رغم تقطع نياط قلوب حمائم المساجد وروادها بعد مرور شهر كامل على قرار وزارة الأوقاف غلق أبواب المساجد وإيقاف صلاة الجماعة لجميع الفروض بالمساجد والاكتفاء برفع الأذان على أن يلحقه المؤذنون بالقول (ألا صلوا في رحالكم)، إلا أن إعلان الصلاة في الرحال خمس مرات يومياً تأتي لتؤكد للعالم كله حرص الإسلام على سلامة الفرد والمجتمع. لم تكن الكويت بدعاً من الدول حين أقامت في مآذنها أذان النوازل فقد جاء متزامناً مع إعلان هيئة كبار العلماء في السعودية في مارس الماضي إيقاف صلاة الجمعة والجماعة لجميع الفروض في المساجد والاكتفاء برفع الأذان، فيما صدح مؤذن الأقصى بعد عشرة أيام من صدور القرار الكويتي ليقول لرواد أولى القبلتين «ألا صلوا في الرحال»، بينما خرج مؤذن الأزهر الشريف في «المحروسة» ليعلن للناس أن «صلوا في بيوتكم». إجماع فقهي منذ عهد النبوة على جواز أن يقول المؤذن «الصلاة في الرحال» إذا كان هناك برد أو ريح شديدة أو وحل يحول بين المصلين والمشي للمساجد أو ما يهدد سلامة المصلين، فيما أتت السنة النبوية لتخيّر المؤذن أن يقول تلك العبارة بعد انتهاء الأذان التام أو يطلقها بدلاً من الحيعلة «حي على الصلاة» وكلاهما جائز.الداعية صالح النهام أكد لـ «الراي»، أنه «لا خلاف بين العلماء على جواز أن يقول المؤذن (صلوا في رحالكم)»، موضحاً أنه «ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وورد في البخاري ومسلم، أن ابن عمر في ليلة باردة قال صلوا في رحالكم وأخبرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمؤذنه أن يقولها بعد الفراغ من الأذان وهذا ما أكده الحافظ ابن حجر موضحاً أن القول المذكور كان بعد الانتهاء من الأذان».وأشار في الوقت ذاته إلى أنه «ورد أيضاً في صحيح البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أنه قال لمؤذنه إذا قلت أشهد أن لا إله إلا الله فلا تقل (حي على الصلاة) بل قل (صلوا في رحالكم)».النهام، الذي كان إماماً وخطيباً في وزارة الأوقاف إبان الغزو العراقي الغاشم للكويت وظل متواجداً ولم يغادر البلاد، أكد أنه «في أيام الغزو لم نقل (صلوا في رحالكم) لأن المساجد كانت مفتوحة ولم تغلق باستثناء التي سافر إمامها أو التي قلّ فيها أعداد المصلين»، مشيراً إلى أن «ترديدها الآن يأتي لأن الاجتماع في المساجد قد يسبب العدوى وهذا ما أقرته الجهات الرسمية ويتماشى مع المقاصد الإسلامية في حفظ النفس البشرية».