دار الكتب والوثائق المصرية كرّمته / محمود الربيعي ابتعد عن «النظريات النقدية» المستوردة

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u062du0641u0644 u0627u0644u062au0643u0631u064au0645
جانب من حفل التكريم
تصغير
تكبير
| القاهرة - «الراي» |
أقامت دار الكتب والوثائق القومية في مصر... احتفالية لتكريم الناقد وأستاذ الأدب العربي بالجامعة الأميركية الدكتور محمود الربيعي، شارك فيها الناقدان الدكتور أحمد درويش والدكتور محمد عبد اللطيف حماسة، وأدارها رئيس الإدارة المركزية بدار الكتب الدكتور عبد الناصر حسن، حسن أشار إلى أن «الربيعي» ظل مشغولا بعدد من القضايا الأدبية والنقدية التي تشغل بال دارسي الأدب، ومنها مفهوم قيمة الأدب في عصر العلم التجريبي، خصوصاً في ظل الفهم الخاطئ بأن هناك أفضلية لعلوم الطبيعة على الأدب، وقال: اهتم الربيعي أيضا بالبحث عن كيفية قراءة النص، وتوصل إلى أن أهم عوامل قراءة النص، هي أن يتماهى القارئ مع النص، وهو ما يقترب من الفكر الصوفي، الذي يقول إن النص لا ينفتح إلا لمن ينصت إليه جيدا.
وأضاف: انشغل الربيعي أيضا بقضية الحاضر وعلاقته بالماضي، وهي القضية الأزلية التي لا يخلو جيل من الحديث عنها والاختلاف حولها، لما تتميز به من تركيب وتداخل عناصر لا يمكن الفصل بينها، كما كان أحد المهتمين بالبحث عن منهج الدرس الأدبي، واختار الابتعاد عن تاريخية الدراسات الأدبية، ونادى بضرورة الاهتمام باللغات الأجنبية في النقد المعاصر، وهو الجانب الذي لا يزال... لا يلقى حقه في جامعاتنا، كما انشغل بفكرة التفريق بين النقد الأكاديمي والنقد الصحافي.
الدكتور محمد حماسة... تحدث عن الفكر النقدي لدى الربيعي قائلا: هناك جدل بين منهج الشفافية والانسجام الذي اتبعه الربيعي ورؤيته للعالم، فكل منهما يغذي الآخر ويتيح له فرصة تفسير الظواهر والبناء الفني للنص، بالإضافة لمجهوده المتواصل على مدار ما يزيد على أربعة عقود لتعريف مفهوم الناقد الأدبي وطبيعة عمله.
وأشار... إلى مجموعة من كتب الربيعي ومنها «قراءة الرواية» الذي تناول فيه ست روايات لنجيب محفوظ، بالإضافة إلى دراساته في الشعر، التي تناول فيها نماذج شعرية من الشعر العربي القديم والحديث لإبراهيم ناجي وفاروق شوشة وحجازي، حيث كان يؤمن بأن الشعر لديه هو الشعر سواء كان قديما أو حديثا فهو يرى أن النص بنية مستقلة، وأن كل نص يحمل مفاتيحه بذاته، وأنه لابد أن يتعاطف القارئ مع النص.
وعرض «حماسة»... إلى السمات التي يتميز بها منهج الربيعي النقدي وهي: الوضوح في الأعمال النقدية، كذلك يرى أن معالجة النص الأدبي من داخله يمثل التحدي الحقيقي للمشتغلين بالأدب النقدي، ويفرق بين الناقد وغيره تبعا لطريقة تناوله للنص الأدبي، وكان يشترط أن يفسر الناقد النص ويحلله، وأن يكون متسلحا بأكبر قدر من الثقافة، ويبتعد عن النظريات المستوردة وما يسمى بثورة المعلومات والاتصالات، كما كانت اللغة الأجنبية بالنسبة له نافذة يطل منها على ثقافة الآخرين فقط، ولا يتبرأ من ثقافته الأم وتراثها، كما اتهمه البعض.
الدكتور أحمد درويش... اختار كتاب الربيعي الذي صدر اخيراً تحت عنوان «في حدود الأدب» مدخلا لحديثه قائلا: استطاع الربيعي أن يختار الثقافة التي تلائمه من عدة ثقافات، ثم اختار اللغة التي يكتب بها، ولا يخفي الصراع في كيفية استخدام تلك اللغة، وقد كان الربيعي شاعرا مجيدا للشعر، إلى أن اعتزل كتابة الشعر في الستينات والتفرغ لكتابة النقد، ونجح الربيعي في تحقيق المعادلة الصعبة التي عجز عنها كثير من المثقفين وهي الجمع بين سهولة وعمق المادة، وكيفية تقديمها للقارئ العام، فمن يقرأ أعمال الربيعي سيظل يدور في حلقته وسينصب له الشباك سواء كان مخالفا أو معارضا، وهذا هو التحدي الذي هرب منه المثقفون.
وأشار درويش... إلى مقال للربيعي بعنوان «لمن يُكتب النقد الأدبي» فتح في حينه أبوابا لحل أزمة النقد الأدبي المعاصر، وفيه طرح سؤالا مهما وهو: هل يُكتب النقد للمبدع المبتدئ ليتكئ عليه في صعوده، أم يُكتب للمبدع الكبير كنوع من المجاملة؟
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي