سأتحدث وأخاطب سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، وأصحاب القرار والحكماء المصلحين، ومَنْ يهمه أن تعود الكويت إلى وضعها بداية السبعينيات كدرة للخليج ومركز تجاري ومالي حول ميكانيكية اتخاذ القرارات.شهدنا منذ بداية جائحة كورونا كماً هائلاً من الدروس، وهي معلومة وكان آخرها قضايا الفساد التي تعدت النطاق المحلي، متجاوزة الدولي، لتصل إلى العالمية... وكله خير يا سيدي.أنا متفائل نوعاً ما والتفاؤل هذا مشروط في جزئية اتخاذ القرار.القرارات في الغالب إما تأتي كاقتراح من أهل الاختصاص ومدروسة بعناية من كل الجوانب وتصبح سليمة لا تشوبها شائبة، وإما تأتي من فوق وجنب فهي في الغالب تأخذ صفة الاجتهاد وفي الغالب غير سليمة.وهناك قرارات «فوق تحت»، يعني قرار يُتّخذ ويسحب في اليوم التالي، وهو أخطر أنواع القرارات على البلد ومؤسساته ومواطنيه، وعادة تكون ارتجالية أو لها أبعاد مصلحة معينة أو من باب التنفيع.ما علينا... القرار بطبيعته هو محصلة لمضمون الاحتياج، يهمنا ما يخص المجتمع وفئاته ومكوناته، وهنا تبرز أهمية احتياج المجتمع من تعليم، صحة طرق، مشاريع، معيشة، اقتصاد وتجارة وخلافه.جرت العادة أن يفهم صاحب القرار احتياجات الجموع كل وحسب مجاله، وهذا الفهم يأتي عبر دراسة، استبيان وتحليل، أو عن طريق الاستئناس في رأي أصحاب الخبرة.هذا كله يتم من خلال مستشارين أكفاء مخلصين، وبعدها تعرض النتائج على مدققين، وقانونيين، ومختصين من داخل المؤسسة وخارجها وإن كانت تحتاج إلى مشروع معين لكل احتياج تعرض على المختصين لصياغة العقود والعطاءات.السؤال الذي نوجهه لسمو رئيس مجلس الوزراء تحديداً: هل يوجد لدينا مستشارون من أصحاب الكفاءة والخبرة والرشد؟ وهل لدينا قيادات عيّنت وفق معايير صحيحة؟الشواهد تقول بأن مسمى مستشار عادة حالها حال مسمى قيادي، يمنح عبر المحاصصة، ترضية، أو لأسباب غير مهنية.لذلك، لا نستغرب وجود قرارات تخرج وتسحب في اليوم التالي، ولا أراها ملبية احتياجات المؤسسات والمواطنين وهنا تقع المشكلة التي تسببت في تراجعنا في جميع المؤشرات.

الزبدة:سمو الرئيس، وأصحاب القرار... إن الحكماء المصلحين يرون أنه لا إصلاح في وجود هذا النوع من المستشارين والقياديين!كيف لنا أن نتفاءل وهم ما زالوا في مناصبهم؟... هذا ما يعرضه المصلحون من أصحاب الخبرة.أنا شخصياً متفائل، فجائحة كورونا، وفّرت لأصحاب القرار الكبار أمثلة حية من أنواع الفساد بشقيه الإداري والمالي، وما نراه من تفاعل محمود يبعث فينا الأمل من جديد.أعيدوا مسمى مستشار إلى مكانته الحقيقية، استعينوا بقياديين جدد بعد استبعاد مَنْ تسببوا في تراجع الكويت حسب المؤشرات العالمية.إذا تحقق هذا - وهو ما نتمناه - نستطيع القول إن الكويت ستعود درة للخليج، وخلاف ذلك لن يحقق الغايات الإصلاحية... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi