عندما تحدثتُ عن الحذر من حاشية «بطانة» القيادات النرجسية، قوبل الحديث بردود فعل تحتاج إلى توضيح.ذكرتُ بأن خصائص القيادي النرجسي أنه: متغطرس، مهيمن، ولديه روح عدائية وهي مقاربة لخصائص القيادة الكاريزماتية المدمرة، وكنت قد ذكرت بأن النرجسية فيها الصالح عندما تكون الروح العدائية موجهة للفساد ومطالبة للإصلاح، وهي التي نحن أحوج إليها، شريطة أن يحيط القيادي نفسه بالنخبة المصلحة، وأن يحذر من الحاشية التي تحيطه، فكثير من القيادات - مع الأسف - محاطة ببطانة فاسدة قد تحوّل القيادي النرجسي الصالح إلى فاسد من دون أن يعلم.لذلك، إن كان لدينا نية في التغيير، فلنبدأ بإزاحة جميع القيادات البارشوتية، لضلوع أغلبها في الفساد وتراجع مستوى الكويت، حسب ما ينشر في التقارير الدولية من جودة تعليم ومستوى الرعاية الصحية والخدمات والمشاريع المتعثرة وأوجه الفساد «مالي وإداري».هنا أود أن أسجّل الشكر لكل وزير أقدم على تكويت الوظائف، ونتمنى من وزير العدل أن يحذو حذوهم في ما يخص النقص في عدد القضاة، لا سيما وأننا نتذكر كيف تم تحويل كثير من الخبرات في الإدارة العامة للتحقيقات إلى التقاعد وعددهم يفوق 160... هؤلاء ممكن الاستعانة بهم لسد النقص.فإن كان هناك تغيير قادم، نرى أن مكافحة الفساد تعني زج رموز الفساد الفعليين خلف القضبان، وأن تتم إعادة الأموال العامة المنهوبة وإزاحة الحاشية التي تسببت في حجب تطلعات النخب المنادية للإصلاح، من وصولها إلى القيادي النرجسي الصالح... وأن نوقف عملية الابتزاز من أي فرد كان حتى وإن كان نائباً.نحن مشاركون في الفساد... نعم نحن شركاء لأن اختياراتنا للنواب لم تكن موفقة في كثير من الحالات، ناهيك عن النظام الانتخابي وانعدام حرية الرأي.الزبدة:كيفية الرد على النرجسي المدمر، من خلال مواجهته بقصوره... وهذا في الأوضاع الحالية غير متاح.نحتاج منح مساحة من الحرية المسؤولة، تتيح للنخب المصلحة أن تجلس على طاولة الحوار مع القياديين، كل وحسب تخصصه، ليعرف أنه وإن تفاخر بإنجازاته كـ«شو إعلامي» ليس سوى فقاعة صابون، عندما يرد عليه أهل الاختصاص بشكل احترافي، وهنا تكون الصورة واضحة لأصحاب القرار، ومن تقع تحت مسؤوليتهم مهمة التغيير إلى الأفضل.عندما نريد مكافحة الفساد... لا يوجد استثناء، فالمسطرة واحدة عند التعامل مع الكبير قبل الصغير!هنا نعود ونؤكد إلى أهمية التغيير بأسرع وقت، حيث أثبتت الأيام أن غالبية القيادات دون المستوى، وفيهم من النرجسية المدمرة ما هبط بترتيب الكويت حسب المؤشرات الدولية إلى درجة متدنية جداً.وشكراً لكل وزير وقيادي بادر بوقف التعيين والتجديد للوافدين في الوظائف التي يمكن للكويتي أن يشغلها، وننتظر أن تتم الاستعانة بالمحققين ممَنْ أجبروا على التقاعد قبل أعوام.إحذروا حاشية القيادي النرجسي فهي معول هدم... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi