‏في 8 يونيو عام 1986 قُتل الدكتور ??فرج فودة بسبب كتابه (الحقيقة الغائبة).??وبعد التحقيق مع المتهم في قتله المدعو عبدالشافي رمضان، اعترف بأنه هو مَنْ قتل فودة، بسبب فتوى صدرت من مفتي إحدى الحركات الإسلامية السياسية آنذاك، وكانت الفتوى تبيح دم فودة، لأنه - بحسب الفتوى - مرتد عن الإسلام. فلما سُئِل عبدالشافي من أي كُتب فودة عرفت أنه مرتد؟ أجاب بأنه في حقيقة الأمر لا يقرأ ولا يكتب!في الحقيقة أكثر ما يهمني في تلك الواقعة هو القاتل عبدالشافي، الذي لم يتأكد ويتحقق بنفسه مما جاء في كتاب الدكتور فرج فودة، وعلى الرغم من هذا أقدم على قتله وإزهاق روحه لمجرد أنه سمع بفتوى تصفه بأنه مرتد، لا سيما أن هناك طرقاً قانونية تتحمل الدول الإسلامية مجرياتها وتنفيذها في مثل تلك القضايا، بعيداً عن حماس ورعونة وسذاجة عبدالشافي ومَنْ يشبهه من الناس! وحال عبدالشافي لا يختلف كثيراً عن حال أولئك الذين كرهوا بعض الأشخاص لمجرد أنهم سمعوا من بعض المقربين منهم بأنهم أشخاص غير جيدين وأن لديهم عيوباً جسيمة وأطواراً غريبة، وما علموا بأنهم تم إبعادهم جداً عن (الحقيقة الغائبة) التي تحكي لهم حقيقة أولئك الأشخاص، الذين ظلموهم ولا يستحقون منهم كل ذلك الكره وتلك العداوة!