حكاية بنت اسمها مروة..!

تصغير
تكبير
| د. سعيد فهمي (المصري أفندي) |
الاسم... مروة والمهنة صيدلانية.
الجنس... انثى وواحدة من البنات المصرية.
الديانة... الإسلام ومتدينة من غير تطرف او عصبية!!
مروة كانت بنت عادية زي كل البنات، وزي اللي بنشوفهم في حياتنا او نسمع عنهم في الحكايات، وبتمارس حياتها بطبيعية وكانت رياضية وليها كتير من الهوايات..!! مروة كانت زي بنات كتير من سنها، التزمت واتحجبت بإيمان حقيقي من قلبها، وراحت واتجوزت وشرفت اهلها، راجل مميز وخلوق وكان ده من حظها، وطارت معاه لبلد الألمان في بعثة علمية يابختها..!! وهناك كانت ملتزمة بدينها وفرحانة بالحجاب، لكن نسيت ان فيه ناس افكارها زي الهباب، ناس لهم افكار عجيبة وعاملين الدين ستار وباب، كل همهم السلطة والسلطان عايشين بقانون الغاب، الناس دي حولت سماحة الدين لافكار رجعية، وكونوا جماعات كتير تحت بند الاسلامية، وافتوا في حياتنا في السياسة والامور الدينية، وفسروا وحللوا كل شيء حسب حالتهم المزاجية، واصبحوا بارعين في البلبلة والالاعيب السياسية، وحاولوا يقنعوا الناس ان مبادئهم هي المثالية، وده كان واضح في بلدنا المحروسة والامة العربية..!! وفي غفلة من الزمن استولوا على كل النقابات، وما شاء الله بقى ليهم في البنوك ملايين الدولارات، وكونوا في كل مكان احزاب وجماعات..!! وكل ده كان ليه تأثير على حياة الناس العادية... وقدروا يتسربوا بين هموم المواطن ومعاناته اليومية، واستغلوا غياب خطط الحكومة لتحسين الظروف المعيشية، وتحت ستار الدين اصبحوا ظاهرة سياسية..!! ولاحظنا ظواهر دينية متطرفة في كل مكان وشفنا ظهور القاعدة وطالبان في افغانستان، وعشنا الاهوال و11 سبتمبر والهجوم عالاميركان، وخطف الطائرات والقنابل الموقوتة وقتل الانسان، والاحزمة الناسفة وادعياء الشهادة وحركات الجنان..!! اعمال الارهاب كان اثرها علينا عنيف باجراءات عنصرية.. وشفنا معاملة كتير سيئة للجاليات الاسلامية، وتهجير واتهامات بالعنصرية والهمجية، وبقت صورتنا فظيعة في كل المجتمعات الاجنبية، رغم ان معظم الجاليات كانت ملتزمة ومثالية، وصورة جميلة وواجهة عظيمة وانسانية، لكن تقول ايه للتصرفات الصبيانية، جماعات تخرب وتهدم وجاليات تدفع من عمرها الدية والمجتمعات الاوروبية لا قادرة تميز بين الاسلام والاعمال الارهابية، كل ده بسبب قنبلة او تصريحات عنترية..!! التعصب في كل الدنيا لا يمكن يقبله انسان... وطبيعي نلاقي المعاملة بالمثل في كل مكان، مين يرضى للدين الحنيف يوصفوه بالتعصب علشان عمل ارهابي جبان، يبقى علشان شوية متعصبين نشوف القهر والهوان..!! والسؤال للجميع مين فينا اللي حيدفع الثمن... ومين اللي بيخلي صورتنا كده والحقد في قلبه اندفن... والنتيجة ايه؟ رجعت مروة ياعيني شهيدة في كفن..!! المجتمع الغربي قابل الافكار المتعصبة بمنتهى العنصرية... وبقت صورتنا في عيونهم مقرومة بالاعمال الارهابية... وشفنا صدنا مظاهرات وهتافات عنصرية، ومطالب بطرد المسلمين من المجتمعات الاوروبية، خدوا العاطل على الباطل من غير تمييز او عقلانية، والسؤال من تاني هي دي الحضارة الاوروبية، واللي بيدعوا الرقي والشفافية والانسانية، والنموذج كان واضح وصريح في دولة هتلر الالمانية، متعصب همجي غبي بالسلاح امام الهيئة القضائية، بيقتل بدم بارد بنتنا مروة وبمنتهى السلبية، وشرطي يطلق النار على رفيق حياتها بمنتهى الهمجية، فاكر عشان هو عربي يبقى ارهابي بالفطرة والنية... بالذمة ده مجتمع؟ وهي دي الحضارة الاوروبية..!! حضارة بلا قرف بلا حقوق انسانية صورية..!! دم مروة مش لازم يروح بلاش وذنبها في رقبتنا كلنا... ولازم نصلح صورتنا ونحارب افكار الارهاب عندنا ونحمي اولادنا من افكارهم لانهم مستقبلنا كلنا..!! مصرع مروة اشارة حمراء وجرس انذار، ونقطة نظام لازم تنبهنا للاخطار، والعلاج والحل والمفيد باختصار، لازم نقاوم الارهاب من غير انتظار، وهو ده الحل الوحيد من غير اختيار..!! والدعوة الآن لاصحاب الياقات البيضاء في السفارات المصرية، ياريت يكون من ضمن اهتماماتكم سلامة افراد الجالية، وخصوصا في بلاد الفرنجة اصحاب الافكار العنصرية، عايزين نظرة والنبي من المسؤولين عن البعثات الديبلوماسية، لازم يعرفوا انهم هناك علشان المواطن مش بس للمناسبات الرسمية، المواطن هو الاساس في اي مكان في الكرة الارضية، ودي لازم تكون فلسفة المنظومة الداخلية والخارجية، خلاصة الكلام الله يرحم مروة شهيدة المبادئ الارهابية، وخالص التعازي من كل واحد بينتمي للرحمة والانسانية، والله يرحم حقوق الانسان والعدالة الالمانية، وسلم لي على الأمن الالماني واحفاد المبادئ النازية، وكفاية عليهم الاعتذار لليهود ودفع التعويضات والدية، وياريت ناخد حق مروة ونحافظ على كرامتنا المصرية، وان دمنا بقى ببلاش فحرام نعيش في الدنيا ديه، وحلال فينا الذل والهوان وكفاية علينا القرع والمهلبية، الشعب كله مستني حق مروة بنت مصر المؤمنة التقية.. لأن دمها دين علينا ولازم تحميه بهية.. دم المواطن مسؤولية الوطن وهي دي القضية..!!
[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي