاول ويطالب السياسيين والوزراء والنواب وجميع العاملين في الشأن العام بأن يضعوا مصلحة المواطن الكويتي نصب اعينهم في كل مطلب... 
لا قيمة لأي تنمية ما لم تكن لمصلحة الإنسان. ولا قيمة لأي ثروة إن لم تكن لفائدة الانسان، ولا قيمة لأي موقف سياسي او فكرة سياسية او خطة اقتصادية ان لم تكن لخير الانسان... عودوا الى كلامه السامي في خطبه وتلمسوا مجددا تركيز سموه على ما ينفع الجيل الحالي وما يساعد الجيل المقبل. كم كان يحزن ويعلن عن حزنه وهو يرى المعارك السياسية والفتن الطائفية والشلل الاقتصادي تعصف بالوطن وانسانه. كم كان يتألم ويفصح عن ألمه حين يرى الوحدة الوطنية في مهب الريح... وكم كان يشعر بالمرارة لأن من يفترض به ان يكرس كل وقته من اجل مصالح الناس كان يكرس كل وقته من اجل مصالحه الخاصة تاركا للعبة السياسية المقيتة ان تجرف بكراهيتها مصالح الناس.
حريق الجهراء ورد الفعل السريع والعفوي والحازم، أكدا ان النوخذة الكبير هو الأكثر قربا من الناس، واعطيا درسا للجميع بوجوب جعل الانسان الكويتي الركيزة الاساسية لأي تحرك سياسي واقتصادي واجتماعي... لأن الكويت على صورة إنسانها مهما حاول البعض استيراد صور خارجية لم تكن يوما إلا غريبة ودخيلة.
الجنة للضحايا الأبرياء والشفاء العاجل للمصابين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.
جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي