أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل أن تداعيات تفشي جائحة كورونا أثرت سلباً وبشكل كبير على جميع الأنشطة الثقافية والأدبية، والفنية وأحدثت غياباً تاماً لدور وأنشطة المجلس الوطني، مشيراً إلى مواجهة هذا العارض من خلال الاعتماد على الأنشطة الرقمية والافتراضية (الإلكترونية) عوضاً عن التقليدية حتى نهاية العام الحالي، موضحاً أن تلك الأنشطة الإلكترونية لا تعد بديلاً كاملاً لأن «رسالتنا ودورنا هو التواصل المباشر مع الجمهور في المسارح، والمعارض، والمتاحف، والمكتبة الوطنية، والمكتبات العامة، وكل ما يتعلق في مواقع المجلس الوطني».وخلال مؤتمر صحافي أقيم عبر منصة «زووم» الإلكترونية بمشاركة أصحاب دور النشر والمكتبات الكويتية، والأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين الدكتور خالد رمضان، والذي ناقش الأسباب التي أدت إلى تأجيل معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ 45، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة من أجل إقامة الأنشطة الثقافية المرتبطة بالكتّاب بما يتناسب مع الظروف الراهنة، أشار العبدالجليل إلى أن الإجراءات الحالية جاءت حرصاً وحفاظاً على سلامة الجمهور من المواطنين والمقيمين في رحاب الكويت، والتزاماً بقرارات مجلس الوزارء، وإرشادات وتعليمات السلطات المختصة الصحية والأمنية لاتخاذ كل التدابير والاحتياطات الاحترازية الآمنة لمواجهة هذه الجائحة، لافتاً إلى أن المجلس الوطني للثقافة والعلوم والآداب يعمل حالياً بطاقة بشرية لا تتجاوز 30 في المئة، حسب تعليمات مجلس الوزراء، وهذه الطاقة لا تستطيع أن تعمل، وليست كلها مختصة ومعنية في الترتيب والتحضير لمعرض الكتاب الدولي.وتحدّث العبدالجليل عن أفكار مطروحة وستنفذ على أرض الواقع، ومنها تنظيم معرض الكويت الدولي للكتاب، من خلال إقامة المعرض بشكل مصغر، قبل نهاية شهر نوفمبر في موعده المعتاد، وسيكون «أون لاين» على منصة رقمية افتراضية خاصة، وستكون فيها قاعدة تكنولوجية متطورة ومتقدمة، تقدم الخدمات النوعية التي كانت موجودة في أرض المعارض، ومعرض الكويت الدولي للكتاب ولكن عن بُعد.وأوضح أن معرض الكويت للكتاب لم يتوقف أو ينقطع أبداً، إلا في العام 1990 عندما تعرّضت الكويت للغزو، متطرقاً إلى أسباب أخرى أدت إلى تأجيل المعرض، منها اتخاذ القاعات الكبرى في أرض المعارض محاجر صحية. بدوره، قال الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة الدكتور عيسى الأنصاري: «المؤلم عندما تكون صاحب مشروع صغير أو متوسط، ويتعلّق بالرزق وصناعة النشر، وبحلم كل مثقف كويتي يريد أن يخدم هذا المشهد الثقافي، إنتاجا وفكراً، وفجأة يتأثر كبقية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، مشهد مؤلم أن يتوقف المعرض».من جهته، قال الأمين العام لرابطة الأدباء الدكتور خالد رمضان إن رابطة الأدباء تأثرت أسوة بكل المؤسسات الثقافية الموجودة، ولكنها استطاعت أن تعوض ذلك من خلال تقديم أمسيات ثقافية بالبث المباشر، كما أن مجلة «البيان» الثقافية استمرت بالصدور إلكترونياً. أما مدير مكتبة آفاق الدكتور ناصر الشمري فقال: «كنت أتمنى أن يكون اللقاء قبل اتخاذ قرار التأجيل، حتى نساهم في وضع القرار ونحس بأننا مساهمون بصورة مباشرة أو غير مباشرة، بالطبع نحن نتألم بسبب غياب معرض الكويت الدولي للكتاب، وقرار تأجيل المعرض متوقع، فنحن لسنا بمنأى عن محيطنا فالكل متجه نحو هذا الاتجاه».من ناحيته، أوضح سعود المنصور من دار «ذات السلاسل» أن الناشر الكويتي يعتمد في الدرجة الأولى على المعارض وأن تلك الأزمة إن استمرت لمدة ستة شهور فستؤثر سلباً على الناشر وتكون لها تبعاتها السلبية. من جهتها، أكدت هديل الحساوي من دار الفراشة أن «الضرر ليس فقط في فقد الناشرين لمعرض يعرض كتبهم للبيع، نحن أيضاً كمكتبات فقدنا سوقاً كنا نشتري منه الكتب».
محليات
أكد أنّ «الجائحة» أثّرت سلباً على الأنشطة الأدبية والثقافية والفنية
العبدالجليل: معرض الكتاب «رقمياً» في موعده المعتاد... منتصف نوفمبر
03:03 م