ان الاقتراع السري المعمول به في القوانين الانتخابية لاختيار اي عنصر مناسب، وفي اي مجلس من المجالس التي يتم اختيار الاشخاص عن طريق الانتخاب، سواء في مجالس التشريع، او المجالس الفنية، او حتى مجالس الادارات لجمعيات النفع العام، في الحقيقة هو مظهر حضاري قائم على الحرية في التعبير والاختيار من دون ضغط من اي فئة او رقيب الا ضمير الانسان، واضعا مصلحة وطنه نصب عينيه، ينتهي دور الناخب عند الاختيار ويبدأ دوره مراقبة ذلك الانسان الذي اختاره ليكون ممثلا عنه في المجلس لاعتبارات كثيرة.
ان العمل الديموقراطي الناتج من هذه العملية يجب ان يكون خاليا من الممارسة الطائفية، والعنصرية، والفئوية، والقبلية لان هذه الممارسات لا تجلب سوى التشرذم والحقد، فالخطوات التي تكون خالية من هذه الممارسات تكون خطوات مباركة وناجحة، وتجسد فيها روح التعاون والعمل المشترك للوصول إلى الغاية المنشودة، فالطائفية، والقبلية، والعنصرية، والفئوية إذا مورست بشكل واضح وفاضح، او حتى التفكير فيها فالنتيجة وخيمة، كما ذكرنا، وسوف تؤدي إلى تمزق المجتمع، وتفككه ما يؤدي ذلك إلى عدم الاستقرار الامني والاقتصادي وحتى الديني، ويجب على كل صاحب ضمير حي، هدفه تكاتف المجتمع، ومصلحة وطنه، ان يحارب هذه الآفات التي تدخل في كل مجتمع طيب مترابط ومستقر امنيا للنيل منه. لذلك يتبقى علينا جميعا ان ننتبه إلى ان هناك من يريد ان يمزق المجتمع الكويتي ويفرقه ولذلك علينا جميعا ان نتمسك بوحدتنا الوطنية، فاحسنوا الاختيار، فالدوائر خصوصا الدائرتين الخامسة والرابعة فيها من ابناء القبائل المحترمة من هو الاكفأ والافضل ليكون ممثلا للامة، ولا نريد ان تكون هناك فجوة بيننا وبين ابناء القبائل، ولنتعاون من اجل ايصال اشخاص قادرين على تحمل المسؤولية امام هذه التحديات، وهذا ينطبق على الدوائر الباقية الاولى والثانية والثالثة.
علينا ان نحارب اي طرح طائفي، او قبلي، او فئوي غير حضاري، فالذي يحمل فكراً وحساً وطنياً هو الاصلح. ولنبحث عن العقول الجديدة وليس الوجوه الجديدة، عقول لها رؤية واضحة في التعامل مع القضايا، والاحداث، وما يدور حولنا.
علي غلوم محمد
كاتب كويتي
Ali_Gh93@hotmail.com