الفيصل يا ... فيصل


سمعت كغيري أنك تفكر في العزوف عن خوض الانتخابات لأسباب كثيرة لعل بينها اليأس او خيبات الأمل من وجود حياة سياسية فاعلة تخدم الناس وتطور النظام السياسي... لكن ليس فيصل المسلم من يترجل عن صهوة جواده والشوط في أوله والمعركة في عز احتدامها.
اخي وصديقي
يا من دخلت الحياة البرلمانية نظيف الكف وخرجت منها نظيف الكف. رأسمالك سمعتك، ورصيدك قضايا الناس التي حملتها على كتفين لم تتعبا، وعملك التصدي الدائم للتلاعب بالمال العام ومواجهة سراقه، وأسلحتك الدستور والقانون والديموقراطية، وسقفك ايمانك بالباري عز وجل وضميرك المرتاح... فمن كان مثلك يتعب؟ وماذا تركت لغيرك؟
اخطأت احيانا؟ نعم اخطأت وجَلَّ من لا يخطئ. تردّدت احيانا في مساحات السياسة ودهاليزها؟ حصل هذا الامر معك ومع غيرك خصوصا في ظل الانهيار غير المسبوق للحياة السياسية الذي يفاجئ ويذهل ويشل الحركة. شعرت انك وحيد احيانا في معاركك؟ فهذا ديدن الكبار الذين يرمون الحسابات الخاصة وراء ظهورهم ويتقدمون لا يخشون وحشة الطريق... يا «ابا علي» ألم يقل الإمام علي كرم الله وجهه: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة ساكنيه».
اختلفنا واختلف كثيرون مع بعض مواقفك واتفقنا واتفق كثيرون مع بعضها الآخر، لكنك في المقابل كنت صادقا مع نفسك ومع قاعدتك الانتخابية ومع اهل الكويت. هادرا في الحق، مقداما في الدفاع عن المال العام، شجاعا في التصدي للسرقات والمخالفات والتجاوزات، محاربا في إثارة القضايا كلما اقتضت المصلحة العامة ومهادنا الى المصالحة والاتفاق كلما استحق الحق واستقام الميزان... وفي كل تلك الصولات والجولات كنت صوتا عاقلا يعرف مصلحة الوطن والمواطن، ومراقبا متألما لحال الحياة السياسية التي ربما لم تعرف الكويت اردأ منها في العقود الاخيرة.
هل ستقنعني بأنك تعبت؟ يئست؟ هذه خيانة من فيصل المسلم لفيصل المسلم، وهذه اشارة سلبية الى القادم من الايام حين يترجل فرسان المجلس واحدا بعد الآخر عن مقاعدهم الخضراء وانجازاتهم البيضاء، وربما كانت خيبة الامل الكبرى التي تشعر بها اقل بكثير من خيبة امل اهلك وانصارك وجمهورك وابناء قبيلتك ومنطقتك وعزوتك والكويتيين التواقين الى بقاء الفرسان على صهوات جيادهم.
لست وحدك يا «ابا علي» من يعاني من انهيار الحياة السياسية فكلنا معك. لست وحدك من يرى منارة الكويت تنطفىء فتضل سفنها أرصفة الميناء فكلنا نرى معك. لست وحدك من يندهش من أخطاء الحكومات المتكررة وانعدام الرؤية فكلنا مندهشون معك. لست وحدك من نظر بأسى الى حال السلطة التشريعية فكلنا نظرنا معك. لست وحدك من يلمس حسرة الناس على تردي الخدمات العامة وتخلفها فكلنا لمسناها معك. لست وحدك من يلحظ بغصة خوف الشباب الكويتي على مستقبله وانسداد الآفاق امامه فكلنا نلحظ ذلك معك، ولست وحدك من يراقب الازمة المالية العالمية تفتك باقتصادنا والجميع لاهٍ بمصالحه فكلنا نراقب معك... ومع ذلك تفكر في الانسحاب تاركا كل محارب في موقعه الاعلامي او النيابي او النقابي او الشبابي الطلابي او الاقتصادي يقاتل وحده مفتقدا رأس الحربة وقلب الهجوم.
صحيح ان حالة من الاستياء تسود صفوف الناخبين استنكارا لاستمرار تجميد المشاريع المهمة للبلاد والعباد في ثلاجة الخلافات. وصحيح ان المرشحين للمجلس يشعرون في قرارة انفسهم بأنهم ربما لن يحققوا ما وعدوا قواعدهم به نتيجة السدود الكثيرة والمتكاثرة في طريق التعاون والانجاز، لكن الصحيح ايضا ان الانسحاب من وسط الميدان يترك اعداءك واعداءنا واعداء المسيرة يتقدمون، اي اليأس والاستسلام والاحباط والفساد والسرقات والتخلف ناهيك عن المحاولات المستمرة للنيل من الدستور وضرب الديموقراطية وتجاوز القوانين.
اخي وصديقي
لن اطيل عليك، فنحن مثلك ننتقد شأنا عاما ونحاول تصحيح مسار ومساعدة المسؤول على التغيير والنأي بنفسه عن الشبهات، فنواجه بشتائم شخصية واتهامات شخصية. لن اطيل عليك واعرف انك ستراجع موقفك بالتشاور مع المخلصين والمحبين وستعود الى عرينك الوطني بالثقة نفسها والعزيمة نفسها والارادة نفسها والتصميم نفسه...
فالفيصل يا فيصل ليس ما تتعرض له من افتراء وحملات تشويه وتدليس بل ثقة الناخبين بك وحاجة الكويت اليك.
سيعود فيصل المسلم الى رسالته... سيعود الى الساحات التي حفظت اسمه عن ظهر قلب.
جاسم بودي
اخي وصديقي
يا من دخلت الحياة البرلمانية نظيف الكف وخرجت منها نظيف الكف. رأسمالك سمعتك، ورصيدك قضايا الناس التي حملتها على كتفين لم تتعبا، وعملك التصدي الدائم للتلاعب بالمال العام ومواجهة سراقه، وأسلحتك الدستور والقانون والديموقراطية، وسقفك ايمانك بالباري عز وجل وضميرك المرتاح... فمن كان مثلك يتعب؟ وماذا تركت لغيرك؟
اخطأت احيانا؟ نعم اخطأت وجَلَّ من لا يخطئ. تردّدت احيانا في مساحات السياسة ودهاليزها؟ حصل هذا الامر معك ومع غيرك خصوصا في ظل الانهيار غير المسبوق للحياة السياسية الذي يفاجئ ويذهل ويشل الحركة. شعرت انك وحيد احيانا في معاركك؟ فهذا ديدن الكبار الذين يرمون الحسابات الخاصة وراء ظهورهم ويتقدمون لا يخشون وحشة الطريق... يا «ابا علي» ألم يقل الإمام علي كرم الله وجهه: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة ساكنيه».
اختلفنا واختلف كثيرون مع بعض مواقفك واتفقنا واتفق كثيرون مع بعضها الآخر، لكنك في المقابل كنت صادقا مع نفسك ومع قاعدتك الانتخابية ومع اهل الكويت. هادرا في الحق، مقداما في الدفاع عن المال العام، شجاعا في التصدي للسرقات والمخالفات والتجاوزات، محاربا في إثارة القضايا كلما اقتضت المصلحة العامة ومهادنا الى المصالحة والاتفاق كلما استحق الحق واستقام الميزان... وفي كل تلك الصولات والجولات كنت صوتا عاقلا يعرف مصلحة الوطن والمواطن، ومراقبا متألما لحال الحياة السياسية التي ربما لم تعرف الكويت اردأ منها في العقود الاخيرة.
هل ستقنعني بأنك تعبت؟ يئست؟ هذه خيانة من فيصل المسلم لفيصل المسلم، وهذه اشارة سلبية الى القادم من الايام حين يترجل فرسان المجلس واحدا بعد الآخر عن مقاعدهم الخضراء وانجازاتهم البيضاء، وربما كانت خيبة الامل الكبرى التي تشعر بها اقل بكثير من خيبة امل اهلك وانصارك وجمهورك وابناء قبيلتك ومنطقتك وعزوتك والكويتيين التواقين الى بقاء الفرسان على صهوات جيادهم.
لست وحدك يا «ابا علي» من يعاني من انهيار الحياة السياسية فكلنا معك. لست وحدك من يرى منارة الكويت تنطفىء فتضل سفنها أرصفة الميناء فكلنا نرى معك. لست وحدك من يندهش من أخطاء الحكومات المتكررة وانعدام الرؤية فكلنا مندهشون معك. لست وحدك من نظر بأسى الى حال السلطة التشريعية فكلنا نظرنا معك. لست وحدك من يلمس حسرة الناس على تردي الخدمات العامة وتخلفها فكلنا لمسناها معك. لست وحدك من يلحظ بغصة خوف الشباب الكويتي على مستقبله وانسداد الآفاق امامه فكلنا نلحظ ذلك معك، ولست وحدك من يراقب الازمة المالية العالمية تفتك باقتصادنا والجميع لاهٍ بمصالحه فكلنا نراقب معك... ومع ذلك تفكر في الانسحاب تاركا كل محارب في موقعه الاعلامي او النيابي او النقابي او الشبابي الطلابي او الاقتصادي يقاتل وحده مفتقدا رأس الحربة وقلب الهجوم.
صحيح ان حالة من الاستياء تسود صفوف الناخبين استنكارا لاستمرار تجميد المشاريع المهمة للبلاد والعباد في ثلاجة الخلافات. وصحيح ان المرشحين للمجلس يشعرون في قرارة انفسهم بأنهم ربما لن يحققوا ما وعدوا قواعدهم به نتيجة السدود الكثيرة والمتكاثرة في طريق التعاون والانجاز، لكن الصحيح ايضا ان الانسحاب من وسط الميدان يترك اعداءك واعداءنا واعداء المسيرة يتقدمون، اي اليأس والاستسلام والاحباط والفساد والسرقات والتخلف ناهيك عن المحاولات المستمرة للنيل من الدستور وضرب الديموقراطية وتجاوز القوانين.
اخي وصديقي
لن اطيل عليك، فنحن مثلك ننتقد شأنا عاما ونحاول تصحيح مسار ومساعدة المسؤول على التغيير والنأي بنفسه عن الشبهات، فنواجه بشتائم شخصية واتهامات شخصية. لن اطيل عليك واعرف انك ستراجع موقفك بالتشاور مع المخلصين والمحبين وستعود الى عرينك الوطني بالثقة نفسها والعزيمة نفسها والارادة نفسها والتصميم نفسه...
فالفيصل يا فيصل ليس ما تتعرض له من افتراء وحملات تشويه وتدليس بل ثقة الناخبين بك وحاجة الكويت اليك.
سيعود فيصل المسلم الى رسالته... سيعود الى الساحات التي حفظت اسمه عن ظهر قلب.
جاسم بودي