... لكننا نجرؤ


في الكويت أيضاً، يراد للإعلامي أن يصبح مثل السياسي. تزحف السلطات على بعضها ويستغرب نواب ووزراء وناشطون مساحة الاستقلالية التي يتحرك من خلالها الإعلامي فيعملون على ادخاله «ناديهم» باللين فإن لم يرضخ يضعوه في دائرة الهجوم والإرهاب.
الإعلامي غير السياسي. صحيح أنه ركن من أركان الشأن العام، لكنه ركن كاشف للطريق وليس عضواً في حزب أو تيار وظيفته تبرير أخطاء مسؤوليه بتغطية تجاوزاتهم أو تجميل أخطائهم. الإعلامي كل عمله فوق الطاولة وفي ضوء الشمس وبعض السياسيين غالبية أعمالهم تحت الطاولة وفي الظلام. وعندما أراد البعض منا أن نتواطأ لخدمة مصالحه وتجاوزاته رفضنا، وعندما سلطنا الضوء على جزء يسير من مخالفاته أطلق حملة منظمة كال خلالها ما كال من اتهامات ظناً منه أنه سيُرهبنا ويدفعنا إلى الندم على فعل الجرأة الذي ارتكبناه، وعندما اكتشف أن كل اتهام أطلقه ارتد عليه وثبت تورطه به حتى النخاع وسع دائرة الهجوم وأشرك بها آخرين يرددون كالببغاوات الكلام الفارغ نفسه، لكنه كان مثل القط الذي يلحس المبرد ولا يعلم أنه يساهم في استنزاف نفسه لأن الدائرة التي أراد وضع غيره بها أقفلت عليه وبدأت تتكشف يوماً بعد يوم تجاوزاته الجديدة على المال العام بمئات الملايين.
الآن فقط فهمنا سبب فقدان الرجل لأعصابه عندما طالبناه بأن ينسحب من عضوية اللجنة المالية لأنه صاحب شركات ومساهم في شركات ستكون من أكثر المستفيدين من قانون الاستقرار وذلك منعاً لوضع نفسه في دائرة الشبهات واقتداء بغيره من النواب الذين فعلوا الشيء نفسه. يومها أطلق جملة من الاتهامات وعلى الهواء مباشرة نزل فيها إلى مستويات أخلاقية معيبة في حق نفسه قبل أن تكون معيبة في حق من هاجمهم. تحدث عن مساعدتنا لمتنفذ بهدف ادخال الدعارة وتجارة المحرمات والتغطية على تجاوزات طالت المال العام. اليوم وبعدما ظهرت أجزاء بسيطة من ملفات تورطه في مجالات مختلفة وآخرها التجاوزات النفطية عرفنا فعلاً سبب فقدان الرجل لأعصابه. لكننا امتلكنا جرأة نشرها بينما هو لم يمتلك، ونؤكد أنه لا يمتلك، جرأة كشف اسم المتنفذ الذي اتهمنا بالعمل لحسابه. لم يكن شجاعاً لكشف اسمه في النيابة ولم يكن شجاعاً في كشف اسمه عندما طالبه أبناء دائرته بذلك.
وكلما التفتنا إلى معالجة امور تهم الناس نراه يصر (عبر المقابلات الإعلامية أو من خلال بياناته ومنشوراته التي يوزعها) على مهاجمتنا واتهامنا بعدم تحري الدقة رغم انه لم يظهر يوماً واحداً ما يثبت اتهاماته ضدنا بينما لم ننشر يوماً واحداً كلمة عنه إلا ومرفقة بوثيقة... ومع كل وثيقة تبدأ جوقة من السياسيين والكتّاب حملة جديدة تكرر كلاماً فارغاً من أي سند وأي مضمون وأي مصداقية: الحملة تستهدف «الرمز» للتأثير عليه في الانتخابات. الحملة تستهدف التيار الذي ينتمي إليه. الحملة تستهدف صرف النظر عن مخالفات قام بها مهاجموه ودفاعاً عن مصالح استفادوا منها.
هذا كل شيء.
أولا، نحن وجهنا نصيحة إلى «الرمز» كناشط في الشأن العام بأن ينسحب من اللجنة المالية وهذا ليس هجوماً أو ادانة إنما حق من حقوقنا بل خدمة له. فعلناها عندما كان نائباً وقبل أن تظهر مؤشرات حل المجلس، ورد علينا عندما كان نائباً بفقدان الأعصاب والشتائم، فالقضية لا علاقة لها بكونه سينجح أو سيسقط لأننا سنتصدى لأي تجاوز ولو أتى من أي مستوى في السلطة... وارجعوا إلى تاريخ الصحيفة لتتذكروا المواجهات التي خاضتها ضد من هو أهم منه بكثير في السلطة.
ثانيا، هو من يبحث في حملته علينا على عنصر يستثمره في الانتخابات وليس العكس، فهو يصعد ويتهم وعندما يأتيه الجواب يتحدث عن «مظلومية» وعن استهداف بهدف كسب التعاطف وهو أمر لا نتدخل فيه وحق مطلق من حقوق الناخبين. تماماً مثلما يثير غيره في الدائرة نفسها الموضوع الطائفي بحثاً عن أصوات جديدة لاثبات أن القيم والثوابت التوحيدية الدينية والوطنية لا مكان لها في لعبة الوصول إلى كرسي البرلمان. ومرة أخرى نؤكد أن الخيار حق مطلق للناخبين مع تأكدنا بأن وعي الناخب أكبر بكثير من وعي من يحاول تضليله.
ثالثا، أصبحت لعبة سخيفة وممجوجة قضية الربط بين تجاوزات شخص مثبتة بالوثائق وبين الهجوم على تياره السياسي أو عائلته. فلعبة التهجم على العوائل بدأها هو ويستحيل أن نفعلها بل على العكس أكدنا مراراً وتكراراً احترامنا وتقديرنا الكبيرين للعائلة والتيار، ومن ينظر إلى المساحات التي أعطيت لمسؤولي ومرشحي هذا التيار في مؤسساتنا الإعلامية يخالنا أحيانا جزءاً من مؤسسته الإعلامية.
رابعا، نعيد ونكرر بأن كل القضايا التي يثيرونها ضدنا في وسائل الإعلام ليس بينها قضية واحدة صحيحة ونتحدى، وبيننا وبينهم أهل الكويت، أن يثبتوا شبهة تنفيع واحدة في مشاريعنا وأعمالنا، فهذه الاسطوانة المشروخة استكمال لما بدأ «الرمز» باتهامنا به وعجز حتى الآن عن اثباته، ومع ذلك ما زلنا ننتظر منه كشف اسم متنفذ الدعارة والمحرمات.
هل هناك من مزيد؟
مشكلة هذا الرجل أنه فوجئ بأن هناك من تجرأ وسيبقى يتجرأ وينشر بالحق ما دامت في يده وثيقة. فوجئ لأن هناك من لم تهز جوقة السياسيين والكتّاب التابعة له شعرة في رأس من يهاجمه. فوجئ لأن هناك من لم ترعبه الامبراطوريات المالية المخفي منها والمُعلن ولا شبكة المصالح والعلاقات الأخطبوطية المنتشرة في كل الاتجاهات. فوجئ لأنه متعود على «تتبع العورات» والفجور في الخصومة والإضرار بمن يخالفه الرأي حتى لو تعلق الأمر بلقمة عيش موظفين عاديين لكنه لا يعرف ثقافة الخلاف والمعارضة والانتقاد البناء والتعارض الراقي المطلوب في وجهات النظر... وفوجئ لأن هناك من وضع حداً لتجارته بالشعارات وبـ «المظلومية» وبالمبادئ وبالقيم.
لم يجرؤ ولن يجرؤ على ذكر اسم المتنفذ الذي اتهمنا بالعمل معه لادخال الدعارة والمحرمات لسبب بسيط وهو أنه غير موجود إلا في دائرة الكذب والافتراء، لكننا نجرؤ على نشر كل التجاوزات وبالوثائق لسبب بسيط هو أنها موجودة في الحقيقة لا في دائرة الكذب والافتراء، ولأن للدعارة السياسية هذه الأيام أكثر من اسم وعنوان ومتنفذ ورمز.
جاسم بودي
الإعلامي غير السياسي. صحيح أنه ركن من أركان الشأن العام، لكنه ركن كاشف للطريق وليس عضواً في حزب أو تيار وظيفته تبرير أخطاء مسؤوليه بتغطية تجاوزاتهم أو تجميل أخطائهم. الإعلامي كل عمله فوق الطاولة وفي ضوء الشمس وبعض السياسيين غالبية أعمالهم تحت الطاولة وفي الظلام. وعندما أراد البعض منا أن نتواطأ لخدمة مصالحه وتجاوزاته رفضنا، وعندما سلطنا الضوء على جزء يسير من مخالفاته أطلق حملة منظمة كال خلالها ما كال من اتهامات ظناً منه أنه سيُرهبنا ويدفعنا إلى الندم على فعل الجرأة الذي ارتكبناه، وعندما اكتشف أن كل اتهام أطلقه ارتد عليه وثبت تورطه به حتى النخاع وسع دائرة الهجوم وأشرك بها آخرين يرددون كالببغاوات الكلام الفارغ نفسه، لكنه كان مثل القط الذي يلحس المبرد ولا يعلم أنه يساهم في استنزاف نفسه لأن الدائرة التي أراد وضع غيره بها أقفلت عليه وبدأت تتكشف يوماً بعد يوم تجاوزاته الجديدة على المال العام بمئات الملايين.
الآن فقط فهمنا سبب فقدان الرجل لأعصابه عندما طالبناه بأن ينسحب من عضوية اللجنة المالية لأنه صاحب شركات ومساهم في شركات ستكون من أكثر المستفيدين من قانون الاستقرار وذلك منعاً لوضع نفسه في دائرة الشبهات واقتداء بغيره من النواب الذين فعلوا الشيء نفسه. يومها أطلق جملة من الاتهامات وعلى الهواء مباشرة نزل فيها إلى مستويات أخلاقية معيبة في حق نفسه قبل أن تكون معيبة في حق من هاجمهم. تحدث عن مساعدتنا لمتنفذ بهدف ادخال الدعارة وتجارة المحرمات والتغطية على تجاوزات طالت المال العام. اليوم وبعدما ظهرت أجزاء بسيطة من ملفات تورطه في مجالات مختلفة وآخرها التجاوزات النفطية عرفنا فعلاً سبب فقدان الرجل لأعصابه. لكننا امتلكنا جرأة نشرها بينما هو لم يمتلك، ونؤكد أنه لا يمتلك، جرأة كشف اسم المتنفذ الذي اتهمنا بالعمل لحسابه. لم يكن شجاعاً لكشف اسمه في النيابة ولم يكن شجاعاً في كشف اسمه عندما طالبه أبناء دائرته بذلك.
وكلما التفتنا إلى معالجة امور تهم الناس نراه يصر (عبر المقابلات الإعلامية أو من خلال بياناته ومنشوراته التي يوزعها) على مهاجمتنا واتهامنا بعدم تحري الدقة رغم انه لم يظهر يوماً واحداً ما يثبت اتهاماته ضدنا بينما لم ننشر يوماً واحداً كلمة عنه إلا ومرفقة بوثيقة... ومع كل وثيقة تبدأ جوقة من السياسيين والكتّاب حملة جديدة تكرر كلاماً فارغاً من أي سند وأي مضمون وأي مصداقية: الحملة تستهدف «الرمز» للتأثير عليه في الانتخابات. الحملة تستهدف التيار الذي ينتمي إليه. الحملة تستهدف صرف النظر عن مخالفات قام بها مهاجموه ودفاعاً عن مصالح استفادوا منها.
هذا كل شيء.
أولا، نحن وجهنا نصيحة إلى «الرمز» كناشط في الشأن العام بأن ينسحب من اللجنة المالية وهذا ليس هجوماً أو ادانة إنما حق من حقوقنا بل خدمة له. فعلناها عندما كان نائباً وقبل أن تظهر مؤشرات حل المجلس، ورد علينا عندما كان نائباً بفقدان الأعصاب والشتائم، فالقضية لا علاقة لها بكونه سينجح أو سيسقط لأننا سنتصدى لأي تجاوز ولو أتى من أي مستوى في السلطة... وارجعوا إلى تاريخ الصحيفة لتتذكروا المواجهات التي خاضتها ضد من هو أهم منه بكثير في السلطة.
ثانيا، هو من يبحث في حملته علينا على عنصر يستثمره في الانتخابات وليس العكس، فهو يصعد ويتهم وعندما يأتيه الجواب يتحدث عن «مظلومية» وعن استهداف بهدف كسب التعاطف وهو أمر لا نتدخل فيه وحق مطلق من حقوق الناخبين. تماماً مثلما يثير غيره في الدائرة نفسها الموضوع الطائفي بحثاً عن أصوات جديدة لاثبات أن القيم والثوابت التوحيدية الدينية والوطنية لا مكان لها في لعبة الوصول إلى كرسي البرلمان. ومرة أخرى نؤكد أن الخيار حق مطلق للناخبين مع تأكدنا بأن وعي الناخب أكبر بكثير من وعي من يحاول تضليله.
ثالثا، أصبحت لعبة سخيفة وممجوجة قضية الربط بين تجاوزات شخص مثبتة بالوثائق وبين الهجوم على تياره السياسي أو عائلته. فلعبة التهجم على العوائل بدأها هو ويستحيل أن نفعلها بل على العكس أكدنا مراراً وتكراراً احترامنا وتقديرنا الكبيرين للعائلة والتيار، ومن ينظر إلى المساحات التي أعطيت لمسؤولي ومرشحي هذا التيار في مؤسساتنا الإعلامية يخالنا أحيانا جزءاً من مؤسسته الإعلامية.
رابعا، نعيد ونكرر بأن كل القضايا التي يثيرونها ضدنا في وسائل الإعلام ليس بينها قضية واحدة صحيحة ونتحدى، وبيننا وبينهم أهل الكويت، أن يثبتوا شبهة تنفيع واحدة في مشاريعنا وأعمالنا، فهذه الاسطوانة المشروخة استكمال لما بدأ «الرمز» باتهامنا به وعجز حتى الآن عن اثباته، ومع ذلك ما زلنا ننتظر منه كشف اسم متنفذ الدعارة والمحرمات.
هل هناك من مزيد؟
مشكلة هذا الرجل أنه فوجئ بأن هناك من تجرأ وسيبقى يتجرأ وينشر بالحق ما دامت في يده وثيقة. فوجئ لأن هناك من لم تهز جوقة السياسيين والكتّاب التابعة له شعرة في رأس من يهاجمه. فوجئ لأن هناك من لم ترعبه الامبراطوريات المالية المخفي منها والمُعلن ولا شبكة المصالح والعلاقات الأخطبوطية المنتشرة في كل الاتجاهات. فوجئ لأنه متعود على «تتبع العورات» والفجور في الخصومة والإضرار بمن يخالفه الرأي حتى لو تعلق الأمر بلقمة عيش موظفين عاديين لكنه لا يعرف ثقافة الخلاف والمعارضة والانتقاد البناء والتعارض الراقي المطلوب في وجهات النظر... وفوجئ لأن هناك من وضع حداً لتجارته بالشعارات وبـ «المظلومية» وبالمبادئ وبالقيم.
لم يجرؤ ولن يجرؤ على ذكر اسم المتنفذ الذي اتهمنا بالعمل معه لادخال الدعارة والمحرمات لسبب بسيط وهو أنه غير موجود إلا في دائرة الكذب والافتراء، لكننا نجرؤ على نشر كل التجاوزات وبالوثائق لسبب بسيط هو أنها موجودة في الحقيقة لا في دائرة الكذب والافتراء، ولأن للدعارة السياسية هذه الأيام أكثر من اسم وعنوان ومتنفذ ورمز.
جاسم بودي