حسين الفضالة... ألا يخجل المجلسان؟

تصغير
تكبير
انتهت جلسة استجواب بعد سلسلة جولات وصولات بين المجلس والحكومة. سبقتها جلسات وتوترات وحملات تأزيم وتصعيد ادت الى حل البرلمان... وستليها جلسات اخرى بعد العطلة الصيفية بانت عناوينها من الآن.
جلسات وتصريحات ومواقف كلها عن حماية المال العام والحريات والدفاع عن القانون والتنمية... لكن التنمية انسان اولا واخيرا، ولا نفع في اي موقف لا يعود خيره إلى الانسان وحقوقه وحرياته وآماله في مستقبل مزدهر آمن متطور.
من هذا المنطلق، نذكّر الاخوة في المجلس والحكومة بإنسان منسي. اسمه حسين الفضالة. يتصادف في السابع من يوليو المقبل اي بعد ايام قليلة ذكرى مرور سنة على اختفائه عند الحدود البحرية الايرانية. مواطن كويتي كل ذنبه انه ليس مفتاحا انتخابيا لنائب من اصحاب الاصوات العالية. ليس وجيها في هذه القبيلة او تلك المنطقة. ليس شقيقا لوزير او ابنا لوزير او مديرا لمكتب وزير. ليس من حملة بشوت المسؤولين او منظما لزياراتهم او راعيا لمصالحهم او شريكا في صفقاتهم. انسان عادي هو. مواطن كويتي آمن انه يعيش في دولة قانون ومؤسسات تحترم انسانها بغض النظر عن الانتماء الطائفي او العائلي او القبلي او المناطقي، واعتقد ان قضيته اذا ما مسه ضرر فستكون قضية خمسين نائبا و16 وزيرا وعشرات الناشطين السياسيين في التيارات السياسية المختلفة واعضاء هيئات المجتمع المدني، بل ستكون قضية كل كويتي حريص على امن اشقائه وشركائه في المصير والحقوق والامن والامان... لكن ثقته تحطمت على صخرة الاهمال الرسمي من جهة وتبخرت عند ابواب التجاهل النيابي الشعبي له من جهة ثانية، ولم يبق لدى ذويه ومحبيه سوى حسرة الفراق والاهمال والتجاهل.

انسان كويتي اختفى. تبخر. ضاع في البحر. معتقل. موقوف... هو ليس رقما في حسابات استجوابية لذلك لا يزور اهله احد ولا يرفع احد قضيته الى مستوى الانذار والطوارئ. لكن العيب كل العيب ان يقال ان وزارة الخارجية قامت بدورها وسألت السلطات الايرانية التي اكدت لها انها لا تعلم عنه شيئا. يا سلام، انعم واكرم. لو كان اسمه «كم كيلو بخور» أو صفقة «داو كيميكال» مثلا لرأينا استنفارا على اعلى المستويات ومتابعة فوق الطاولة وتحتها، وأقنعة اوكسجين لاعادة احياء المشروع بطرق مختلفة رغم الاعلان عن توقيف الصفقة. وزارة الخارجية اكتفت بالجواب الايراني وادت قسطها، ولكن اين المركب الذي كان يقله؟ اين البحارة والعمال الذين كانوا برفقته؟ اين المخاطبات مع الجهات الدولية لمساعدة السلطتين الايرانية والكويتية على البحث عنه في حال لم تكن الدولتان مجهزتين بمعدات متطورة للبحث؟ اين فرق العمل التي يفترض ان تكون تشكلت للمتابعة الدائمة للموضوع وتقديم تقارير مستمرة عن نتائج البحث؟ ومن تضم هذه الفرق؟ وهل انحصر البحث في اروقة وزارة الخارجية ام انه اتسع ليشمل الاجهزة الامنية؟
اسئلة كثيرة، لكن الاجابات عنها اشبه بالصدى الناتج عن خواء الفضاء من اي تحرك جدي وملموس. اختفاء مواطن كويتي بالشكل الذي تم مع حسين الفضالة قضية امن قومي بامتياز وليست حادثة عابرة، وان كانت حادثة فأهله يريدون معرفة مصيره، وأهل الكويت يريدون معرفة مصيره. عار علينا جميعا ان نتجاهل او نهمل قضيته والعار موصول بشكل اساسي لمن تهرب من واجبه وقام ببعض الاتصالات والاجتماعات من باب «رفع العتب» فحسب.
التنمية انسان... والانسان حسين الفضالة كشف زيف مواقف المتشدقين والزاعقين والصادحين، واسقط اقنعة النواب والوزراء اللاهثين وراء الصفقات الخاصة فقط. اما اهله ومحبوه فلهم الله العلي القدير السميع المجيب، علّ رحمة السماء تعوض بعضا من ظلم من في الارض.
جاسم بودي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي