ليس بإمكاننا أن نجد دولة تمنح مواطنيها إجازة للمكوث في بيوتها... إجازة إجبارية مدفوعة الراتب... دولة تؤجل استحقاقات مواطنيها المالية والائتمانية لفترة طويلة الأجل والأمد، دولة تعمل على تأجيل استحقاقات مواطنيها من المتقاعدين لفترات طويلة الأمد، دولة تقدم احتياجات شعبها كافة من المواد التموينية وغيرها، دولة تقدم الرعاية الصحية المتكاملة لجميع مواطنيها والمقيمين على أرضها رغم محدودية الإمكانات، بالنظر إلى الظرف الطارئ الذي دخل من دون استئذان وبطريقة مرعبة...؟! إن القلم ليعجز، وإن العقل ليتوقف عن الاستيعاب، وهو يرى الجهود الجبارة والمتميزة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وتعليماته الواضحة والمشددة المتمثلة في توفير الظروف كافة وتسخير الإمكانات اللازمة لراحة وصحة أبنائه المواطنين وأيضاً المقيمين. وجهود حكومة الشيخ صباح الخالد رئيس مجلس الوزراء، ومن ورائه جهود الوزراء في الحكومة، وفقهم الله وسدد على الخير خطاهم في كل ما قدموه ويقدمونه لهذا البلد من مواطنين ومقيمين على أرضه الطيبة.فمن إجراءات متتالية للحفاظ على سلامة وصحة المواطنين والمقيمين تجاه جائحة الكورونا العالمية، إلى جميع الاحتياطات اللازمة والدعم المقدم لمواجهة هذا الابتلاء المنتشر من دون توقف.وعلى صعيد المواطنين نقول إنه يتعين عليهم مساندة حكومتهم ودولتهم وأن يضعوا نصب أعينهم أن كل قرار يتخذه صاحب السمو أمير البلاد في هذه الظروف العصيبة، هو قرار صائب ويتطلب مساندته، لتحقيق الهدف المرجو منه، وهو صحة وسلامة الجميع، إنه بحق قائد الإنسانية، وذلك من واقع إدارته للأزمة الحالية بكل حنكة واقتدار، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على حرص سموه على صحة وسلامة أبنائه من المواطنين والمقيمين. كما تأتي الإجراءات التي تقوم بها حكومة رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد، والقرارات التي يتم اتخاذها على مدار الساعة هي قرارات تحقق المصلحة العامة للمواطنين وكل المقيمين على أرضها، وبالتالي فإن التعاون بين الحكومة والجميع هو مطلب ملح كي نتمكن من تجاوز هذه الجائحة على خير وسلام بإذن الواحد الأحد... كما أن التكاتف والتعاضد في هذه الظروف يتطلب توافره لدى الجميع، والتقيد بالقرارات مهما كانت صعبة على المواطنين والمقيمين وعدم أخذها مأخذاً بعيداً أو بطابع خاص، من أجل تحقيق المصلحة الصحية والسلامة العامة للجميع.وتأكيداً لتلك الإجراءات تأتي جهود وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح، حيث أثبت أنه شخصية من الطراز الرفيع الواعي لمسؤولياته، وبأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، فمنذ بداية أزمة جائحة كورونا وهو متواصل في ممارسة مهام عمله، بعيداً عن بيته وعائلته، ولا ينام إلاّ 3 ساعات في اليوم ويظل على مدار الساعة يواصل مهام عمله ومسؤولياته للبحث والسعي الدائم في كل الوسائل التي من شأنها توفير الظروف الصحية الملائمة، فشكراً لتلك الجهود.وجنباً الى جنب لتلك الجهود نذكر جهود العين الساهرة في وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير أنس الصالح ووكيل الوزارة عصام النهام ومدير علاقات الإعلام الأمني توحيد الكندري، تلك الجهود التي كان لها الأثر البالغ في توفير الأمن والأمان والصحة العامة للمواطنين والمقيمين، كما يجب ألّا ننسى جهود وزير الخارجية الشيخ أحمد ناصر المحمد في إعادة والبحث عن المواطنين العالقين خارج البلاد والبعثات الخارجية، معبراً بذلك عن حرصه الشديد على مواطنيه خارج البلاد، كما تجدر الإشادة بجهود وزير النفط الذي اتخذ مجموعة من الإجراءات المهمة وعلى رأسها تجهيز مواقع جديدة لصالح وزارة الصحة لغرض الحجر الصحي لأي حالات طارئة، علاوة على مجموعة أخرى من الإجراءات ذات العلاقة.كما تأتي جهود وزير التجارة - التي لا تهدأ - ابتداء من الحملات المفاجئة التي يقوم بها وفريقه، بشكل متواصل لإعطاء الانطباع والشعور للمواطن والمقيم بأن هناك من يقوم ويسعى على مصلحتهم. ومحاربة ضعاف النفوس. ولا يفوتنا هنا الإشادة بجميع الجنود المجهولين من موظفي الدولة والمتطوعين، الذين هم تاج على رؤوسنا لجهودهم التي يقومون بها من دون أن يشعر بهم أحد.ومن جهة أخرى، فإنه لابد من الإشادة بالطيران المدني، ومن خلال جهود مديرها المهندس يوسف سليمان الفوزان، المتمثلة في إعادة مواطنينا من الخارج، والمساهمة في توفير المواقع اللازمة لفحص المواطنين العائدين، وذلك بالتعاون مع رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية يوسف الجاسم، وكذلك رئيسها التنفيذي كامل العوضي، وأيضاً هناك جهود وزير الطيران المدني الشيخ سلمان الصباح، الذي سخر كافة الإمكانات للطائرات التي نقلت المواطنين في الفترة الماضية، والمتطوعين في هذا المجال.. كما تأتي جهود رجال الأعمال في هذا البلد الطيب الذين بذلوا جهودا مميزة في هذه الأزمة جزاه الله خيراً.وفي هذا كله نسأل الله عز وجل أن يحصن بلادنا ويسرع من مرور هذه الأزمة العالمية، بأسرع وقت، حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها وحكومتها وجميع من يقيم على أرضها. والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com