تقرير / القمة العربية تجاوزت حقول ألغام عدة... وحمد بن خليفة يترك بصماته على افتتاح «العربية - الأميركية الجنوبية»
أمير قطر يذكّر رئيسة تشيلي بأن الخليج عربي وليس فارسيا
|الدوحة - خيرالله خيرالله|
يومان في الدوحة كانا كافيين لانعقاد قمتين، الأولى عربية خالصة والأخرى بين الدول العربية ودول اميركا الجنوبية. افتتح القمتان امير قطر. وكما في افتتاح القمة العربية، الاثنين، ترك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصماته على افتتاح القمة العربية - الأميركية الجنوبية، امس.
في افتتاح القمة العربية، استوعب امير قطر الخلاف الذي كان يمكن ان يتفاقم بين السعودية وليبيا عندما تحدث العقيد معمّر القذافي عن الرغبة في طي صفحة الماضي، بطريقة لم يكن معروفا هل يريد بالفعل انهاء الخلاف ام أنه يبحث عن التصعيد. وقد استطاع امير قطر السيطرة على الوضع وترتيب اجتماع بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والزعيم الليبي. وفي قمة امس، تدخل الشيخ حمد في الوقت المناسب بعد انتهاء رئيسة تشيلي ميشيل باشليه من القاء كلمتها، وذكرها بأن الخليج عربي هنا، وليس فارسيا كما ورد على لسانها.
ورغم اهمية القمة العربية - الأميركية الجنوبية، وهي أهمية نابعة من كون اللقاء العربي يتم مع مجموعة تضم 12 دولة عدد سكانها 388 مليون نسمة، كانت الدوحة تعيش أمس على أصداء القمة العربية الـ 21 التي لم تستغرق سوى نهار واحد. افتتحت ظهرا وانتهت مساء بصدور «اعلان الدوحة» الذي اكد مجددا التمسك بمبادرة السلام العربية وبحل يقوم على مبدأ الدولتين. وشكل ذلك انتصارا كبيرا للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عبّاس، فيما كانت جائزة الترضية الوحيدة التي حصلت عليها «حماس»، اشارة «اعلان الدوحة» الى «دعمنا للسلطة الوطنية واحترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك المجلس التشريعي المنتخب»، أي المجلس الذي يضم أكثرية من «حماس».
وفسّر ديبلوماسيون عرب وأجانب هذا المقطع من «اعلان الدوحة» بأنه انعكاس للهزيمة العسكرية والسياسية التي لحقت بـ «حماس» في قطاع غزة، اذ اضطرت الحركة للعودة الى «التهدئة» التي كانت سائدة قبل الحرب الأخيرة اثر تدمير نسبة 15 في المئة من القطاع وسقوط ما يزيد على 1300 قتيل، فيما الحصار على الغزاويين مستمر ولا أمل في انهائه قريبا!
وكان غياب «حماس» عن القمة بمثابة انتصار سياسي لما يسمى «دول الاعتدال العربي» التي استطاعت في الوقت ذاته الحؤول دون حضور ايران القمة. وكانت جائزة الترضية التي حصلت عليها طهران اللهجة الناعمة التي استخدمت في «اعلان الدوحة» لدى التطرق الى احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى. فقد ورد في الاعلان « نعرب عن الأمل في أن تتجاوب الجمهورية الاسلامية الايرانية مع مبادرة دولة الأمارات العربية المتحدة والمساعي العربية لايجاد حل لقضية الجزر الاماراتية الثلاث من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية».
ولم تمنع اللهجة المعتدلة طهران من الرد بعنف على «اعلان الدوحة» اذ اعتبرته «تدخلا في الشؤون الداخلية لايران» مؤكدة أن الجزر «ايرانية تاريخيا» بما يقطع الطريق على أي تفاوض في شأنها مستقبلا.
واكد ديبلوماسي غربي أن الصيغة التي اعتمدت في التعاطي مع قضية الرئيس السوداني عمر حسن البشير كانت الى حد كبير معتدلة نظرا الى الاكتفاء بـ «رفض قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية في شأن فخامة الرئيس عمر حسن البشير». وأقرت هذه الصيغة رغم أن دولا عدة، على رأسها سورية، كانت تطالب، تحسبا للمستقبل ربّما، بموقف جذري من المحكمة الجنائية الدولية، علما بأن هذه المحكمة تابعة لمجلس الأمن.
بدا من «اعلان الدوحة» ان القمة العربية تجاوزت حقول الغام عدة. وجاءت صيغة الاعلان، كما لو أنها من صنع كيماوي خبير بمزج مواد لا يمكن الجمع بينها من دون حصول تفجير كبير. وهذه المواد هي المواقف العربية المتناقضة التي يصعب التوفيق بينها، خصوصا في ظل «التدخلات الأجنبية» في القضايا العربية، على رأسها القضية الفلسطينية والتي كان أفضل من عبر عنها الملك عبدالله الثاني في كلمته في الجلسة الافتتاحية.
وفي ضوء نتائج القمة العربية، يمكن القول ان المصالحة السعودية - الليبية لن تؤدي الى أكثر من تهدئة بين البلدين وأن «شهر العسل» بينهما مؤجل، في حال كان هناك «شهر عسل» يوما. اما ما يشجع على ذلك، أي على التهدئة، فهو ألا نقاط أحتكاك في المستقبل المنظور بين الجانبين، ليس بسبب البعد الجغرافي فحسب، بل بسبب الاهتمامات الخاصة بكل منهما ايضا... فضلا عن أن الأولويات الليبية هي في الوقت الراهن غير الأولويات السعودية.
واستبعدت مصادر عربية أن يكون هناك أي تصعيد بين قطر ومصر بسبب غياب الرئيس حسني مبارك عن القمة. واشارت الى الموقف الحكيم الذي اتخذه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام القمة، اذ قال: « لا تعطوا هما كبيرا للخلاف مع مصر. هذا الموضوع يحل بالأسس السليمة التي تزيد العلاقات العربية قوة» مؤكدا أن «قطر تحترم وتقدر الجميع».
وغادر الدوحة امس، الرئيس علي عبدالله صالح بعد حضوره القمة العربية وافتتاح القمة العربية - الأميركية الجنوبية. وكان الرئيس اليمني عاتبا على معظم الوفود العربية بسبب غياب «رؤية الجمهورية اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك» عن نص «اعلان الدوحة».
وركزت «الرؤية»، التي قدمها الرئيس اليمني الى القمة، على ايجاد صيغة جديدة للعمل المشترك ترتكز على قيام «اتحاد الدول العربية» مع «احترام سيادة كل دولة عربية واحترام حدودها الأقليمية ووحدة ترابها» و»حق كل دولة في أختيار نظام حكمها». وفسر عتبه بان التطورات الأقليمية والدولية تفرض البحث في تطوير العمل المشترك، مشيرا الى أن انعقاد القمة العربية ف يشكل دوري ومنتظم كان نتيجة مبادرة يمنية قدمت في السنة 2000. واكد أن اليمن كان وقتذاك على حق وهو على حق الآن في طرح أفكار أو رؤية لتطوير العمل المشترك تفرضها الظروف المستجدة.
يومان في الدوحة كانا كافيين لانعقاد قمتين، الأولى عربية خالصة والأخرى بين الدول العربية ودول اميركا الجنوبية. افتتح القمتان امير قطر. وكما في افتتاح القمة العربية، الاثنين، ترك الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصماته على افتتاح القمة العربية - الأميركية الجنوبية، امس.
في افتتاح القمة العربية، استوعب امير قطر الخلاف الذي كان يمكن ان يتفاقم بين السعودية وليبيا عندما تحدث العقيد معمّر القذافي عن الرغبة في طي صفحة الماضي، بطريقة لم يكن معروفا هل يريد بالفعل انهاء الخلاف ام أنه يبحث عن التصعيد. وقد استطاع امير قطر السيطرة على الوضع وترتيب اجتماع بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز والزعيم الليبي. وفي قمة امس، تدخل الشيخ حمد في الوقت المناسب بعد انتهاء رئيسة تشيلي ميشيل باشليه من القاء كلمتها، وذكرها بأن الخليج عربي هنا، وليس فارسيا كما ورد على لسانها.
ورغم اهمية القمة العربية - الأميركية الجنوبية، وهي أهمية نابعة من كون اللقاء العربي يتم مع مجموعة تضم 12 دولة عدد سكانها 388 مليون نسمة، كانت الدوحة تعيش أمس على أصداء القمة العربية الـ 21 التي لم تستغرق سوى نهار واحد. افتتحت ظهرا وانتهت مساء بصدور «اعلان الدوحة» الذي اكد مجددا التمسك بمبادرة السلام العربية وبحل يقوم على مبدأ الدولتين. وشكل ذلك انتصارا كبيرا للسلطة الفلسطينية برئاسة محمود عبّاس، فيما كانت جائزة الترضية الوحيدة التي حصلت عليها «حماس»، اشارة «اعلان الدوحة» الى «دعمنا للسلطة الوطنية واحترام المؤسسات الشرعية للسلطة الوطنية المنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية، بما في ذلك المجلس التشريعي المنتخب»، أي المجلس الذي يضم أكثرية من «حماس».
وفسّر ديبلوماسيون عرب وأجانب هذا المقطع من «اعلان الدوحة» بأنه انعكاس للهزيمة العسكرية والسياسية التي لحقت بـ «حماس» في قطاع غزة، اذ اضطرت الحركة للعودة الى «التهدئة» التي كانت سائدة قبل الحرب الأخيرة اثر تدمير نسبة 15 في المئة من القطاع وسقوط ما يزيد على 1300 قتيل، فيما الحصار على الغزاويين مستمر ولا أمل في انهائه قريبا!
وكان غياب «حماس» عن القمة بمثابة انتصار سياسي لما يسمى «دول الاعتدال العربي» التي استطاعت في الوقت ذاته الحؤول دون حضور ايران القمة. وكانت جائزة الترضية التي حصلت عليها طهران اللهجة الناعمة التي استخدمت في «اعلان الدوحة» لدى التطرق الى احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث، طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبو موسى. فقد ورد في الاعلان « نعرب عن الأمل في أن تتجاوب الجمهورية الاسلامية الايرانية مع مبادرة دولة الأمارات العربية المتحدة والمساعي العربية لايجاد حل لقضية الجزر الاماراتية الثلاث من خلال المفاوضات الجادة والمباشرة أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية».
ولم تمنع اللهجة المعتدلة طهران من الرد بعنف على «اعلان الدوحة» اذ اعتبرته «تدخلا في الشؤون الداخلية لايران» مؤكدة أن الجزر «ايرانية تاريخيا» بما يقطع الطريق على أي تفاوض في شأنها مستقبلا.
واكد ديبلوماسي غربي أن الصيغة التي اعتمدت في التعاطي مع قضية الرئيس السوداني عمر حسن البشير كانت الى حد كبير معتدلة نظرا الى الاكتفاء بـ «رفض قرار الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة الجنائية الدولية في شأن فخامة الرئيس عمر حسن البشير». وأقرت هذه الصيغة رغم أن دولا عدة، على رأسها سورية، كانت تطالب، تحسبا للمستقبل ربّما، بموقف جذري من المحكمة الجنائية الدولية، علما بأن هذه المحكمة تابعة لمجلس الأمن.
بدا من «اعلان الدوحة» ان القمة العربية تجاوزت حقول الغام عدة. وجاءت صيغة الاعلان، كما لو أنها من صنع كيماوي خبير بمزج مواد لا يمكن الجمع بينها من دون حصول تفجير كبير. وهذه المواد هي المواقف العربية المتناقضة التي يصعب التوفيق بينها، خصوصا في ظل «التدخلات الأجنبية» في القضايا العربية، على رأسها القضية الفلسطينية والتي كان أفضل من عبر عنها الملك عبدالله الثاني في كلمته في الجلسة الافتتاحية.
وفي ضوء نتائج القمة العربية، يمكن القول ان المصالحة السعودية - الليبية لن تؤدي الى أكثر من تهدئة بين البلدين وأن «شهر العسل» بينهما مؤجل، في حال كان هناك «شهر عسل» يوما. اما ما يشجع على ذلك، أي على التهدئة، فهو ألا نقاط أحتكاك في المستقبل المنظور بين الجانبين، ليس بسبب البعد الجغرافي فحسب، بل بسبب الاهتمامات الخاصة بكل منهما ايضا... فضلا عن أن الأولويات الليبية هي في الوقت الراهن غير الأولويات السعودية.
واستبعدت مصادر عربية أن يكون هناك أي تصعيد بين قطر ومصر بسبب غياب الرئيس حسني مبارك عن القمة. واشارت الى الموقف الحكيم الذي اتخذه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في المؤتمر الصحافي الذي عقده في ختام القمة، اذ قال: « لا تعطوا هما كبيرا للخلاف مع مصر. هذا الموضوع يحل بالأسس السليمة التي تزيد العلاقات العربية قوة» مؤكدا أن «قطر تحترم وتقدر الجميع».
وغادر الدوحة امس، الرئيس علي عبدالله صالح بعد حضوره القمة العربية وافتتاح القمة العربية - الأميركية الجنوبية. وكان الرئيس اليمني عاتبا على معظم الوفود العربية بسبب غياب «رؤية الجمهورية اليمنية لتطوير العمل العربي المشترك» عن نص «اعلان الدوحة».
وركزت «الرؤية»، التي قدمها الرئيس اليمني الى القمة، على ايجاد صيغة جديدة للعمل المشترك ترتكز على قيام «اتحاد الدول العربية» مع «احترام سيادة كل دولة عربية واحترام حدودها الأقليمية ووحدة ترابها» و»حق كل دولة في أختيار نظام حكمها». وفسر عتبه بان التطورات الأقليمية والدولية تفرض البحث في تطوير العمل المشترك، مشيرا الى أن انعقاد القمة العربية ف يشكل دوري ومنتظم كان نتيجة مبادرة يمنية قدمت في السنة 2000. واكد أن اليمن كان وقتذاك على حق وهو على حق الآن في طرح أفكار أو رؤية لتطوير العمل المشترك تفرضها الظروف المستجدة.