في فيلم (واحدة بواحدة) يبتكر الممثل عادل إمام الذي يقوم بدور (صلاح فؤاد) الموظف في مجال الدعاية والإعلان، سِلعة وهمية أطلق عليها اسم (الفنكوش)، ثم عمل (للفنكوش) حملة إعلانية ضخمة وواسعة، بسببها أصبح الناس يتساءلون عن ماهيّة الفنكوش؟ الأمر الذي جعلَ صلاح فؤاد يتجه مضطراً إلى الدكتور الفيزيائي (أيوب) في معمله، لكي يخترع له أي مادة من عنده، ليقدّمها للناس على أنها هي الفنكوش!وحكاية وهَم الفنكوش تلك تشبه حكاية حكومتنا مع الكمّامات الطبية!في بداية أزمة فيروس كورونا، قالت الحكومة إنها ستوفر الكمّامات الطبية في جميع الصيدليات والأسواق، لكن هذا الكلام لم يحدث أبداً! ثم جاءت بعد فترة وقالت إن الكمّامات الطبية ستوزّع عبر مراكز التموين الحكومية، لكن هذا الكلام لم يحدث أبداً! ثم جاءت بعد فترة وقالت إن عدد الكمّامات الطبية لديها ليس بكثير وهي تدّخره لمن هم في الصفوف الأولى لمواجهة فيروس كورونا، ثم عادت الحكومة بعد مدة وقالت إن الكمّامات الطبية ستُباع في الأسواق والجمعيات التعاونية والصيدليات، لكن هذا لم يحدث أبداً! وعدم صدق الحكومة في أمر الكمّامات الطبية جعل المواطن يعيش في حيرة! رغم أن الحكومة جلبت من الخارج مصنعاً كاملاً للكمّامات!والمضحك في هذا المشوار كله بأني في نهاية المطاف شاهدت مقطع فيديو من خلاله رأيت وسمعت رجل شرطة يتوقّف بدوريته في أحد الشوارع المزدحمة بالعمال، الذين كانوا يتمشون في الفترة التي خصّصت للمشي في وقت الحظر الشامل، ثم أخذ يوزّع عليهم الكمّامات وهو يطلب منهم أن يقفوا طابوراً خلف الدورية!الشعب تقريباً منذ ثلاثة شهور يبحث على الكمّامات، وفجأة تطلع الحكومة توّزع الكمّامات في الشوارع!هالبلد يعيش بسوء إدارة... ضحّكت علينا العالم شرقاً وغرباً.