د. حنان المطوع / يا مرحبا / طموح المرأة

تصغير
تكبير
من المحزن أن المرأة في الكويت حتى الآن لم تصل لمرحلة لن نقول النضج السياسي، لأن الرجل أيضاً لم يصل لهذه المرحلة، ولكن نقول لم تصل لمرحلة المشاركة الفاعلة في العملية السياسية... فرغم أننا قضينا أعواماً طويلة نطالب بالحقوق السياسية، وبعد لغط شديد، وشد وجذب، وتحايل من الرجل على الدستور والقوانين استطعنا أن نحصل على هذه الحقوق بعد عناء، ولكن في النهاية لم تكن المرأة بحجم التطلعات للمشاركة الفاعلة.
فالمرأة سواء في انتخابات مجلس الأمة، أو انتخابات المجلس البلدي الأخيرة كان تواجدها محدوداً، ورغم أن نسبة أصوات النساء أكبر عدداً من الرجال، وتستطيع أن تقلب الموازين إلا أن النساء لم تكن لهن مشاركة مؤثرة، وحضور المرأة للتصويت كان محدوداً، فلماذا هذا البرود والسلبية، ولماذا عدم التفاعل، ولماذا نهدر حقوق قد تؤثر وتغير في خريطة بلدنا السياسية، وبالتالي تؤثر على التنمية وعلى تقدم ورخاء البلد؟
وإن كانت المرأة قد دخلت إلى قاعة عبدالله السالم مؤخراً وأصبحت عضوة في البرلمان إلا أن النسبة القليلة التي تمثل المرأة ليست كافية ولا تدل على ما تحتله المرأة من مكانة في المجتمع، لن نقول إننا نتمنى ونترجى ونريد، ولكن مطلوب من المرأة فقط أن يكون لديها حس وطني وتتفاعل مع قضاياها الوطنية بشكل أكبر... لأنها تؤثر وتتأثر بما يحدث حولها وتستطيع أن تختار الأفضل والأصلح، وأن توصل بنات جنسها ليمثلوها بشكل أكبر وفاعل في البرلمان.

وتوقفت عجلة التأزيم
نحمد الله أن التأزيم مر بسلام وأن عجلة التنمية تستطيع أن تسير لمدة ثلاثة أشهر دون توقف على أن يعود المجلس من جديد بعد العطلة، ومن المؤكد أن الأعضاء المؤزمين سيعودون من جديد ليديروا عجلة التأزيم البغيضة... فمع الأسف أصبح مجلس الأمة عالة على المجتمع، وأصبح معول هدم لا بناء، وبدلاً من أن يراقب ويصلح أصبح عضو المجلس يتخذ من مكانه أداة للثأر والتنمر على الآخرين، وحب البروز والدعاية والبطولة الزائفة.
نحمد الله أن الاستجواب «عدى» بسلام ليخرج الوزير أكثر صلابة ليمارس عمله مرة أخرى ولكن نطلب منه أن يكون أكثر انتباهاً للفخ الذي ينصب له بين حين وآخر... ونقول للوزير الخالد سر في طريقك وطبق القانون على الجميع من دون تفرقة فهذا واجب وطني ومن قبله واجب ديني وأجرك على الله... فلا تعتبر لنائب أو صاحب منصب، أنصف المظلوم واقتص من الظالم، ومن يعمل أكيد يخطئ ونحن نعلم أن يدك نظيفة وأن المناقصة المزعومة لم يكن لك يد في التجاوزات الخاصة بها.
نحمد الله أن الاستجواب فشل ونقول للوزير تابع مع النيابة وحاسب هؤلاء الذين خانوا الوطن، حاسبهم واقتص لنا وللكويت من أصحاب هذه التجاوزات. ونقول للنائب المستجوب: لماذا تصر على التأزيم، وعلى التنمر على الآخرين وعلى إحداث الشوشرة والضجة، ولماذا تمضي في طريق الثأر والقصاص ولا تعفو وتصفح؟
كفانا تأزيماً، وكفانا تعطيلاً، ولنسير نحو بناء بلدنا، ولا يعتقد كائن من كان أنه يحكم هذا البلد لأنه تقلد منصباً فيغتر ويعتقد أنه وصل لمرحلة يحاسب فيها من يريد وكأنه حاكم بأمره.
د. حنان المطوع
كاتبة كويتية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي