منذ يومين، قرأت في إحدى الصحف المحلية، تصريحاً لشخص ينتقد فيه الحكومة بشكل لاذع بسبب تقصيرها تجاه المواطن في أحد المواضيع، ولقد تم نشر صورة ذلك الشخص، وكُتب تحتها: النائب فلان الفلاني! وعلى الفور عادت بي ذاكرتي لما يقارب أربع سنوات ماضية، حيث كانت هي المرة الأولى التي أشاهد فيها ذلك النائب البرلماني، يوم أن حالفه الحظ وفاز في الانتخابات الفائتة، فتم نشر صورته واسمه في القنوات الفضائية والصحف المحلية!مع اقتراب نهاية مدة مجلس الأمة الحالي، وقرب الانتخابات البرلمانية المقبلة، صحا بعض النواب من سباتهم العميق، الذي كانوا منغمسين فيه طيلة الأربع سنوات التي جلسوا فيها على كراسيهم الخضراء تحت قبة البرلمان، والآن فقط بدأوا يصرحون، والآن فقط بدأوا يظهرون، والآن فقط بدأوا يلتفتون إلى المواطن!في الحقيقة وكما نقول بالعامية:«الشرهة ليست على بعض أولئك النواب الذين خذلوا المواطنين، واكتفوا بتمرير وتسريع وتنمية مصالحهم الشخصية، بل الشرهة علينا نحن المواطنين، لأننا نختار نوابنا على أساس قبلي وطائفي وطبقي، بل ونعيد ونكرر ذات الخطأ في كل انتخابات، من أجل تخليص معاملاتنا الخاصة، التي هي صغيرة جداً إن نحن قارناها بمصلحة الكويت». عزيزي المواطن المسكين، سيزداد الظهور الإعلامي لبعض النواب، وستسمع وتقرأ لهم تصاريح طنانة ورنانة، وستجدهم يتغنون بمصلحتك ليلاً ونهاراً، وسيُكثِرون من الاستجوابات البرلمانية وتهديد الحكومة ووزرائها، فلا تصدق كل ذلك، حيث أوشك العرض المسرحي البرلماني على الانتهاء، فأراد بعض ممثلينا في البرلمان أن يستغلوا الوقت الضائع قبل أن يُسدل الستار.
مقالات
أبعاد السطور
الشرهة على المواطن!
07:52 ص