النائب اللبناني صنّف نفسه «مستقلا ضمن الأكثرية» و«عضواً في الفريق الداعي إلى تحصين الرئاسة والكنيسة»
فرعون لـ «الراي»: مصدوم بعون لأنه أنزل أبو جمرا «بالمظلة» إلى الأشرفية مرشحونا تعود جذورهم البيروتية إلى ما قبل الاستقلال والناخبون سيردّون
ميشال فرعون
|بيروت - من دنيز عطاالله|
اعتبر النائب ميشال فرعون ان «الانتخابات النيابية المقبلة خيار بين طريقتين للنظرة الى لبنان وابعد من ذلك حول مستقبل الدولة اللبنانية». وفاخر في حديث الى «الراي» بجذوره البيروتية التي تعود الى «مئات السنين»، مؤكداً ان عنوان معركته الانتخابية «كرامة الاشرفية والتزام العناوين السيادية للمسيرة الاستقلالية». وعبّر عن «صدمته» بزعيم «التيار الوطني الحرّ» النائب العماد ميشال عون، مستغرباً «تفضيل عون مصالحه على المصلحة الوطنية»، ومنتقداً «انزال (نائب رئيس الحكومة) اللواء عصام ابو جمرا بالمظلة الى الاشرفية» للترشح فيها «بعدما اختلف عون مع حلفائه ولم يستطع ترشيحه في مرجعيون». كما انتقد بشدة التشكيك في شرعية تمثيل لائحته التي تضم نايلة جبران تويني ونديم بشير الجميل، لافتاً الى ان الجنرال عون «كأنه يريد التوجه الى اهل الاشرفية بأمر عسكري»، معتبرا ان «اهمية الانتخابات تكمن في انها فرصة ليس فقط لنردّ على عون انما فرصة للناخبين ليردوا بانفسهم». ووصف فرعون نفسه بأنه «مستقل ضمن قوى 14 مارس» و«عضو في الفريق الذي يدعو الى تحصين موقع رئيس الجمهورية والكنيسة». «التقيناه في مكتبه الانتخابي في الاشرفية حيث ينشط فريقه لساعات متأخرة. فابن البورجوازية البيروتية العريقة يشرع ابوابه لابناء المنطقة ويجيد التواصل معهم. لذا يعتبر رقماً صعباً في الانتخابات خصوصاً بعد تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية. عن الانتخابات وشؤونها سألناه:
• هل نتوجه الى انتخابات هادئة ام هناك تخوف من اي تطورات امنية؟
- يمكن ان نقسم الاجابة شقين. الاول يتمثل في بعض المشاكل والاشكالات الامنية التي تحصل في الانتخابات منذ الاستقلال في لبنان وتعود الى الحماسة او التحديات او الخلافات الشخصية او امور قديمة تعاود الظهور في الانتخابات بين عائلات واحزاب. هذه لا تخيف وعلى القوى الامنية ان تضبط الوضع بحزم مع الحفاظ على الحريات وهذه ميزة الدول الديموقراطية. اما الاحداث الامنية المتنقلة التي تظهر من وقت الى اخر وتجعلنا نقلق فمرتبطة بمدى التزام القوى السياسية تسوية الدوحة، ما يعني الا تستعمل اي قوة مسلحة سلاحها في الانتخابات، وهنا على جميع القوى السياسية ان تعاود تأكيد الموضوع. لذا اقسم الموضوع شقين. فعن اي شق هو السؤال؟
• عن الشق الثاني..
- يقول البعض انه اذا بدا للاقلية ان الاكثرية ستربح الانتخابات مجددا فستسعى الى تأجيل الانتخابات عبر احداث امنية. اعتقد ان عدم التزام اتفاق الدوحة والتصعيد الامني لا يمكن اخفاؤه لا داخليا ولا خارجيا. ولبنان يخضع لمراقبة عربية ودولية. وقد رأينا في الاشهر الماضية وفي سبتمبر واكتوبر بعض الاحداث الامنية التي اعتبرناها جزءا من مسلسل هدفه زعزعة الاستقرار. ماذا سيحصل قبل شهر من الانتخابات؟ اعتقد ان السؤال الحقيقي يجب ان يُسأل للمعارضة: هل انتم فعلا ملتزمون اتفاق الدوحة بما فيه الشق الامني؟
• هم يقولون انهم واثقون بالفوز في الانتخابات فلا مصلحة لهم بتعطيلها.
- جيد. ليس السؤال ان كانوا واثقين ام لا. السؤال حول مدى التزامهم وضرورة اعادة تأكيده.
• يحكى عن احتمال حصول اضطرابات امنية في المخيمات او اعتداء اسرائيلي...
- الموضوع الفلسطيني - الفلسطيني هو تحت المراقبة العربية والدولية. هناك تخوف دائم من حصول احداث امنية، لكنني اعتقد بوجود وعي لدى بعض القادة الفلسطينيين في لبنان وخارجه حول خطورة المسألة، وهناك ضبط لها.
• هناك مراقبة عربية لضمان ضبط الوضع في المخيمات ام هناك مساع جدية؟
- طبعا هناك مساع جدية في هذا المجال. اما في ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال فهو مرتبط بالالتزام الكامل للقرار 1701 وبمسألة اساسية لها علاقة بقرار الحرب والسلام ونعتبرها اساسية في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، بحيث لا يتفرد اي طرف لبناني بأي قرار امني وعسكري، وتساهم كل الاطراف في تطبيق القرار 1701.
• في الحديث عن الانتخابات، كيف توصف موقعك داخل 14 مارس خصوصا انك تعتبر مستقلا، وكيف تنظر تاليا الى الكتلة المستقلة؟
- انا من تكوين تكتل 14 مارس الواسع. كنت عضوا مشاركا حتى في اجتماع القادة. انا مستقل في تكتل 14 مارس، والبعض مثلي ولديهم نوع من استقلال. وهم من فريق يرى انه بعد انتهاء عهد اميل لحود علينا ان ننفتح على رئيس الجمهورية ونحصن التعاون معه ونحصن التعاون مع الكنيسة. انا اليوم مستقل في 14 مارس وعضو في الفريق الذي يدعو الى تحصين موقع رئيس الجمهورية والكنيسة.
• اي انك تجمع بين الاثنين.
- لا ارى تعارضا كبيرا. لست حزبيا في 14 مارس.
• لكنك تضع رئيس الجمهورية في موقع اقرب الى 14 مارس...
- البرنامج السياسي لـ14 مارس يتمحور حول استكمال بناء الدولة وتحصين بناء الجيش وتطبيق قرارات الحوار الوطني واتفاق الطائف والقرارات الدولية والمحكمة الدولية واستكمال الاستراتيجية الدفاعية وحماية لبنان، يضاف اليها موضوع الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي. كل هذه العناوين حظيت باجماع اللبنانيين انما في التطبيق، فان فريق 14 مارس يعمل على هذه العناوين لاستكمال المسيرة السيادية نحو بناء الدولة المستقلة وتحصينها. اما الفريق الآخر فهو ليس ضد طروحاتنا، ولكن في كل محطة يرى ان هذا التحصين يتعارض مع مصالحه، يضع مصالحه قبل مصلحة الدولة وهذا ما يضعفها. ليس رئيس الجمهورية من 14 مارس، لكنه عمليا من الشخصيات الاساسية المسؤولة عن تطبيق العناوين التي ذكرت والتي ليست محصورة في 14 مارس. كان يجب ان تحظى هذه العناوين باجماع اللبنانيين عمليا لنستطيع ان نتكلم، كما في كل البلدان الديموقراطية، عن المسائل الاقتصادية والهموم الاجتماعية والمالية والبرامج البيئية والثقافية وكل الامور التي يجب ان تتمحور حولها الانتخابات. ورئيس الجمهورية من المسؤولين الاساسيين في تطبيق الافكار والبرامج التي ذكرتها.
• هل تضع العماد ميشال عون مع الفريق الآخر الذي يعرقل تطبيق كل هذه الطروحات؟
- ويا للاسف، وجدنا ان العماد عون لم يحترم نتيجة الانتخابات الديموقراطية وقد فاجأ وصدم كثيرين حين شارك في التعطيل عبر الاعتصام في الوسط التجاري وتعطيل انتخاب الرئيس وشل مجلس النواب وحتى في محاولة شل الحكومة والتهديد بما هو اوسع. وجاءت زيارته لسورية في ظروف دقيقة وحساسة من دون تنسيق مع الحكومة، ولم نر من نتائجها حلا لقضية المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، ولا حلا للقواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات وهي جزء من قرارات الحوار. لذا لا يمكن ان نقول ان العماد عون يلتزم هذا البرنامج اكثر من التزامه بعض تحالفاته.
• هل انت ممن يقولون ايضا ان للعماد عون التزامات سورية - ايرانية ام ان الموضوع اختلاف في وجهات النظر وخلاف على حصص ومصالح داخلية؟
- عمليا، لم نجد العماد عون يضع العناوين التي ذكرت فوق المصالح الاخرى ويعطي الاولوية للمصلحة الوطنية العليا، لاسيما لجهة تحييد لبنان عن الصراعات، مع التزامه طبعا القضية العربية الفلسطينية. انما على العكس في بعض المحطات المفصلية، لم نشهد مواقف صلبة من جانبه لمصلحة الدولة او حتى لمصلحة الجيش وهذا كان صدمة.
• كيف تفسر حملة العماد عون على دائرة بيروت الاولى وانتقاده المرشحين واعلانه اولى لوائحه عن هذه الدائرة تحديدا؟
- الجميع فوجئ بتركيز العماد عون المتوتر على هذه المنطقة. ونحن بدورنا نتساءل عن سبب هذا القصف الكلامي وعن القرارات التي اتخذها. فمن جهة بعضهم يقول انه كان سيترشح في هذه الدائرة لو كان هناك اصوات ارمنية اكثر، وآخرون يقولون ان لديه مشكلة مع حلفائه منعته من ترشيح اللواء عصام ابو جمرا في مرجعيين وان اللواء ابو جمرا لم يكن يريد اصلا الترشح في بيروت، فكان رد الفعل او «فشة الخلق» انزال ابو جمرا بالمظلة على المنطقة.
• يفترض بذلك الا يزعجكم. فاذا كنتم تعتبرون ان ابو جمرا هبط بالمظلة فبالتالي لن يتمكن من ايجاد عصب...
- هذا لا يزعجنا. انما التوتر يتكرر ويطول الامر كرامة اهل الاشرفية ان بالكلام عن العصب الاورثوذكسي او القول ان ابناء العائلات لا يفهمون او عبر تضليل الرأي العام والكلام على الشهيد جبران تويني وعدم احترام شرعية مرشحي لائحتنا الذين تعود جذورهم البيروتية الى الاستقلال وما قبله. كل مرشحينا شاركوا في طريقة او في اخرى بالاستقلال وبتقديم شهداء، فلم هذه الهجمة كأنه يريد التوجه الى اهل الاشرفية بأمر عسكري. اهمية الانتخابات انها فرصة ليس فقط لنرد نحن عليه انما فرصة للناخبين ليردوا بانفسهم.
• لكن كلام عون على حق الجميع بالترشح وعدم احتكار «ابناء العائلات» للموضوع يلقى صدى في عدد من الاوساط وهذا حق طبيعي ولا يقلل من شرعية ترشحهم.
- بالتأكيد هذا حق للجميع. ويمكن من شاء ان يقدم الاشخاص الذين يدعمهم لكن ليس عليه ان يمس كرامة الآخرين لاسيما اهالي المنطقة والناخبين. نحن نؤمن بما طرحته «شرعة العمل السياسي» للكنائس ونؤمن في 14 آذار بحرية التعبير والحريات العامة والديموقراطية ونخشى ان يشعر غيرنا بانه مضطر الى التزام هذه المبادئ ولو اتيح له لتعاطى في طرق مختلفة. وقد رأينا كيف ان بعض المرشحين الذي كان يدعمهم العماد عون لم يعرفوا باستبعادهم وترشيح ابو جمرا الا عبر وسائل الاعلام.
• ما ردكم على رغبة العماد عون في قطع السلالات التاريخية كما قال وحديثه عن ابناء القصور؟
- اذا اردنا الحديث عن قصر هنري فرعون فالجميع يعلم ان همه كان دائما الشأن العام فقد باع قصره. نحن موجودون في بيروت منذ مئات الاعوام. العام 1800 كان في بيروت عشرة الآف نسمة وكنا من بينهم وآل تويني كانوا من ضمنهم. وكان للمسيحيين البيارتة دور كبير جدا في الاستقلال، بالعلم اللبناني وامور اخرى. نحن نفتخر باننا لا نمثل فقط العائلة انما نمثل حقا القيم البيروتية وخصوصية المسيحيين البيروتيين ومنها الاعتدال والانفتاح الدائم. نحن لا نرى في تقسيم بيروت عصبية ضد احد انما مركزية للمنطقة واحتراما لخصوصيتها وانفتاحها الدائم لما فيه مصلحة المنطقة والعيش المشترك.
• يتم التعاطي اليوم مع الشأن الانتخابي كأن البلد كله معلق عليه، الا تظن ان في لبنان قضايا كثيرة يفترض متابعتها ومعالجتها.
- على العكس. ارى ان الانتخابات فرصة لقيام حوار ديموقراطي حقيقي حول مسائل تخص الامور الحياتية الاقتصادية الاجتماعية، الانمائية، الثقافية، انما ما يحصل ويا للاسف، هو خلاف على الامور الجوهرية التي يفترض ان يكون اللبنانييون جميعا متفقين عليها وايضا على بعض المصالح الانتخابية الضيقة. مع العلم ان هناك فرقا بين الخلاف السياسي والخلاف الانتخابي. المهم ان يكون هناك انسجام في التحالفات حول العناوين الاساسية. وهذه الانتخابات، هي ويا للاسف، خيار بين طريقتين للنظر الى لبنان وابعد من ذلك خيار حول مستقبل الدولة اللبنانية.
• اذا انت لا توافق الرئيس بري على نزع الصفة التاريخية والمصيرية عن هذه الانتخابات...
- ارى انه رغم التعثر في تطبيق بعض المسائل الاساسية، فاذا خسرت الاكثرية والوسطيون اذا وجدوا، الانتخابات، فان خطرا حقيقيا يهدد العناوين السيادية في البلد، وحتى الحريات والديموقراطية والاستراتيجية الدفاعية. لذا نرى انها مصيرية اكثر من غيرنا الذي يعتبر انه حتى لو خسر الانتخابات، يمكنه ان يضع العراقيل لحماية مصالحه حتى لو تضاربت مع مصالح الدولة اللبنانية.
• ترافقت هذه الانتخابات مع حجز المعارضة مسبقا للثلث المعطل في الحكومة، هل ستسلمون 14 مارس بالثلث المعطل؟
- هذه المسألة فيها الكثير من علامات الاستفهام وقد ظهرت اخيرا في شكل واضح كأنها ارتبطت باحصاءات لم تعط المعارضة نتائج مشجعة في الانتخابات. ويزداد الكلام عليها فيما يبدو ان هناك انقساما حولها داخل 8 مارس. فثمة فريق يقول انه سيربح الانتخابات، وهناك آخر يقول انه يحضر للمرحلة المقبلة في حال الخسارة لان مصالحه تتجاوز الحسابات الداخلية. لا يهمنا كثيرا حليفنا الاساسي بقدر ما يهمنا ما بعد الانتخابات والتعاون الذي قد يحصل. هذه المسألة مطروحة بحسب اتفاق الدوحة الذي كان تسوية مرحلية ولم يكن مطابقا لروحية اتفاق الطائف. لهذا السبب فان تطبيق هذه التسوية انعكس شللا على الدولة والحكومة. اما كيف ستكون الصيغ الحكومية المقبلة، فهي متعددة. هناك صيغة ما قبل اتفاق الدوحة، اي هناك فريق رئيس الجمهورية الحكومي وفريق لبعض قوى 8 مارس اي امل وحزب الله يشكل الثلث المعطل.
• اي انت مع اعطاء حصة اكبر لرئيس الجمهورية في التمثيل الوزاري؟
- ارى انه من حق رئيس الجمهورية ان يكون له تمثيل حقيقي في الحكومة. هناك صيغ للحكومة. عمليا، في العام 2005 كان حزب الله وامل يريدان مع رئيس الجمهورية الثلث المعطل. هذه صيغة معقولة. وهناك صيغ اخرى لا يحبذها حزب الله هي ان تتحمل الاكثرية مسؤولية الحكم وان تنشأ معارضة ويكون هناك محاسبة.
• انتم مع الفريق الذي سيطالب بالثلث المعطل اذا خسرتم ام ستتركون للمعارضة اليوم ان تحكم اذا صارت اكثرية؟
- نحن مع الفريق الذي يجعل المؤسسات الديموقراطية تنجح في البلد.
• يعني ان تحكم الاكثرية؟
- ان تحكم الاكثرية وفق صيغ واسعة قليلا. رأينا في الماضي صيغا حكومية كانت تخلق توترا بين المعارضة والموالاة. في كل الديموقراطيات في العالم تحصل سجالات سياسية حادة واختلاف في الطروحات والانتخابات هي التي تحسم. لكن الصيغة التي تقول ان الاكثرية تحكم والاقلية تعرقل من قلب الحكومة هي صيغة اثبتت فشلها في الحكومة الحالية. فكرة الثلث المعطل هي للقرارات الاساسية، لكن ما يطبق اليوم ينعكس حتى على تعيين مدير عام. لا يمكننا تبني ذلك.
• هل سيبقى الانقسام في رأيك بين 8 و14 مارس ام ستتغير التحالفات؟
- كلما تقدمت قرارات الحوار في شأن مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وترسيم الحدود والاستراتيجية الدفاعية، امكن قيام تحالفات ان لم تكن جديدة انما اوسع واكثر راحة. فالتحالفات اليوم ليست مبنية فقط على مصالح بل على عناوين اساسية. نحن لم نعارض الكتلة الوسطية لاننا وجدنا ان عناوينها لا يمكن ان تكون بعيدة من طروحات 14 مارس. وهناك سهولة في التعاون مع هذه العناوين التي ليست ملكا لـ14 مارس انما ملك من يتبناها. وقد رأينا في خطاب القسم تبنيا لهذه العناوين.
• هل يمكن ان نفهم من كلامك انك بعد الانتخابات قد تكون اقرب الى رئيس الجمهورية منك الى 14 مارس؟
- انا مرتاح الى تحالفي السياسي وتعاوني الانتخابي ضمن 14 مارس. وايضا ارتاح الى التعاون مع رئيس الجمهورية ولا ارى تناقضا بين الانفتاح وتطوير التعاون مع الرئيس والتحالف مع 14 مارس.
• يحكى ان حزب الطاشناق قد ينضم الى المستقلين القريبين من رئيس الجمهورية بعد الانتخابات النيابية، هل هذا الامر وارد بحسب معرفتك الوطيدة بالارمن؟
- كما تم تركيز الضوء على الانتخابات في الاشرفية برمزيتها كذلك تركز الضوء على حزب الطاشناق. ارى انه كان اسهل لو توضح رأي الحزب في غير الطريقة السلبية التي حصلت. لو جاء ما سمي الكتلة المستقلة لحزب الطاشناق ليكون كما كان دائما الى جانب رئيس الجمهورية لسهل الحوار مع الحزب.
• هل صدمك موقفهم وتحالفاتهم ؟
- تحدثوا سابقا عن كتلة مستقلة وعن تحالفهم التاريخي مع رئيس الجمهورية، لكن ويا للاسف اختاروا الا يكونوا مع الرئيس بل مع العماد عون.
• وما السبب في رأيك؟
- نحن نسأل الامر نفسه. كان من مصلحة الجميع الا نصل الى هنا.
• هل لديهم مصالح خارجية مضطرون الى مراعاتها؟
- نسمع هذا الكلام، ونأسف ان كان ذلك صحيحا. اذ على كل اللبنانيين ان يضعوا مصلحة لبنان اولا.
• هل علاقاتك بالطاشناق مقطوعة وهل من امكان للتحالف معك شخصيا في الانتخابات؟
- لدي علاقة تاريخية مع الشعب الارمني، وانا منفتح على كل احزابهم وتجمعنا صداقة متينة. عندما تكون اللوائح مقفلة لا نؤمن كثيرا بالتحالفات «من تحت الطاولة». نتمنى ان يكون الصراع ديموقراطيا. كان هناك انفتاح سمعته من الامين العام هوفيك مخيتاريان والرئيس ميشال المر والشيخ سعد الحريري لكن الاستعجال في اعلان اللائحة يوحي انهم تعرضوا لنوع من الضغط. الارمن جزء من هذه المنطقة ولهم حقوق فيها. اما نتيجة الانتخابات فسيحددها أهل المنطقة.
• ما الشعار الذي ستخوضون الانتخابات في المنطقة على اساسه؟
- انها مجموعة عناوين: تأكيد مركزية المنطقة، كرامة الاشرفية والتزام العناوين السيادية للمسيرة الاستقلالية التي سبق ان ذكرناها. اضافة طبعا الى الشؤون الانمائية.
اعتبر النائب ميشال فرعون ان «الانتخابات النيابية المقبلة خيار بين طريقتين للنظرة الى لبنان وابعد من ذلك حول مستقبل الدولة اللبنانية». وفاخر في حديث الى «الراي» بجذوره البيروتية التي تعود الى «مئات السنين»، مؤكداً ان عنوان معركته الانتخابية «كرامة الاشرفية والتزام العناوين السيادية للمسيرة الاستقلالية». وعبّر عن «صدمته» بزعيم «التيار الوطني الحرّ» النائب العماد ميشال عون، مستغرباً «تفضيل عون مصالحه على المصلحة الوطنية»، ومنتقداً «انزال (نائب رئيس الحكومة) اللواء عصام ابو جمرا بالمظلة الى الاشرفية» للترشح فيها «بعدما اختلف عون مع حلفائه ولم يستطع ترشيحه في مرجعيون». كما انتقد بشدة التشكيك في شرعية تمثيل لائحته التي تضم نايلة جبران تويني ونديم بشير الجميل، لافتاً الى ان الجنرال عون «كأنه يريد التوجه الى اهل الاشرفية بأمر عسكري»، معتبرا ان «اهمية الانتخابات تكمن في انها فرصة ليس فقط لنردّ على عون انما فرصة للناخبين ليردوا بانفسهم». ووصف فرعون نفسه بأنه «مستقل ضمن قوى 14 مارس» و«عضو في الفريق الذي يدعو الى تحصين موقع رئيس الجمهورية والكنيسة». «التقيناه في مكتبه الانتخابي في الاشرفية حيث ينشط فريقه لساعات متأخرة. فابن البورجوازية البيروتية العريقة يشرع ابوابه لابناء المنطقة ويجيد التواصل معهم. لذا يعتبر رقماً صعباً في الانتخابات خصوصاً بعد تقسيم بيروت الى ثلاث دوائر انتخابية. عن الانتخابات وشؤونها سألناه:
• هل نتوجه الى انتخابات هادئة ام هناك تخوف من اي تطورات امنية؟
- يمكن ان نقسم الاجابة شقين. الاول يتمثل في بعض المشاكل والاشكالات الامنية التي تحصل في الانتخابات منذ الاستقلال في لبنان وتعود الى الحماسة او التحديات او الخلافات الشخصية او امور قديمة تعاود الظهور في الانتخابات بين عائلات واحزاب. هذه لا تخيف وعلى القوى الامنية ان تضبط الوضع بحزم مع الحفاظ على الحريات وهذه ميزة الدول الديموقراطية. اما الاحداث الامنية المتنقلة التي تظهر من وقت الى اخر وتجعلنا نقلق فمرتبطة بمدى التزام القوى السياسية تسوية الدوحة، ما يعني الا تستعمل اي قوة مسلحة سلاحها في الانتخابات، وهنا على جميع القوى السياسية ان تعاود تأكيد الموضوع. لذا اقسم الموضوع شقين. فعن اي شق هو السؤال؟
• عن الشق الثاني..
- يقول البعض انه اذا بدا للاقلية ان الاكثرية ستربح الانتخابات مجددا فستسعى الى تأجيل الانتخابات عبر احداث امنية. اعتقد ان عدم التزام اتفاق الدوحة والتصعيد الامني لا يمكن اخفاؤه لا داخليا ولا خارجيا. ولبنان يخضع لمراقبة عربية ودولية. وقد رأينا في الاشهر الماضية وفي سبتمبر واكتوبر بعض الاحداث الامنية التي اعتبرناها جزءا من مسلسل هدفه زعزعة الاستقرار. ماذا سيحصل قبل شهر من الانتخابات؟ اعتقد ان السؤال الحقيقي يجب ان يُسأل للمعارضة: هل انتم فعلا ملتزمون اتفاق الدوحة بما فيه الشق الامني؟
• هم يقولون انهم واثقون بالفوز في الانتخابات فلا مصلحة لهم بتعطيلها.
- جيد. ليس السؤال ان كانوا واثقين ام لا. السؤال حول مدى التزامهم وضرورة اعادة تأكيده.
• يحكى عن احتمال حصول اضطرابات امنية في المخيمات او اعتداء اسرائيلي...
- الموضوع الفلسطيني - الفلسطيني هو تحت المراقبة العربية والدولية. هناك تخوف دائم من حصول احداث امنية، لكنني اعتقد بوجود وعي لدى بعض القادة الفلسطينيين في لبنان وخارجه حول خطورة المسألة، وهناك ضبط لها.
• هناك مراقبة عربية لضمان ضبط الوضع في المخيمات ام هناك مساع جدية؟
- طبعا هناك مساع جدية في هذا المجال. اما في ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال فهو مرتبط بالالتزام الكامل للقرار 1701 وبمسألة اساسية لها علاقة بقرار الحرب والسلام ونعتبرها اساسية في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، بحيث لا يتفرد اي طرف لبناني بأي قرار امني وعسكري، وتساهم كل الاطراف في تطبيق القرار 1701.
• في الحديث عن الانتخابات، كيف توصف موقعك داخل 14 مارس خصوصا انك تعتبر مستقلا، وكيف تنظر تاليا الى الكتلة المستقلة؟
- انا من تكوين تكتل 14 مارس الواسع. كنت عضوا مشاركا حتى في اجتماع القادة. انا مستقل في تكتل 14 مارس، والبعض مثلي ولديهم نوع من استقلال. وهم من فريق يرى انه بعد انتهاء عهد اميل لحود علينا ان ننفتح على رئيس الجمهورية ونحصن التعاون معه ونحصن التعاون مع الكنيسة. انا اليوم مستقل في 14 مارس وعضو في الفريق الذي يدعو الى تحصين موقع رئيس الجمهورية والكنيسة.
• اي انك تجمع بين الاثنين.
- لا ارى تعارضا كبيرا. لست حزبيا في 14 مارس.
• لكنك تضع رئيس الجمهورية في موقع اقرب الى 14 مارس...
- البرنامج السياسي لـ14 مارس يتمحور حول استكمال بناء الدولة وتحصين بناء الجيش وتطبيق قرارات الحوار الوطني واتفاق الطائف والقرارات الدولية والمحكمة الدولية واستكمال الاستراتيجية الدفاعية وحماية لبنان، يضاف اليها موضوع الاصلاح الاقتصادي والاجتماعي. كل هذه العناوين حظيت باجماع اللبنانيين انما في التطبيق، فان فريق 14 مارس يعمل على هذه العناوين لاستكمال المسيرة السيادية نحو بناء الدولة المستقلة وتحصينها. اما الفريق الآخر فهو ليس ضد طروحاتنا، ولكن في كل محطة يرى ان هذا التحصين يتعارض مع مصالحه، يضع مصالحه قبل مصلحة الدولة وهذا ما يضعفها. ليس رئيس الجمهورية من 14 مارس، لكنه عمليا من الشخصيات الاساسية المسؤولة عن تطبيق العناوين التي ذكرت والتي ليست محصورة في 14 مارس. كان يجب ان تحظى هذه العناوين باجماع اللبنانيين عمليا لنستطيع ان نتكلم، كما في كل البلدان الديموقراطية، عن المسائل الاقتصادية والهموم الاجتماعية والمالية والبرامج البيئية والثقافية وكل الامور التي يجب ان تتمحور حولها الانتخابات. ورئيس الجمهورية من المسؤولين الاساسيين في تطبيق الافكار والبرامج التي ذكرتها.
• هل تضع العماد ميشال عون مع الفريق الآخر الذي يعرقل تطبيق كل هذه الطروحات؟
- ويا للاسف، وجدنا ان العماد عون لم يحترم نتيجة الانتخابات الديموقراطية وقد فاجأ وصدم كثيرين حين شارك في التعطيل عبر الاعتصام في الوسط التجاري وتعطيل انتخاب الرئيس وشل مجلس النواب وحتى في محاولة شل الحكومة والتهديد بما هو اوسع. وجاءت زيارته لسورية في ظروف دقيقة وحساسة من دون تنسيق مع الحكومة، ولم نر من نتائجها حلا لقضية المعتقلين والمفقودين في السجون السورية، ولا حلا للقواعد العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات وهي جزء من قرارات الحوار. لذا لا يمكن ان نقول ان العماد عون يلتزم هذا البرنامج اكثر من التزامه بعض تحالفاته.
• هل انت ممن يقولون ايضا ان للعماد عون التزامات سورية - ايرانية ام ان الموضوع اختلاف في وجهات النظر وخلاف على حصص ومصالح داخلية؟
- عمليا، لم نجد العماد عون يضع العناوين التي ذكرت فوق المصالح الاخرى ويعطي الاولوية للمصلحة الوطنية العليا، لاسيما لجهة تحييد لبنان عن الصراعات، مع التزامه طبعا القضية العربية الفلسطينية. انما على العكس في بعض المحطات المفصلية، لم نشهد مواقف صلبة من جانبه لمصلحة الدولة او حتى لمصلحة الجيش وهذا كان صدمة.
• كيف تفسر حملة العماد عون على دائرة بيروت الاولى وانتقاده المرشحين واعلانه اولى لوائحه عن هذه الدائرة تحديدا؟
- الجميع فوجئ بتركيز العماد عون المتوتر على هذه المنطقة. ونحن بدورنا نتساءل عن سبب هذا القصف الكلامي وعن القرارات التي اتخذها. فمن جهة بعضهم يقول انه كان سيترشح في هذه الدائرة لو كان هناك اصوات ارمنية اكثر، وآخرون يقولون ان لديه مشكلة مع حلفائه منعته من ترشيح اللواء عصام ابو جمرا في مرجعيين وان اللواء ابو جمرا لم يكن يريد اصلا الترشح في بيروت، فكان رد الفعل او «فشة الخلق» انزال ابو جمرا بالمظلة على المنطقة.
• يفترض بذلك الا يزعجكم. فاذا كنتم تعتبرون ان ابو جمرا هبط بالمظلة فبالتالي لن يتمكن من ايجاد عصب...
- هذا لا يزعجنا. انما التوتر يتكرر ويطول الامر كرامة اهل الاشرفية ان بالكلام عن العصب الاورثوذكسي او القول ان ابناء العائلات لا يفهمون او عبر تضليل الرأي العام والكلام على الشهيد جبران تويني وعدم احترام شرعية مرشحي لائحتنا الذين تعود جذورهم البيروتية الى الاستقلال وما قبله. كل مرشحينا شاركوا في طريقة او في اخرى بالاستقلال وبتقديم شهداء، فلم هذه الهجمة كأنه يريد التوجه الى اهل الاشرفية بأمر عسكري. اهمية الانتخابات انها فرصة ليس فقط لنرد نحن عليه انما فرصة للناخبين ليردوا بانفسهم.
• لكن كلام عون على حق الجميع بالترشح وعدم احتكار «ابناء العائلات» للموضوع يلقى صدى في عدد من الاوساط وهذا حق طبيعي ولا يقلل من شرعية ترشحهم.
- بالتأكيد هذا حق للجميع. ويمكن من شاء ان يقدم الاشخاص الذين يدعمهم لكن ليس عليه ان يمس كرامة الآخرين لاسيما اهالي المنطقة والناخبين. نحن نؤمن بما طرحته «شرعة العمل السياسي» للكنائس ونؤمن في 14 آذار بحرية التعبير والحريات العامة والديموقراطية ونخشى ان يشعر غيرنا بانه مضطر الى التزام هذه المبادئ ولو اتيح له لتعاطى في طرق مختلفة. وقد رأينا كيف ان بعض المرشحين الذي كان يدعمهم العماد عون لم يعرفوا باستبعادهم وترشيح ابو جمرا الا عبر وسائل الاعلام.
• ما ردكم على رغبة العماد عون في قطع السلالات التاريخية كما قال وحديثه عن ابناء القصور؟
- اذا اردنا الحديث عن قصر هنري فرعون فالجميع يعلم ان همه كان دائما الشأن العام فقد باع قصره. نحن موجودون في بيروت منذ مئات الاعوام. العام 1800 كان في بيروت عشرة الآف نسمة وكنا من بينهم وآل تويني كانوا من ضمنهم. وكان للمسيحيين البيارتة دور كبير جدا في الاستقلال، بالعلم اللبناني وامور اخرى. نحن نفتخر باننا لا نمثل فقط العائلة انما نمثل حقا القيم البيروتية وخصوصية المسيحيين البيروتيين ومنها الاعتدال والانفتاح الدائم. نحن لا نرى في تقسيم بيروت عصبية ضد احد انما مركزية للمنطقة واحتراما لخصوصيتها وانفتاحها الدائم لما فيه مصلحة المنطقة والعيش المشترك.
• يتم التعاطي اليوم مع الشأن الانتخابي كأن البلد كله معلق عليه، الا تظن ان في لبنان قضايا كثيرة يفترض متابعتها ومعالجتها.
- على العكس. ارى ان الانتخابات فرصة لقيام حوار ديموقراطي حقيقي حول مسائل تخص الامور الحياتية الاقتصادية الاجتماعية، الانمائية، الثقافية، انما ما يحصل ويا للاسف، هو خلاف على الامور الجوهرية التي يفترض ان يكون اللبنانييون جميعا متفقين عليها وايضا على بعض المصالح الانتخابية الضيقة. مع العلم ان هناك فرقا بين الخلاف السياسي والخلاف الانتخابي. المهم ان يكون هناك انسجام في التحالفات حول العناوين الاساسية. وهذه الانتخابات، هي ويا للاسف، خيار بين طريقتين للنظر الى لبنان وابعد من ذلك خيار حول مستقبل الدولة اللبنانية.
• اذا انت لا توافق الرئيس بري على نزع الصفة التاريخية والمصيرية عن هذه الانتخابات...
- ارى انه رغم التعثر في تطبيق بعض المسائل الاساسية، فاذا خسرت الاكثرية والوسطيون اذا وجدوا، الانتخابات، فان خطرا حقيقيا يهدد العناوين السيادية في البلد، وحتى الحريات والديموقراطية والاستراتيجية الدفاعية. لذا نرى انها مصيرية اكثر من غيرنا الذي يعتبر انه حتى لو خسر الانتخابات، يمكنه ان يضع العراقيل لحماية مصالحه حتى لو تضاربت مع مصالح الدولة اللبنانية.
• ترافقت هذه الانتخابات مع حجز المعارضة مسبقا للثلث المعطل في الحكومة، هل ستسلمون 14 مارس بالثلث المعطل؟
- هذه المسألة فيها الكثير من علامات الاستفهام وقد ظهرت اخيرا في شكل واضح كأنها ارتبطت باحصاءات لم تعط المعارضة نتائج مشجعة في الانتخابات. ويزداد الكلام عليها فيما يبدو ان هناك انقساما حولها داخل 8 مارس. فثمة فريق يقول انه سيربح الانتخابات، وهناك آخر يقول انه يحضر للمرحلة المقبلة في حال الخسارة لان مصالحه تتجاوز الحسابات الداخلية. لا يهمنا كثيرا حليفنا الاساسي بقدر ما يهمنا ما بعد الانتخابات والتعاون الذي قد يحصل. هذه المسألة مطروحة بحسب اتفاق الدوحة الذي كان تسوية مرحلية ولم يكن مطابقا لروحية اتفاق الطائف. لهذا السبب فان تطبيق هذه التسوية انعكس شللا على الدولة والحكومة. اما كيف ستكون الصيغ الحكومية المقبلة، فهي متعددة. هناك صيغة ما قبل اتفاق الدوحة، اي هناك فريق رئيس الجمهورية الحكومي وفريق لبعض قوى 8 مارس اي امل وحزب الله يشكل الثلث المعطل.
• اي انت مع اعطاء حصة اكبر لرئيس الجمهورية في التمثيل الوزاري؟
- ارى انه من حق رئيس الجمهورية ان يكون له تمثيل حقيقي في الحكومة. هناك صيغ للحكومة. عمليا، في العام 2005 كان حزب الله وامل يريدان مع رئيس الجمهورية الثلث المعطل. هذه صيغة معقولة. وهناك صيغ اخرى لا يحبذها حزب الله هي ان تتحمل الاكثرية مسؤولية الحكم وان تنشأ معارضة ويكون هناك محاسبة.
• انتم مع الفريق الذي سيطالب بالثلث المعطل اذا خسرتم ام ستتركون للمعارضة اليوم ان تحكم اذا صارت اكثرية؟
- نحن مع الفريق الذي يجعل المؤسسات الديموقراطية تنجح في البلد.
• يعني ان تحكم الاكثرية؟
- ان تحكم الاكثرية وفق صيغ واسعة قليلا. رأينا في الماضي صيغا حكومية كانت تخلق توترا بين المعارضة والموالاة. في كل الديموقراطيات في العالم تحصل سجالات سياسية حادة واختلاف في الطروحات والانتخابات هي التي تحسم. لكن الصيغة التي تقول ان الاكثرية تحكم والاقلية تعرقل من قلب الحكومة هي صيغة اثبتت فشلها في الحكومة الحالية. فكرة الثلث المعطل هي للقرارات الاساسية، لكن ما يطبق اليوم ينعكس حتى على تعيين مدير عام. لا يمكننا تبني ذلك.
• هل سيبقى الانقسام في رأيك بين 8 و14 مارس ام ستتغير التحالفات؟
- كلما تقدمت قرارات الحوار في شأن مزارع شبعا والسلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وترسيم الحدود والاستراتيجية الدفاعية، امكن قيام تحالفات ان لم تكن جديدة انما اوسع واكثر راحة. فالتحالفات اليوم ليست مبنية فقط على مصالح بل على عناوين اساسية. نحن لم نعارض الكتلة الوسطية لاننا وجدنا ان عناوينها لا يمكن ان تكون بعيدة من طروحات 14 مارس. وهناك سهولة في التعاون مع هذه العناوين التي ليست ملكا لـ14 مارس انما ملك من يتبناها. وقد رأينا في خطاب القسم تبنيا لهذه العناوين.
• هل يمكن ان نفهم من كلامك انك بعد الانتخابات قد تكون اقرب الى رئيس الجمهورية منك الى 14 مارس؟
- انا مرتاح الى تحالفي السياسي وتعاوني الانتخابي ضمن 14 مارس. وايضا ارتاح الى التعاون مع رئيس الجمهورية ولا ارى تناقضا بين الانفتاح وتطوير التعاون مع الرئيس والتحالف مع 14 مارس.
• يحكى ان حزب الطاشناق قد ينضم الى المستقلين القريبين من رئيس الجمهورية بعد الانتخابات النيابية، هل هذا الامر وارد بحسب معرفتك الوطيدة بالارمن؟
- كما تم تركيز الضوء على الانتخابات في الاشرفية برمزيتها كذلك تركز الضوء على حزب الطاشناق. ارى انه كان اسهل لو توضح رأي الحزب في غير الطريقة السلبية التي حصلت. لو جاء ما سمي الكتلة المستقلة لحزب الطاشناق ليكون كما كان دائما الى جانب رئيس الجمهورية لسهل الحوار مع الحزب.
• هل صدمك موقفهم وتحالفاتهم ؟
- تحدثوا سابقا عن كتلة مستقلة وعن تحالفهم التاريخي مع رئيس الجمهورية، لكن ويا للاسف اختاروا الا يكونوا مع الرئيس بل مع العماد عون.
• وما السبب في رأيك؟
- نحن نسأل الامر نفسه. كان من مصلحة الجميع الا نصل الى هنا.
• هل لديهم مصالح خارجية مضطرون الى مراعاتها؟
- نسمع هذا الكلام، ونأسف ان كان ذلك صحيحا. اذ على كل اللبنانيين ان يضعوا مصلحة لبنان اولا.
• هل علاقاتك بالطاشناق مقطوعة وهل من امكان للتحالف معك شخصيا في الانتخابات؟
- لدي علاقة تاريخية مع الشعب الارمني، وانا منفتح على كل احزابهم وتجمعنا صداقة متينة. عندما تكون اللوائح مقفلة لا نؤمن كثيرا بالتحالفات «من تحت الطاولة». نتمنى ان يكون الصراع ديموقراطيا. كان هناك انفتاح سمعته من الامين العام هوفيك مخيتاريان والرئيس ميشال المر والشيخ سعد الحريري لكن الاستعجال في اعلان اللائحة يوحي انهم تعرضوا لنوع من الضغط. الارمن جزء من هذه المنطقة ولهم حقوق فيها. اما نتيجة الانتخابات فسيحددها أهل المنطقة.
• ما الشعار الذي ستخوضون الانتخابات في المنطقة على اساسه؟
- انها مجموعة عناوين: تأكيد مركزية المنطقة، كرامة الاشرفية والتزام العناوين السيادية للمسيرة الاستقلالية التي سبق ان ذكرناها. اضافة طبعا الى الشؤون الانمائية.