عيون الأدب / أبو فراس الحمداني بين فروسيته ورومياته «1 من 2»
| محمد سعود المطيري |
إن للبطولة رجالٌ يمجدهم التاريخ، وثلة من رجالٍ رصع التاريخ أسماءهم بأحرف من نور، فعندما يكون هذا الرجل هو أبو فراس الحمداني فإنه من القلة القلائل الذين سطر التاريخ اسماءهم بأحرف من نور.
فسيف البطولة لا يعترف إلا بهؤلاء الفرسان الذين بنوا مجد أمتنا الإسلامية، ورغم وفاته بسنٍ صغيرة قد تجاوزت السبع والثلاثين سنة، ورغم ذلك إلا أن الروميات تظهر أمامنا كالبنيان المرصوص الذي لا يعادل بجماله أيّ جمال. إن الشجاعة والطموح الذي لا يقف عند حد معين، وعدم اليأس والاستمرار في المناجاة الدائمة هو السبيل الوحيد للوصول إلى الغاية التي تبرر ما يخالطه من جهاد، كما إن البطولة ليس لها إلا وجهاً واحداً، فهي ليست متعددة الوجوه.
فالشعر إن اقترن بالصدق فإنه لا يكون إلا عذباً ورائعاً ، فلم يتخذ المال وسيلة للوصول إلى مبتغاه، بل إنه اقترن بالصدق وجعله منبراً للحديث عن ماهيته وواقعه، فلم يكن من مثل شعراء عصره ممن يجعلون المال هو غايتهم من الشعر، في مدح هذا الملك وذلك الأمير من أجل التكسب من وراء مدحه.
بتلك القيم والمبادئ ينتصر الشعر وبتلك الأخلاق التي لا تستحق إلا أن يكون الشاعر الأمير الفارس هو أهلٌ لها، فالمبادئ تحتاج إلى من يدافع عنها باستمرار بل وفي كثير من الأحيان تكون هي الموجة للكثير من تعاملاته.
يقول في إحدى روائعه :
الشعر ديوان العرب
أبداً وعنوان الأدب
لم أعدُ فيه مفاخري
ومديح آبائي النجب
ومقطعات ربما
حليت منهن الكتب
ويقول:
نطقت بفضلي وامتدحت عشرتي
وما أنا مداح ولا أنا شاعر
وهل تجحد الشمس المنيرة ضوءها
ويستر نور البدر والبدر زاهر
فالمدح لم يكن وسيلة وأداة للتكسب أو لطلب الرجوى من ملك أو أمير، بل إن الحياة علمته أن المحافظة على مبادئه هي الأساس في تعاملاته، فكيف لا وهو الولي على «منبج» إحدى الولايات التابعة للدولة الحمدانية.
فالدفاع عن الدولة والمحافظة عليها وصدّ العدوان من إمبراطورية الروم، هو ما كان مكلفا به في الدولة الحمدانية والتي ما كانت تتعرض له الدولة الإسلامية في إبان تلك الفترة من الزمان.
ولقد أبو فراس في الأسر مرتين تمكن من الهرب في المرة الأولى بعد سبع سنواتٍ وأشهر، كما ورد في إحدى الروايات، أما فترة أسره الثانية فكانت أربع سنوات وبها نظم أروع وأجمل ما في الشعر ألا وهي الروميات وهي من أصدق أبيات الشعر التي قالها في فترة سجنه في « القسطنطينية».
فليس أروع من ذلك البيت وهو يستعطف سيف الدولة الحمداني بقوله:
بمن يثق الإنسان فيما نواه
ومن أين للحرّ الكريم صحاب
إن للبطولة رجالٌ يمجدهم التاريخ، وثلة من رجالٍ رصع التاريخ أسماءهم بأحرف من نور، فعندما يكون هذا الرجل هو أبو فراس الحمداني فإنه من القلة القلائل الذين سطر التاريخ اسماءهم بأحرف من نور.
فسيف البطولة لا يعترف إلا بهؤلاء الفرسان الذين بنوا مجد أمتنا الإسلامية، ورغم وفاته بسنٍ صغيرة قد تجاوزت السبع والثلاثين سنة، ورغم ذلك إلا أن الروميات تظهر أمامنا كالبنيان المرصوص الذي لا يعادل بجماله أيّ جمال. إن الشجاعة والطموح الذي لا يقف عند حد معين، وعدم اليأس والاستمرار في المناجاة الدائمة هو السبيل الوحيد للوصول إلى الغاية التي تبرر ما يخالطه من جهاد، كما إن البطولة ليس لها إلا وجهاً واحداً، فهي ليست متعددة الوجوه.
فالشعر إن اقترن بالصدق فإنه لا يكون إلا عذباً ورائعاً ، فلم يتخذ المال وسيلة للوصول إلى مبتغاه، بل إنه اقترن بالصدق وجعله منبراً للحديث عن ماهيته وواقعه، فلم يكن من مثل شعراء عصره ممن يجعلون المال هو غايتهم من الشعر، في مدح هذا الملك وذلك الأمير من أجل التكسب من وراء مدحه.
بتلك القيم والمبادئ ينتصر الشعر وبتلك الأخلاق التي لا تستحق إلا أن يكون الشاعر الأمير الفارس هو أهلٌ لها، فالمبادئ تحتاج إلى من يدافع عنها باستمرار بل وفي كثير من الأحيان تكون هي الموجة للكثير من تعاملاته.
يقول في إحدى روائعه :
الشعر ديوان العرب
أبداً وعنوان الأدب
لم أعدُ فيه مفاخري
ومديح آبائي النجب
ومقطعات ربما
حليت منهن الكتب
ويقول:
نطقت بفضلي وامتدحت عشرتي
وما أنا مداح ولا أنا شاعر
وهل تجحد الشمس المنيرة ضوءها
ويستر نور البدر والبدر زاهر
فالمدح لم يكن وسيلة وأداة للتكسب أو لطلب الرجوى من ملك أو أمير، بل إن الحياة علمته أن المحافظة على مبادئه هي الأساس في تعاملاته، فكيف لا وهو الولي على «منبج» إحدى الولايات التابعة للدولة الحمدانية.
فالدفاع عن الدولة والمحافظة عليها وصدّ العدوان من إمبراطورية الروم، هو ما كان مكلفا به في الدولة الحمدانية والتي ما كانت تتعرض له الدولة الإسلامية في إبان تلك الفترة من الزمان.
ولقد أبو فراس في الأسر مرتين تمكن من الهرب في المرة الأولى بعد سبع سنواتٍ وأشهر، كما ورد في إحدى الروايات، أما فترة أسره الثانية فكانت أربع سنوات وبها نظم أروع وأجمل ما في الشعر ألا وهي الروميات وهي من أصدق أبيات الشعر التي قالها في فترة سجنه في « القسطنطينية».
فليس أروع من ذلك البيت وهو يستعطف سيف الدولة الحمداني بقوله:
بمن يثق الإنسان فيما نواه
ومن أين للحرّ الكريم صحاب