بعد إعلان مجلس الوزراء عن بدء المرحلة الثانية من خطة العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، وتقلص مواعيد حظر التجول الجزئي التي جاءت بسبب الاحتياطات الصحية والأمنية لمواجهة فيروس كورونا، شاهدنا من خلال الصوّر المنشورة في الصحف اليومية وبرامج التواصل الاجتماعي عدداً من المواطنين الكويتيين اصطفوا طابوراً أمام محلات للماركات العالمية، من أجل أن يتمكنوا من الدخول إلى تلك المحلات بشكل نظامي وشراء ما جاؤوا من أجله. وبسبب منظر الاصطفاف ذلك انزعج وغضب بعض الناس، ما جعلهم ينتقدون المواطنين المصطفين بانتقادات سلبية ولاذعة، وبعض المنتقدين ذهب لما هو أقسى من ذلك في انتقاده!في الحقيقة، لا أعرف لماذا كل ذلك الغضب واللوم، الذي تم توجيهه لأولئك المواطنين المصطفين أمام تلك المحلات! ومَن هو الذي أعطى الحق لمنتقديهم بأن يصفوهم بالتافهين والسطحيين والمبذرين والمسرفين، وما إلى هنالك من أوصاف لا تليق بهم! رغم أن الأمر لا يعدو كونه شراء سلعة حلال بمال حلال! ولا توجد أي شبهات تجعل ذلك الشراء حراماً شرعاً، الأمر الذي لم يستطع أن يتطرق إليه كل أُولئك المنتقدين، وما دام أن الأمر مباح شرعاً فلا يحق لأحد أن يفتح فمه ويحرم أو ينتقد ما حلله الشرع. وفي ذلك تذكرت قولاً للفنان الراحل حسين عبدالرضا رحمه الله، عندما قال في إحدى مسرحياته: «إذا الشرع حجى الكل ياكل تبن».في نهاية المقال... لا تُنصب نفسك قاضياً على الناس، ولا تحرم شيئاً حلله الله تعالى.