حالات الانتحار ومحاولات الانتحار بدأت تأخذ منحى تصاعدياً في الكويت في ظل «كورونا». فخلال 21 يوماً تقريباً، تم رصد نحو 9 حالات انتحار و4 محاولات فشل أصحابها في مبتغاهم.وكان يوم أمس شهد انتحار وافد هندي في منطقة صباح السالم، حيث عثر عليه معلقاً بقطعة قماش ملفوفة حول رقبته في أسفل سلم تابع لعمارة. وقبله بيوم (أول يوم من شهر رمضان) حصلت 3 حالات انتحار، حيث أقدم ثلاثة وافدين على قطع علاقتهم بالحياة، الأول من الجنسية الأوغندية وجد ملقى في عمارة كائنة في خيطان، والثاني مصري نُقل إلى مستشفى الفروانية بعد محاولة انتحار أقدم عليها في مسكنه، ولم تفلح محاولات إنقاذه في المستشفى. أما الثالث، فهو فيلبيني أُسعف إلى المستشفى الأميري، لإصابته بضيق في التنفس وحرارة مرتفعة، وبإجراء الفحوصات اللازمة له تبين أنه مصاب بفيروس كورونا، وعندما ذهب إلى دورة المياه، وقام بلف سلك حول رقبته وانتحر.عدد الحالات خلال مدة زمنية قصيرة، دفع «الراي» إلى طرق باب الرأي النفسي في هذا الموضوع، فكان التواصل مع الدكتور حسين الشطي، طبيب مسجل أول طب نفسي في المستشفى الأميري، والذي قال: «هناك عوامل عدة في الفترة الحالية من شأنها أن تكون سبباً ودافعاً للانتحار، أهمها قضية القلق الزائد والعزلة التي يعيشها الشخص في المنزل وغياب التنظيم طوال اليوم».وأضاف الشطي: «إلى جانب ذلك، جهلهم إن كانوا مصابين بفيروس كورونا المستجد أم لا، مع متابعة الاخبار وأخذ المعلومات من مصادر غير موثوقة والتي تردد عدم إيجاد علاج لهذا الفيروس، غير منتبهين إلى الأخبار الموثوقة التي تبشر يومياً بشفاء عدد كبير من الحالات في شتى بقاع العالم، كل تلك الأمور من شأنها أن تدفع الشخص إلى اتخاذ قرار إنهاء حياته بالانتحار».وتابع الشطي: «كذلك، لا ننسى أن الضغوط المالية التي قد يعاني منها الشخص، خصوصاً الوافد، قد تكون سبباً كبيراً في اتخاذ قرار الانتحار، فمعظمهم أصبحوا لا يتقاضون رواتب، وإن كانوا يمتلكون مدخرات، فهي شارفت على الانتهاء، وفوق ذلك كله ضغوط من ملاك العقار يطالبونهم بدفع إيجار المسكن إلى جانب اتصالات من أهلهم في بلدانهم يطلبون منهم المال أيضاً من دون معرفة تاريخ محدد لانتهاء هذا الحجر للعودة إلى أعمالهم وكسب لقمة العيش، وبالتالي تتزايد كل هذه الضغوط النفسية وتكون سبباً كبيراً يؤدي إلى رغبة الشخص بالانتحار ظناً منه بأنه الحل المريح».