قضية / مثقفون مصريون أعلنوا العصيان على قرار المحكمة بسحب ترخيص «إبداع»
أحمد عبد المعطي حجازي
|القاهرة - من دعاء فتوح|
تلقى الوسط الثقافي المصري صدمة جديدة من سلسلة الصدمات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، خصوصا تلك التي تخص المصادرات الفكرية وحرية الإبداع، وقولبة العقول بما يوائم أهواء البعض... فقد أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما بإلغاء ترخيص مجلة «إبداع» التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ويرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، بعد أن قام أحد المحامين بإقامة دعوى قضائية على خلفية نشر المجلة لقصيدة «شرفة ليلى مراد» للشاعر حلمي سالم.
وقد جاء في حيثيات الحكم: «إنه إذا كانت الصحافة لها الحرية في أداء رسالتها التنويرية والإعلامية، لكن تلك الحرية مقيدة بمسؤوليتها تجاه المجتمع، وإذا خالفت تلك الضوابط يصبح ترخيص الصحيفة باطلاً»، وقد اعتبر الكثير من المثقفين الذين أكدوا على احترامهم للقضاء أن الحكم يعد انتكاسة لحرية الرأي والتعبير في مصر، وعودة لعصور الظلام.
نائب رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب الدكتور وحيد عبد المجيد أكد أن الهيئة ستقوم بالطعن على الحكم، وقال: «لا توجد مشكلة في القضاء المصري، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في القانون، فنحن لدينا فوضى قانونية ناتجة عن الخلل في قانون 3 لسنة 96 الذي ينظم قضايا الحسبة في مصر... فهذا النوع من الدعاوى التي لا توجد مصلحة مباشرة أو ضرر مباشر... واقع على من يتقدم بها، يجب أن توضع في نظام حديث يحيلها إلى النيابة العامة أولا لتنظر في مدى صحته وجديته، ثم تحيله إلى القضاء، أو ترفضه من البداية، ونحن سنتقدم بطعن قضائي، ولن نصمت على مثل هذه القرارات».
مدير تحرير مجلة «إبداع» الشاعر حسن طلب، قال: «إن قرار سحب الترخيص يتسق مع التراجع الفكري الذي نعيشه ويحمي الفاسدين من رجال الأعمال والذين تسببوا في وفاة المئات من المصريين في العبارات... أو من خلال استيراد الأغذية الفاسدة والمسرطنة، في حين يقف ضد حرية التعبير ويصادر المجلات ويريد إعادتنا إلى عقلية العصور الوسطي».
وأكد لـ «الراي» على أن هذا امتحان حقيقي لفاروق حسني، وقال: إذا أراد أن يدير ثقافة العالم... فعليه أن ينجح أولا في هذا الاختبار البسيط ويثبت أنه جدير بهذا المنصب العالمي من خلال تصديه للقوى الظلامية، وإذا لم ينجح فعليه الذهاب إلى مكان آخر.
الدكتور محمد عبد المطلب، قال: «إننا نسير سريعا إلى الوراء ونعود إلى مناطق الظلام مرة أخرى، فلا يمكن أن نتصور إيقاف مجلة لمجرد أنها نشرت قصيدة... مهما كانت، ولهذا أدعو المثقفين في مصر والعالم العربي إلى أن يكون لهم موقف احتجاجي ضد هذا القرار، خصوصا وأننا نعيش زمن الفضاء المفتوح، ولا أريد أن أتجاوز حدودي في الهجوم على القضاء، ولكن يجب أن يكون لنا موقف محدد من أحكام المصادرة، حتى لا تكون هناك محاكم تفتيش تنبش في العقول والقلوب قبل أن تنبش في المكتوب والمسموع».
أما الشاعر شعبان يوسف... اعتبر سحب ترخيص المجلة كارثة، وانتكاسة وردة على كل ما تدعيه الدولة من حرية المبدع واتهم من أسماهم بالخفافيش وطيور الظلام بأنهم هم السبب وراء مثل هذه القرارات، وقال: «هناك طيور ظلام، وخفافيش وراء ما يحدث، وأنا أرى أن القضاء يساعدهم على ذلك، فسحب ترخيص المجلة عودة لقرن من الزمن، ومحاولة اغتيال للإبداع... لا تقل عن محاولة اغتيال الكاتب الراحل الكبير نجيب محفوظ... ويجب أن تتصدى الدولة والمثقفون ورجال القانون لمثل هذه القرارات، فحكم المحكمة ليس حكما إلهيا، لذلك يجب أن يتضامن الجميع ويقدمون بلاغا للنائب العام من أجل تغيير البنود المنوط بها إيقاف تلك المجلات».
أما الدكتورة سهير المصادفة... لم تستغرب القرار واعتبرت أن ما حدث هو نتيجة طبيعية للحظة حضارية وصفتها بـ «المنحطة» جعلت من الثقافة والمثقف آخر وأضعف الحلقات المجتمعية، بموافقة هؤلاء المثقفين الذين انشغلوا بانقسامهم وحروبهم... عن دورهم المجتمعي التنويري.
وقالت لـ «الراي»: «نحن نسير إلى الخلف بخطوات تكاد تكون منتظمة، فكل يوم يغلق باب ونافذة للمعرفة، وكل شيء أصبح متخيلا، طالما أن المثقفين منقسمون على أنفسهم ومنشغلون بمعارك زائفة على مدار ربع قرن كامل، حول الجوائز والشللية، وحول كيفية التكسب والتربح من وراء إبداعاتهم، فالسلطة قامت بعمل خطط محكمة... لتبعد هذا المثقف الذي كان يمثل ضمير الأمة قبل الثورة، ويبدو أن السلطة الحاكمة بعد الثورة... كانت قد تعلمت الدرس فقامت بعزله ووضعه في المعتقلات، ومع الأسف وافق المثقف واستسلم... فأصبح الوسط الثقافي مليئا ببؤر الفساد».
تلقى الوسط الثقافي المصري صدمة جديدة من سلسلة الصدمات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، خصوصا تلك التي تخص المصادرات الفكرية وحرية الإبداع، وقولبة العقول بما يوائم أهواء البعض... فقد أصدرت محكمة القضاء الإداري حكما بإلغاء ترخيص مجلة «إبداع» التي تصدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ويرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، بعد أن قام أحد المحامين بإقامة دعوى قضائية على خلفية نشر المجلة لقصيدة «شرفة ليلى مراد» للشاعر حلمي سالم.
وقد جاء في حيثيات الحكم: «إنه إذا كانت الصحافة لها الحرية في أداء رسالتها التنويرية والإعلامية، لكن تلك الحرية مقيدة بمسؤوليتها تجاه المجتمع، وإذا خالفت تلك الضوابط يصبح ترخيص الصحيفة باطلاً»، وقد اعتبر الكثير من المثقفين الذين أكدوا على احترامهم للقضاء أن الحكم يعد انتكاسة لحرية الرأي والتعبير في مصر، وعودة لعصور الظلام.
نائب رئيس الهيئة العامة المصرية للكتاب الدكتور وحيد عبد المجيد أكد أن الهيئة ستقوم بالطعن على الحكم، وقال: «لا توجد مشكلة في القضاء المصري، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في القانون، فنحن لدينا فوضى قانونية ناتجة عن الخلل في قانون 3 لسنة 96 الذي ينظم قضايا الحسبة في مصر... فهذا النوع من الدعاوى التي لا توجد مصلحة مباشرة أو ضرر مباشر... واقع على من يتقدم بها، يجب أن توضع في نظام حديث يحيلها إلى النيابة العامة أولا لتنظر في مدى صحته وجديته، ثم تحيله إلى القضاء، أو ترفضه من البداية، ونحن سنتقدم بطعن قضائي، ولن نصمت على مثل هذه القرارات».
مدير تحرير مجلة «إبداع» الشاعر حسن طلب، قال: «إن قرار سحب الترخيص يتسق مع التراجع الفكري الذي نعيشه ويحمي الفاسدين من رجال الأعمال والذين تسببوا في وفاة المئات من المصريين في العبارات... أو من خلال استيراد الأغذية الفاسدة والمسرطنة، في حين يقف ضد حرية التعبير ويصادر المجلات ويريد إعادتنا إلى عقلية العصور الوسطي».
وأكد لـ «الراي» على أن هذا امتحان حقيقي لفاروق حسني، وقال: إذا أراد أن يدير ثقافة العالم... فعليه أن ينجح أولا في هذا الاختبار البسيط ويثبت أنه جدير بهذا المنصب العالمي من خلال تصديه للقوى الظلامية، وإذا لم ينجح فعليه الذهاب إلى مكان آخر.
الدكتور محمد عبد المطلب، قال: «إننا نسير سريعا إلى الوراء ونعود إلى مناطق الظلام مرة أخرى، فلا يمكن أن نتصور إيقاف مجلة لمجرد أنها نشرت قصيدة... مهما كانت، ولهذا أدعو المثقفين في مصر والعالم العربي إلى أن يكون لهم موقف احتجاجي ضد هذا القرار، خصوصا وأننا نعيش زمن الفضاء المفتوح، ولا أريد أن أتجاوز حدودي في الهجوم على القضاء، ولكن يجب أن يكون لنا موقف محدد من أحكام المصادرة، حتى لا تكون هناك محاكم تفتيش تنبش في العقول والقلوب قبل أن تنبش في المكتوب والمسموع».
أما الشاعر شعبان يوسف... اعتبر سحب ترخيص المجلة كارثة، وانتكاسة وردة على كل ما تدعيه الدولة من حرية المبدع واتهم من أسماهم بالخفافيش وطيور الظلام بأنهم هم السبب وراء مثل هذه القرارات، وقال: «هناك طيور ظلام، وخفافيش وراء ما يحدث، وأنا أرى أن القضاء يساعدهم على ذلك، فسحب ترخيص المجلة عودة لقرن من الزمن، ومحاولة اغتيال للإبداع... لا تقل عن محاولة اغتيال الكاتب الراحل الكبير نجيب محفوظ... ويجب أن تتصدى الدولة والمثقفون ورجال القانون لمثل هذه القرارات، فحكم المحكمة ليس حكما إلهيا، لذلك يجب أن يتضامن الجميع ويقدمون بلاغا للنائب العام من أجل تغيير البنود المنوط بها إيقاف تلك المجلات».
أما الدكتورة سهير المصادفة... لم تستغرب القرار واعتبرت أن ما حدث هو نتيجة طبيعية للحظة حضارية وصفتها بـ «المنحطة» جعلت من الثقافة والمثقف آخر وأضعف الحلقات المجتمعية، بموافقة هؤلاء المثقفين الذين انشغلوا بانقسامهم وحروبهم... عن دورهم المجتمعي التنويري.
وقالت لـ «الراي»: «نحن نسير إلى الخلف بخطوات تكاد تكون منتظمة، فكل يوم يغلق باب ونافذة للمعرفة، وكل شيء أصبح متخيلا، طالما أن المثقفين منقسمون على أنفسهم ومنشغلون بمعارك زائفة على مدار ربع قرن كامل، حول الجوائز والشللية، وحول كيفية التكسب والتربح من وراء إبداعاتهم، فالسلطة قامت بعمل خطط محكمة... لتبعد هذا المثقف الذي كان يمثل ضمير الأمة قبل الثورة، ويبدو أن السلطة الحاكمة بعد الثورة... كانت قد تعلمت الدرس فقامت بعزله ووضعه في المعتقلات، ومع الأسف وافق المثقف واستسلم... فأصبح الوسط الثقافي مليئا ببؤر الفساد».