ذُكِرَ في تاريخ 71 هجرية، جلسَ الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان في قصر الإمارة بالكوفة، وبين يديه رأس مصعب بن الزبير، فقال له القاضي عبدالملك بن عمير: يا أمير المؤمنين جلست أنا وعبيدالله بن زياد في هذا المجلس ورأس الحسين بين يديه، ثم جلست أنا والمختار بن أبي عبيد فإذا رأس عبيدالله بن زياد بين يديه، ثم جلست أنا ومصعب هذا فإذا رأس المختار بين يديه، ثم جلست مع أمير المؤمنين فإذا رأس مصعب بين يديه، وأنا أعيذ أمير المؤمنين من شر هذا المجلس، فارتعد عبدالملك وقام من فوره وأمرَ بهدم القصر.في هذه الحكاية التي ذكرت في أكثر من مصدر تاريخي، يرسخ في فكرنا أنّ الأيام دوّارة، وأن الليالى مملوءة بالمفاجآت، وأن الدنيا ليس لها مستقر ثابت، وأن الحياة خلقت لتتبدل، وأن الكراسي والمناصب وجدت ولها مدخل ومخرج، وأن السعيد من تبصّر في حال الدنيا، وقرأ التاريخ وفهمه، واستخلص منه كل ما يجعله فاهماً مدركاً قوياً، ويجيد التعامل مع كل أصناف البشر، ويجيد التعامل مع جميع الأحداث والمفاجآت الدنيوية.
مقالات
أبعاد السطور
قصر الرؤوس المقطوعة !
08:37 ص